"وحوى يا وحوى".. "اليوم السابع" داخل أقدم ورش صناعة فوانيس رمضان بالأقصر.. المصحف والشمامة وشويبس وشرائح البطيخ الأبرز.. الصناع: المواطنون يفضلون الفانوس العربى عن الصينى.. والأسعار من 5 جنيهات لـ200 جنيه.. صور

قبل ساعات من دخول شهر رمضان المبارك، انتشرت محال بيع الفوانيس فى شوارع مدينة الأقصر، حيث تفنن الصانعون فى أشكالها وأنواعها لضمان إقبال الأهالى عليها بكافة الأسعار والأشكال والألوان، حيث استعدت المحلات بكل أصناف الفوانيس سواء من المعدن والخشب والبلاستيك حتى الورقية البسيطة لتناسب كافة الفئات بمختلف الأسعار.

وفى هذا الصدد قال علاء حمودة أقدم بائع فوانيس بالأقصر، إنه يبيع فوانيس رمضان فى محل وورشة والده منذ أكثر منذ 15 سنة حيث يمتهن والده تلك المهنة منذ أكثر من 30 عاما، مشيرًا إلى أن المواطنين يحجزون الفوانيس قبل شهر رمضان الكريم ويتم تجهيزها خصيصا لهم.

وأضاف حمودة، لـ"اليوم السابع"، أنه يقوم بتجهيز الفوانيس يوميًا منذ الصباح الباكر ويعرض جزء منها فى واجهة المحل لكى تلفت انتباه المارة الذى يعشقون أشكال الفوانيس العربية القديمة، والتى تعتبر الرمز الأهم لشهر رمضان المبارك فهى أصل فانوس رمضان والشكل الحقيقى منذ عشرات السنين، مؤكدًا على أن الغالبية العظمى من أهالى محافظة الأقصر يقبلون على الفوانيس القديمة العربية وليست الفوانيس الصينى التى لا تعبر بشكل كبير عن روحانية شهر رمضان المبارك، وذلك ظهرت فى الأسواق وانتشرت بكثافة الفوانيس العربية القديمة بمختلف الأشكال والأحجام وينفذونها بأشكال تبدأ من حجم أصبع اليد وحتى أكثر من متر ونصف لكى تزين بها الشوارع والمنازل، ويقومون بإدخال الإنارة لها بماكينة صغيرة تخرج النور المتحرك بذبذبات جميلة، وكذلك يضعون فى الفوانيس الأكبر حجمًا أصوات وأغانى شهر رمضان الشهيرة لجذب الزبائن لها.

وعن أشكال وأصناف الفوانيس، أوضح أقدم بائع فوانيس فى الأقصر، أنه يوجد أحجام مختلفة يتم عمل شغل يدوى حولها لإضفاء سحر وجمال عليها ليقبل عليها الأطفال، وكذلك يتم تجهيزها بالورشة لتعمل بالكهرباء والشمعة معا، مضيفًا أن هناك فوانيس يتم وضع كرة مضيئة داخلها، ومن أبرز أسماء الفوانيس الشمامة وشرائح البطيخ ومصحف وشويبس، وجميعها توجد منها سادة ومشغولات يدوية بحسب طلب الزبون، ويتم تجهيزها بالكامل بألوان أحمر وأخضر وأزرق وعسلى، كما توجد زينة للشوارع والمنازل وشرفات الشقق منها الخيامية القماش وكذلك زينة بلاستيك وآخرى مجهزة بأشكال مستوردة مميزة.

أما الحاج حمودة كتانة، صاحب أقدم ورشة لتصنيع فوانيس رمضان، أكد على أنه مع دخول شهر شعبان يبدأ فى تجهيز ورشته لتجميل وتزيين فوانيس موسم شهر رمضان المبارك، والتى يقبل عليها الجميع من الكبار والصغار لكون شهر رمضان لا تكتمل بهجته فى المنازل المصرية إلا بتركيب وشراء الفوانيس وزينة رمضان الشهيرة فى كل مكان داخل المنازل وخارجها وبالشوارع، ويتوافد جميع الأسر على محلات بيع الفوانيس حتى دخول شهر رمضان.

وأضاف حمودة أشهر صانع فوانيس، لـ"اليوم السابع"، أنه يمتلك ورشة ومعرض لبيع الفوانيس والديكورات وتجهيزها بيديه، حيث يقوم بشراء الفوانيس صب مصنوعة بالنحاس والحديد وغيرها من القاهرة وتجهيزها، ويعمل على تجميلها بألوان مختلفة.

وكشف صانع فوانيس رمضان بالأقصر، على أنه تربى على تصنيع الفوانيس قديمًا وعندما استقر فى الأقصر قرر فتح محل لبيع الهدايا والديكورات وتجميلها وفى موسم رمضان يقوم بشراء الفوانيس بمختلف أنواعها بداية من العربية القديمة المتعارف عليها بالشمع والمصابيح وخلافه، مرورًا بالفوانيس الصينى الجاهزة التى تواجدت بكثرة فى الأسواق مؤخرًا، ولمواجهة غلاء الأسعار للخامات هذا العام تم توفير كافة أحجام الفوانيس لكى تتناسب مع إمكانيات الجميع فتبدأ الأسعار من 5 جنيهات وحتى أكثر من 200 جنيه حسب الحجم والشكل والنوع.

ويعود تاريخ "فانوس رمضان" إلى الدولة الفاطمية التى كانت تخرج بالكامل لرؤية هلال شهر رمضان المبارك، ويتقدمهم الأطفال وهم يحملون الفوانيس للإضاءة ليلًا ويغنون أناشيد رمضان الشهيرة "وحوى يا وحوي" وغيرها من التراثيات المصرية القديمة، حتى تقرر أن تكون عادة سنوية أن يتم تجهيز الفوانيس وتجميلها لاستقبال شهر رمضان المبارك بحملها والغناء بها من قبل الأطفال بمختلف أنحاء مصر، وتعتبر أغانى رمضان الشهيرة ذات صبغة تاريخية بمصر ولها تاريخ فرعونى حيث أن كلمة "وحوى يا وحوي" هى فرعونية فى الأصل، حيث أنه لدى الفراعنة كانت هناك ملاك مسئولة عن القمر تسمى "إياحا"، وعندما يستطلعون هلال شهر معين يقومون بالتحدث بكلمتى "واح – وى"، فكلمة "واح" مصرية وكان معناها الظهور رويدًا رويدًا، وبرزت منها "لاح" أى ظهر، وكلمة "وى" معناها نداء، فهو نداء يستحث القمر أو الهلال للظهور، حيث يقول المصريون للشخص الغائب عند العودة "واح شتنى"، أو "ليك وحشة"، فيكون معنى الجملة هنا (وحوى يا وحوى إيوحا) هو "أظهر أيها الهلال فلك وحشة".