خرجت صحيفة "دايلى ستار" اللبنانية الناطقة بالإنجليزية بصفحة سوداء لتنعى لبنان، مفندة فى صفحات الجريدة أسباب هذا النعى بكلمات مقتضبة تلخص واقع الأزمة الحالية.
ونشرت الصحيفة فى كل صفحة من صفحاتها جملة واحدة تلخص الأوضاع السياسية والاقتصادية والثقافية.
ففى الصفحة الثانية، تختصر المشهد بعبارة "تأزم حكومى"، وفى الثالثة تختصر المشهد المحلى اللبنانى بعبارة "خطاب طائفى متصاعد يومياً"، وفى الرابعة تختصر المشهد المحلى بعبارة "النفايات تتكدس فى الشوارع على نحو متزايد".
تضيف الصحيفة فى صفحات أخرى: "التلوث يصل مستويات خطرة"، و"نسبة البطالة تصل الى 25%"، و"تكاثر السلاح غير الشرعى فى البلاد"، و"أكثر من 1.5 مليون لاجئ في البلاد".
وتتوقف عند المؤشرات الاقتصادية في الصفحات الأخرى: "الدين العام يقارب الـ100 مليار دولار"، و"الإفلاس يهدد المؤسسات"، و"العملة الوطنية فى خطر". وتختم فى الصفحة الأخيرة بعبارة: "أفيقوا قبل فوات الأوان".
والعبارة الأخيرة، هي الدعوة الدائمة والعاجلة لإنقاذ البلاد. خلافاً للصفحات السوداء الداخلية والصفحة الأولى، تزين الصفحة الأخيرة صورة لأرزة، رمز لبنان، إلى جانب الدعوة لإنقاذ البلاد. لم تحدد الصحيفة المعنيين بها، هل تتوجه إلى اللبنانيين؟ أم إلى قرائها الأجانب؟ كون الصحيفة هي المنفذ الإعلامى للواقع اللبنانى على العالم، بالنظر إلى أنها ناطقة بالإنجليزية، وليس باللغة العربية، ما يعني ان جمهورها، بالتأكيد، ليس محلياً او عربياً فقط.
وتأتى دعوة الصحيفة بمثابة صرخة لحث العالم واللبنانيين على استفاقة، ولو كانت متأخرة، فالبلاد عالقة فى أزمة سياسية لا يبدو أن هناك منافذ لها بموازاة تصعيد متبادل في طرفين متصارعين، وانغلاق حكومي، واتهامات بالعزل والتسييس، وقد خرجت من إطارها اللبنانى لتدخل ميدان التدويل.
وتداول ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، صباح اليوم الخميس، صوراً من صفحات الجريدة المطلية بالأسود، وقالوا إنها نعى للبنان فى ظل هذه الأزمات.
وتوجه المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان، جان كوبيس، بالشكر إلى الصحيفة، لتحذيرها نيابة عن الشعب اللبنانى، قائلاً أن لبنان، هذا البلد الجميل، يواجه العديد من المشكلات، وهى فى غالبها من صنعه. وناشد السياسيين أن يحيطوا علماً بهذا التعبير الصريح عن القلق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة