وزيرة البيئة من أسوان: تمويل كيما أسوان بـ15 مليون يورو لإنشاء وحدة إنتاج حامض النيتريك.. ومهلة 10 أيام لإنهاء مشكلة الانبعاثات الضارة.. ياسمين فؤاد: ندفع أضعاف الإنتاج لمعالجة المتضررين وهدفنا الإصحاح البيئى

أعطت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، مهلة 10 أيام أمام مصنع كيما أسوان القديم، لإنهاء الملاحظات التى تم رصدها خلال الفترة الماضية، من قبل لجنة البيئة التى زارت المصنع فجأة لرصد المخالفات البيئية للمصنع القديم، والعمل على تلافيها وتوافقها مع الاشتراطات البيئية.

وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، فى تصريحات على هامش جولتها بأسوان، أنه يتم دفع أضعاف المبالغ المالية عن التى يوفرها المصنع من إنتاج لمعالجة المتضررين من انبعاثات المصنع، مؤكدة أن هدف الوزارة هو إصحاح بيئى لخدمة المجتمع.

من جانبه، قال المهندس عيد الحوت رئيس مجلس إدارة المصنع، إنه اطلع على جميع هذه الملاحظات وتم الرد عليها وسيتم تلافيها خلال أسبوع، مشيرا إلى أنه تم رصد 16 مليون جنيه لإنهاء مشاكل غبار السيلكون المتصاعد من المصنع القديم.

وفى سياق متصل، أشارت وزيرة البيئة إلى أن هناك 15 مليون يورو تم توفيرها كتمويل لإنشاء وحدة خاصة بإنتاج حامض النيتريك فى كيما أسوان، كمخطط للمصنع لتوفيق أوضاعه، واتخاذ الإجراءات قصيرة المدى للحصول على هذا التمويل فيما يخص المخلفات الخطرة وسلامة بيئة العمل للعاملين وتنقية الهواء بما يناسب حياة كريمة للمجتمع المحيط.

وقالت وزيرة البيئة، فى تصريحات على هامش الزيارة، أن الزيارة للمصنع تأتى فى إطار متابعة خطط الإصحاح البيئى والتى تقدمها هذه المصانع والمواقع لمراعاة الاشتراطات والضوابط وفقا لقانون البيئة سواء من نوعية الهواء والمياه أو كيفية التعامل وتداول المخلفات، وتوفير المعمل المتنقل لمدة شهر لرصد نوعية الهواء مع ضرورة ربط المصنع بالشبكة القومية لرصد نوعية الهواء، وبعض الإصحاحات التى تقوم بها الوزارة مع بعض الشركات الأخرى التى ستقدم دعم فنى من خلال القروض التى تقدمها وزارة البيئة لمصنع كيما.

واستمعت الوزيرة إلى شرح حول المشروع، من المهندس عيد الحوت، رئيس مجلس إدارة المصنع، والذى يقوم على إنشاء مصنع لإنتاج الأمونيا من الغاز الطبيعى بدلاً من الكهرباء كما هو الحال بالمصنع القديم، ويستهدف زيادة إنتاج الأمونيا إلى 1200 طن يومياً، مقارنة بالرقم الحالى وهو 300 طن/يوم، بما يلبى استخدامات إنتاج الأسمدة الأزوتية، وكذا إنتاج نترات الأمونيوم النقية، فضلاً عن إنتاج منتج جديد هو سماد اليوريا.

وأوضح "الحوت" بأن المشروع يشمل مأخذ مياه على النيل بطاقة 24 ألف م3/يوم، وخط ناقل 500 مم بطول 5 كم، وأحواض تخزين استراتيجية سعة 8 آلاف م3، بالإضافة لمحطة تنقية للمياه، وكذا وحدات لإنتاج بخار المياه، ومحطة كهرباء توربينية بطاقة 27 ميجا واط / ساعة، وخزان أمونيا سائلة سعة 10 آلاف طن، ومصنع إنتاج سماد اليوريا، ومنطقة تخزين سماد اليوريا، وخطوط ربط بين المصنعين القديم والجديد، وأيضاً سيتم استخدام ثانى أكسيد الكربون الناتج من إنتاج الأمونيا كمادة أولية لصناعة سماد اليوريا، كما تم تدريب وتأهيل العمال التى ستعمل به، مؤكدا أن المصنع الجديد سيتم تجهيزه وفق أحدث نظم السلامة والتزام المعايير البيئية، بحيث يمنع أى انبعاثات ضارة.

ووجهت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، بمراجعة العمالة الخاصة بمحمية سالوجا وغزال سواء من داخل اسوان أو خارجها.

وانتقلت وزيرة البيئة ضمن جولتها بأسوان، لتفقد المحطة الوسطية لجمع نفايات القمامة بمنطقة المحمودية بمدينة أسوان، يرافقها اللواء أحمد إبراهيم محافظ أسوان.

وأعطت وزيرة البيئة مهلة أسبوعا لإنهاء تراكمات القمامة المختلطة بالرمال فى المحكة الوسطية إلى مدافن بالأخوار الجبلية بمسافة تبلغ نحو 300 مترا، نظرا لصعوبة نقلها إلى المدفن الرئيسى للقمامة بمدينة أسوان بمنطقة العلاقى، وهو ما سيقوم به إحدى الشركات الخاصة التى سيتم اختيارها وفقا لمزاد علنى سيقام غدا بمدينة أسوان، ثم تقوم المحطة عقب ذلك بالاهتمام بالمكان واقتراح إنشاء منتزه فيه.

ولفتت الدكتورة ياسمين، إلى أن الوزارة ساهمت فى وقف الاشتعالات المتكررة من الأهالى فى نفايات القمامة المتراكمة بالمحطة، مع متابعة أعمال نقل هذه المخلفات إلى مدفن القمامة بمنطقة العلاقى.

كما زارت وزيرة البيئة، محمية سالوجا وغزال بمدينة أسوان، واندهشت الوزيرة من "الزهرة المستحية" والتى تنكمش إذا حاول أحد الأشخاص لمسها، واستمعت الوزيرة لشرح من محمد زكى، باحث بيئى بالمحمية والذى اقترح على الوزيرة تخصيص مكان للاستراحة والوقاية من الشمس، بأحد مواقع المحمية المطل على النيل.

وتقع المحمية فى محافظة أسوان على 3 كيلو متر شمال خزان أسوان، وهى عبارة عن جزيرتين رئيسيتين هما: جزيرة سالوجا وجزيرة غزال، وبينهما عدد من الجزر الصغيرة والتى تتصل يبعضها عند انخفاض منسوب المياه فى النيل، وتصنف من ضمن محميات الأراضى الرطبة وهى المناطق التى تغمرها المياه من عدة سنتيمترات لعدة أمتار خلال العام، وتعد من أصغر المحميات على مستوى جمهورية مصر العربية، ويوجد بها 135 نوعاً من الطيور المقيمة والمهاجرة، مثل فرخة الماء، والفرخة السلطانية، والواق الأبيض، والأخضر، واللقلق الأبيض والأسود، وأبو منجل، والوروار.

واستكملت الوزيرة جولتها فى أسوان، بتفقد مصنع سكر كوم أمبو بمحافظة أسوان، واستمعت الوزيرة، لشرح من المهندس محمد عبده، مدير مصنع السكر بمدينة كوم أمبو، والذى أكد أن الإنتاج اليومى للمصانع وصل إلى 1500 طن سكر، حيث يقوم بعصير حوالى 15 طن يومياً من محصول قصب السكر، لتساهم مصانع سكر كوم أمبو والتى تعد من أقدم وأهم القلاع الصناعية بأسوان فى توفير تلك السلعة الإستراتيجية.

وأوضح مدير المصنع، بأنه فى الفترة الأخيرة تم إنشاء مرجل بخارى جديد صديق للبيئة ( تكوما ) لمصنع سكر كوم أمبو بطاقة 120 طن بخار / ساعة وهو ما يعادل طاقة 6 من المراجل القديمة الموجودة بالمصنع، كما أنه يضم وحدة لمعالجة الصرف الصناعى بطاقة 50 م3/ يومياً.

وأضاف مدير المصنع بأنه تم أيضاً تنفيذ أعمال تطوير داخل مصنع الخشب الحبيبى لتوفيق أوضاعه البيئية من خلال استبدال فلتر مصنع الخشب الحبيبى القديم بفلتر جديد بتكلفة 5 مليون جنية وبطاقة تشغيل تصل إلى 70 ألف م3هواء / ساعة وخاصة أن المصنع ينتج 80 طن يومياً من أنواع الخشب الحبيبة المختلفة.

وشملت زيارة وزيرة البيئة فى أسوان، الحديقة الدولية الاستوائية بأسوان فى جولة داخل سيارتها، يرافقها خلالها اللواء أحمد إبراهيم محافظ أسوان.

وقال المهندس عاطف النشار، مدير الحديقة الدولية، أن الحديثة تقع على مساحة 105 فدان فى بقعة ساحرة وموقع متميز وسط الجزر النيلية وجارى إعدادها وتجهيزها لوضعها على الخريطة السياحية، بعد أن كانت معظم مساحتها ومكوناتها بحالة سيئة ومهملة ومعطلة منذ 10 سنوات.

وأشار إلى أن خطة التطوير بالحديقة تشمل رفع كفاءة المسطحات الخضراء وتهذيب وتقليم الأشجار والنخيل مع رشاشات الرى، وأيضاً شبكات وحنفيات الإطفاء والمرافق العامة والبرجولات الموسيقية والمقاعد والمظلات وأكشاك المراقبة الخشبية، بجانب الأسوار والإنارة ودورات المياه العمومية ووحدات المعالجة والمرشح والأرضيات، بالإضافة إلى متحف الحديقة والمبانى الإدارية والمخازن.

وأوضح "النشار" بأن الحديقة تحتوى على 85 فدانا مسطحات خضراء وأشجار ونخيل بجانب 20 فدان أماكن مفتوحة والتى تم إنشاؤها منذ 1991 على شكل بيضاوى فى الشلال الأول لنهر النيل، وهى تضم 48 حوض زراعى يشمل حوالى 350 نوع من النبات الاستوائية وتحت الاستوائية من أشجار ونخيل ونباتات زينة، لافتاً إلى أن الحديقة بها 4,5 كيلو متر من الطرق الرئيسية عرضها 4,5 مترا، بجانب 4 كيلو متر طرق فرعية وممشى عرضه 3,5 متر، وأيضاً مبانى لمتحف وإدارى ومخازن، بالإضافة إلى 10 برجولات و30 مشربية مياه، كما أن الحديقة بها 6 دورات مياه عمومية رجال وسيدات لكل منها خزان ووحدة معالجة، فضلاً عن وجود شبكات رى حديث وحماية مدنية تضم 30 حنفية إطفاء.

وأضاف "النشار"، بأنه يتم حالياً إعداد دراسة جدوى اقتصادية لعرضه على المستوى الأعلى لوضع تصور عام لاستغلال الحديقة كأحد أهم المعالم السياحية سواء بطرحها للاستثمار، مع دراسة إقامة كوبرى معدنى للمشاة من الجانبين، أو إقامة مراسى لاستقبال ضيوفها عبر اللنشات السياحية من ناحية غرب سهيل، فضلاً عن تخصيص مساحات كأجنحة لعرض النباتات الاستوائية لدول حوض النيل والإفريقية بأسماء هذه الدول، وأيضاً أماكن لحدائق حيوان أو للطفل أو لأنواع الورود والزهور، علاوة على كامب سياحى لرحلات السفارى وقاعات للحفلات ومطاعم وكافتريات وبازارات، وأخيراً مدى إمكانية تشغيل عربات الطفطف لإتاحة الفرصة أمام السائحين ورودها للاستمتاع بجمال الحديقة.

رافق الوزيرة خلال الجولة، الدكتور محمد صلاح، رئيس جهاز شئون البيئة، والدكتورة ناهد يوسف، رئيس جهاز المخلفات، والمهندسة ميسون نبيل، مدير برنامج التحكم فى التلوث الصناعى، والدكتور محمد فاروق، رئيس الإدارة المركزية للتفتيش والالتزام، والدكتور ممدوح السعيد، رئيس فرع البيئة بأسوان.