مازالت الانتخابات التونسية تحمل برحمها المفاجآت، ففى الوقت الذى يستعد أكثر من 7 ملايين ناخب تونسي للتوجه غدا الأحد إلى مكاتب الاقتراع لاختيار رئيس جديد من بين 24 مرشحا فعليا، ودخول تزنس اليوم مرحلة الصمت الانتخابى أعلن المرشحان للرئاسة محسن مرزوق، رئيس حركة مشروع تونس، وسليم الرياحي، رئيس حركة أمل تونس، اسحابهما من السباق نحو الرئاسة، ثم دعيا إلى التصويت لصالح المرشح المستقل عبد الكريم الزبيدى.
وقال المرشح سليم الرياحي في كلمة مصورة بثها على صحفته الرسمية بموقع فيسبوك:" تونس اليوم في أزمة ..إما الاستمرار في نظام ديمقراطي أو العوجة لديكتاتورية جديدة.. لذلك أقرر انسحابي لصالح السيد عبد الكريم الزبيدي".
وجاء في البيان الرسمي لحملة مرزوق: "اللقاء الذي جمع السيدين عبد الكريم الزبيدي ومحسن مرزوق والذي وقع في إطاره الحديث عن ضرورة توحيد جهود كافة القوى الوطنية في الانتخابات الرئاسية والتشريعية. وأعلم محسن مرزوق المرشح عبد الكريم الزبيدي بتنازله لفائدته خدمة للمصلحة الوطنية وتجنبا لوقوع البلاد تحت سلطة قوى الشعبوية والتطرف التي تهدد وحدة الدولة واستمراريتها".
جاء الإعلان قبيل توقف الحملة الانتخابية للمرشحين ودخول تونس، السبت، في صمت انتخابي.
الزبيدي الذي شغل منصب وزير الدفاع قبل استقالته للتركيز على حملته الانتخابية يحظى بدعم من الأحزاب الليبرالية وعدد من المستقلين، كما يدعمه وفق مراقبين، وإن بشكل غير مباشر، الاتحاد العام التونسي للشغل، أكبر منظمة نقابية في البلاد.
تصويت المغتربين
ووسط توقعات بانسحابات أخرى، يرى متابعون أن المتضرر الأكبر من هذا الانسحاب هو مرشح حزب تحيا تونس، يوسف الشاهد، إذ يصب لصالح منافسه من العائلة الوسطية الحداثية، الزبيدي.
وكان التونسيون المغتربون قد بدؤوا التصويت، امس الجمعة، في 45 دولة ولمدة ثلاثة أيام.
إقبال على الاقتراع
و وفق رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، فقد شهدت مشاركة تونسيي الخارج، إقبالا كبيرا على الاقتراع في اليوم الأول وسط توقعات بأن تتزايد نسب المشاركة في الانتخابات في اليومين التاليين.
من جانبه، قال المرشح عبد الكريم الزبيدي في بيان رسمي: "سرني أن التقيت اليوم بالسيد محسن مرزوق، المترشح للانتخابات الرئاسية ورئيس حزب مشروع تونس، والذي أعلمني بقراره بالتنازل عن المنافسة في الانتخابات الرئاسية لصالحي".
وبانسحاب الرياحي ومرزوق بات 24 مرشحا يتنافسون على منصب رئيس الدولة في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي ستجري غدا الأحد، فيما دخلت البلاد مرحلة الصمت الانتخابي اليوم السبت اعتبارا من الساعة الثانية عشرا ليلا.
7 ملايين ناخب غدا
ويتوجه أكثر من 7 ملايين ناخب تونسي، غدا الأحد إلى مكاتب الاقتراع لاختيار رئيس جديد من بين أربعة وعشرين مرشحا فعليا، فيما يصعب التكهن بشأن هوية ساكن قصر قرطاج الجديد في ظل تقارب الحظوظ بين المرشحين، وخاصة بين المرشح المعتقل نبيل القروي ووزير الدفاع المستقيل عبد الكريم الزبيدي ومرشح حزب حركة النهضة عبد الفتاح مورو ورئيس الحكومة السابق يوسف الشاهد.
الجولة الثانية
أكد نبيل بفون، رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية، أن الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية لن تتجاوز 13 أكتوبر المقبل.
وقال بفون، فى تصريح صحفى نقلتها وكالة الأنباء التونسية، إن الهيئة سجلت مؤخرا وقوع مخالفات جسيمة خلال الحملة الدعائية للانتخابات الرئاسية، منوها إلى أن الهيئة لن تتردد فى تطبيق القانون إذا ما تبين أن من المخالفات ما أثر على إرادة الناخب بصورة جوهرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة