أكرم القصاص - علا الشافعي

اثناسيوس حنين القس الذى شلحه البابا شنودة فانتسب لكنيسة يونانية يروى.. أسباب عزلى ليست عقائدية والبابا رفض توقيع القرار ..الأقباط فقدوا بوصلتهم بسبب الانعزال المعرفى و البابا تواضروس يبنى جسورا للمستقبل

الخميس، 04 أبريل 2019 03:00 م
اثناسيوس حنين القس الذى شلحه البابا شنودة فانتسب لكنيسة يونانية يروى.. أسباب عزلى ليست عقائدية والبابا رفض توقيع القرار ..الأقباط فقدوا بوصلتهم بسبب الانعزال المعرفى و البابا تواضروس يبنى جسورا للمستقبل اثناسيوس حنين القس
كتبت سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تبدو قصة "اثناسيوس حنين" فصلًا من رواية، الرجل الذى بدأ حياته باحثا فى اللاهوت القبطى حصل على درجة الدكتوراة من جامعة السوربون، عينه البابا شنودة الثالث كاهنا ومعلما للاهوت بالكنيسة القبطية، ثم كلفه بتأسيس كنيسة مصرية فى اليونان، حتى صدر قرارا بشلحه ومنعه من الخدمة، اضطر حنين بعدها إلى الخدمة فى كنيسة الروم الأرثوذكس اليونانية، عن تلك الحكاية الغريبة يتحدث "حنين" لليوم السابع" فى هذا الحوار، الذى فتح فيه النار على كثيرين متنقلا ما بين اللاهوت والعقيدة والإدارة الكنيسة، وإلى نص الحوار: 

1- نبدأ من الوراء.. ما هو سبب شلحك؟ قرأنا اسبابا متعددة مثل الخلافات العقائدية و زيارتك للسفارة الإسرائيلية في اليونان فأي السببين أقرب للواقع.

لم يكن سبب الشلح بهذا الغموض بل من اللحظة الأولى كان واضحا  من البداية، والسبب فيه الانبا بيشوى الذى كان يدير الكنيسة فى نهايات عصر البابا شنودة ويجهز نفسه لتولى كرسي البطريرك، والمشكلة إننى قبلت القرار كغنم يساق إلى الذبح.

2- ولماذا دارت مؤامرة لشلحك؟

كنت مكلفا بتأسيس الكنيسة المصرية في اليونان، وقد عملت من أجل رفع اسم مصر ورعاية أقباط المهجر واستقبلت فى أثينا السيدة عمرو موسى وعدد من الشخصيات الكبيرة، واعتدت أن أرفع صوتى للمطالبة بحقوق الأقباط عبر وقفات احتجاجية هناك، وذهبت إلى فيينا فى مؤتمر حقوق الإنسان وقلت لأول مرة أن الأقباط لا يواجهون اضطهادا منظما ومبرمجا فى مصر ولا يوجد مخطط للقضاء على أقباط مصر  ولكن هناك تجاهل لثقافتهم وتاريخهم وهويتهم إعلاميا وتعليميا مع إنها سوف تساهم فى حال اهتمام الدولة بها فى إعادة هوية مصر إلى الساحة  وهنا امتعض الجميع  وقامت الدنيا ولم تقعد ضدى.

3- تعنى بذلك عدم وجود أسباب عقائدية وراء قرار شلحك؟

 لم يكن السبب عقائديا ،الأقباط لم ينتهوا بعد إلى تحديد رؤية عقائدية متينة لما يؤمنون به والدليل حالة التخبط على الميديا وهى انعكاس صادق لحالة الأمة ولكن هناك جوع قبطى إلى المعرفة والحرية ولولا التراث الليتورجى القبطى وما تيسر من العقيدة لاندثر أثر التعليم القبطى الصحيح.

4- وما قصة زيارتك للسفارة الإسرائيلية في اليونان؟

بالنسبة لزيارة السفارة الإسرائيلية فى اثينا فقد تمت دعوتى رسميا فى مناسبة ثقافية وقد ذهبت بحكم حضوري  فى المجتمع اليونانى ودرجاتى العلمية فالأمر لم يكن سياسيا، وقد اخبرنى مطرانا سريانيا أن البابا شنودة رفض التوقيع على قرار شلحى ولكن هناك من أصر على تمريره

5- كنت ممن ابتعثتهم الكنيسة للدراسة فى الخارج وعدت معلما بالكلية الإكليريكية، هل اضرتك تلك التجربة مثلما حدث مع جورج بباوى؟

البعثة جاءتني عن طريق مطران دير القديسة كاترين فى سيناء المطران اليونانى بالتعاون مع الدكتور نصحى عبد الشهيد وعموما الدراسة لا تضر الدراسة نعمة وبركة ورؤية وافق وميزة خروجى هى دراستى بجامعة أرثوذكسية وفى بلد أرثوذكسى وهو اليونان وكنت متفوقا فتم ترشيحى لبعثة السوربون بفرنسا، وعدت إلى مصر وتم تعيينى فى الإكليريكية ونلت ثقة وحب الجميع،  أما الدكتور جورج حبيب فهو أستاذنا العالم الحقيقي  والباحث المدقق القبطى الصميم .

 6- قلت إن الكنيسة القبطية انعزلت وفقدت بوصلتها وأن موقفها من الكنائس الخلقدونية أضرها فكيف ذلك

هذا ليس قولى بل هو حقيقة تاريخية ولاهوتية منذ المجمع المسكونى الرابع  451 ولقد قتلها الباحثون بحثا، والدليل إننا ندرس فى اليونان لاستعادة البوصلة وهذا إحساس الكثيرين اليوم فى مصر من الشباب القبطى الواعد وأنا لا أبرئ البيزنطيين وقتها بل قلت أن السبب الرئيسى وراء  الانشقاق  هو العنجهية البيزنطية والعناد الفرعونى، الروم تضرروا حين فقدوا أهم المصادر النقية لاهوتيا ونسكيا وليتورجيا ولغويا  للمسيحية الأولى ولقد ذهب أحد علماء السوربون إلى أن اللغة القبطية تشكل أحد أهم مصادر اللغة اليونانية الجميع انعزل وفقد البوصلة والفرصة سانحة الآن  حيث لا توجد عنجهية بيزنطية ولا عناد فرعونى، كان من الممكن أن نقول أن الخلاف بين الطوائف لغوى عام 451 وأما اليوم فأنه من السذاجة العلمية واللاهوتية والتاريخية أن نصر على أن الخلاف لفظى فلا يوجد الفاظ صالحة لكل العصور.

7- كيف تنظر لقضية توحيد المعمودية بين الكنائس؟

لا يوجد قضية اسمها معمودية القضية هى الإيمان والعقيدة المنبثقة عنه عبر القرون وما قدم منها وما استجد، لا  يمكن الحديث عن وحدة حقيقة إلا بالنظر إلى العقائد الـتأسيسية والمجامع المسكونية السبع ، الحوار يحتاج علماء وتعب وجهد ، فلا يمكن أن  نتحد مع الكاثوليك إلا فى  ظل حوار شامل مع الكنائس الارثوذكسية الشرقية

8- شهد فبراير الماضى العيد السادس لأسبوع الصلاة من أجل الوحدة وسط تراشق على السوشيال ميديا بين أتباع الطوائف، فما رأيك؟

لا اعتقد انه يوجد صراع بين الطوائف بل هناك صراع داخل كل طائفة ، لأن كل طائفة عندها همومها ومشاكلها الداخلية وثوابتها ومتغيراتها وزعمائها وميلشياتها سواء باللسان أو بالحجر  وكل هذه المظاهر الموحدة تجعلنا نبدو وكأننا واحد أمام الناس، أما من نسميهم متطرفين فهم موجودون فى كل جانب ما عدا العلماء الفاهمين والشعب الغيور والاكيروس، لكن ما يثار على السوشيال ميديا يتحاشى الحوار اللاهوتى الرصين والعلمى فهو ردح بلدى.

9- ما رأيك فى توجهات البابا تواضروس فى ملف العلاقة مع الكنائس الأخرى؟

قداسة البابا تواضروس كأي بابا قبطى يتمنى الوحدة الكنسية، وزياراته لكنائس العالم فتح طرق أمام الوحدة، والجديد فى عصره إنه يفتح شبابيك العلم اللاهوتى وصار القبط علماء لاهوت ولغات يفتخر بهم العالم ما خلا كنيستهم والى الآن لم يتم استثمار هذه الطاقات، أما نجوم الفضائيات "اللى بيدهنوا الهواء سماويات"  بلا تكلفة ولا تعب فاسميها مسيحية (ديليفرى)

10- افتتح البابا تواضروس كنيسة اليونان شاركت فى تأسيسها، وكتبت مطالبا العودة للخدمة فماذا جرى؟

لم اؤسس كنائس بل انشأها مع الشعب الطيب من قبط اليونان والذى دفعوا من مالهم لها، كتبت رسالة مفتوحة للبابا عند حضوره إلى اليونان ولم يتم دعوتى لحفل تدشين الكنيسة ، فكتبت رسالة عتاب ورغم إنها قد تعرضني للمساءلة فى كنيسة الروم التى اخدم فيها حاليا، وعودتي للخدمة أمر معقد ولكن كل أملي أن أشارك فى العمل العلمى واللاهوتى فى بلدى، وأتمنى من الرئيس السيسى تأسيس معاهد دينية مسيحية وإسلامية تليق بأكبر مسجد وأكبر كنيسة

11- في رأيك هل يفيد الكنيسة إعادة دور العلمانين جوار الاكليروس؟

الكنيسة أسسها يسوع الناصرى وهى حركة علمانية من الأصل لا كهنوت فيها الكهنوت هو لترتيب الطقوس وخدمة الأسرار وغسل الأرجل  وليس رئاسة أو وظيفة الرسول بولس ينفى وجرد كهنوت مسيحى موازى لليهودي سوى المسيح رئيس الكهنة ومن هنا خرج الكهنوت من عباءة المسيح الكاهن الوحيد وشق طريقه فى التاريخ وتطور  إلى درجات ولكنهم من العلمانيين ولا يوجد تفريق بين العلمانى والكهنوتى كلهم شعب المسيح ، والعلمانى لم ينعزل عن الكنيسة لكن تم تحجيم دوره.

12- كتب كثيرون عن ملامح أزمة تمر بها الرهبنة المعاصرة بين القديم والجديد فما رأيك؟

الراهب إنسان متأزم بالمعنى الإيجابى للفظ فهو فيلسوف وجودى  روحيا وطموح نسكيا وشغوف علميا وثائر لاهوتيا من انطونيوس البسيط الراهب القبطى إلى  باسيليوس الكبير الراهب العالم  إلى اليوم، الأزمة المعاصرة جاءت نتيجة تراكمات كثيرة وعوامل متداخلة ولكن الراهب الحقيقة يعيش فى سلام مع الله والناس ومن يلوم على الرهبان الانشغال بأمور العالم ولقمة عيش الناس لم يقرءوا عن المدينة التى أسسها باسليوس الكبير لرعاية ذوى الحاجة والأديرة فى اليونان مفتوحة لكل طالب والرهبان يعيشوا من شغل ايديهم وليست هذه هي المشكلة.

13- ما المشكلة إذن؟

القضية هي الأصول الروحية للخدمة الرهبانية، فالإصلاح فى الرؤية المسيحية لا يأتى من الخارج  بل من الداخل لأنه لا يستطيع أحد أن يؤذى الإنسان إن لم يؤذى الإنسان نفسه ، ومن ثم يتحتم عودة الرهبان إلى قلاليهم وصوامعهم فى الهدوء الذى يسمع فيه صوت الصمت وقصر الزيارات على يوم واحد لا يدخل فيه الناس الدير بل يتجولون حوله ولقد شاهدت فى دير ابو مقار إنهم أسسوا كنيسة ومضيفة رائعة خارج الدير للزوار فلا يدخل الدير كل فضولى ومتلصص بل يدخل العلماء أو الباحثين.

اثناسيوس حنين القس (1)
 

 

اثناسيوس حنين القس (2)
 

 

اثناسيوس حنين القس (3)
 

 

اثناسيوس حنين القس (4)
 

 

اثناسيوس حنين القس (5)
 

 

اثناسيوس حنين القس (6)
 

 

اثناسيوس حنين القس (7)
 

 

اثناسيوس حنين القس (8)
 

 

اثناسيوس حنين القس (9)
 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة