"محمود أبو الفتح" حكاية النقيب رقم 1 للصحفيين.. أشهر عازب فى الصحافة المصرية.. تبرع بشقته لتكون مقرا للنقابة.. قصة نومه داخل كشك بمحطة قطار لندن.. وارى جثمانه الثرى بتونس بعد رفض عبد الناصر دفنه فى مصر

الإثنين، 11 مارس 2019 11:00 ص
"محمود أبو الفتح" حكاية النقيب رقم 1 للصحفيين.. أشهر عازب فى الصحافة المصرية.. تبرع بشقته لتكون مقرا للنقابة.. قصة نومه داخل كشك بمحطة قطار لندن.. وارى جثمانه الثرى بتونس بعد رفض عبد الناصر دفنه فى مصر "محمود أبو الفتح" النقيب رقم 1 للصحفيين
كتب ــ محمد السيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

خلال رحلة امتدت لـ78 عاما، مر على نقابة الصحفيين عدد من النقباء ومن بينهم محمود أبو الفتح صاحب فكرة إنشاء نقابة للصحفيين التى كانت أملا تحقق في  عام 31 مارس 1941  بعد كفاح استمر لعشرات السنين، ومحاولات عدة تكللت بالنجاح بصدور القانون رقم 10 لسنة 1941 بإنشاء النقابة وتشكيل مجلسها المؤقت.

محمود ابو الفتح أو نقيب للصحفيين
محمود أبو الفتح أول نقيب للصحفيين

 

محمود أبو الفتح هو أشهر النقباء باعتباره النقيب رقم 1 للصحفيين، ولد فى أغسطس عام 1893 بمدينة الزقازيق، تخرج فى كلية الحقوق والتحق بالعمل مراسلا وكاتبا بجريدة "وادى النيل" التى كانت تصدر بالإسكندرية براتب شهرى قدره  1.5 جنيه، ثم عين مراسلا للأهرام وكان من انفراداته إبان عمله مراسلا للأهرام ركوبه منطاد زيبلن الألمانى فى رحلته الأولى التى كانت رحلة تاريخيه تابعها العالم، وكان من بين 3 صحفيين شاركوا فى هذه الرحلة .

فى فبراير عام 1919 قبيل اندلاع ثورة 1919، اقترح أبو الفتح على سعد زغلول أن يترجم كل ما ينشر عن مصر والقضية المصرية فى الصحف الأجنبية مع الرد على ما فيها من أكاذيب وإرسال الردود إلي نفس الصحف بالخارج باللغتين الإنجليزية والفرنسية، مع نشر هذه الاكاذيب والرد عليها في الأهرام أيضًا، فتحمس سعد زغلول للاقتراح وطالبه بتنفيذه فورًا، وفي نفس الشهر، انفرد أبو الفتح بإجراء حديث مطول مع اللورد اللنبي، أنكر فيه اللنبي كل حقوق مصر، وقد أثار هذا الحديث ردود فعل واسعة.

وسافر أبو الفتح مع سعد زغلول الى أوروبا مستشارا إعلاميا للوفد المصرى الى جانب تغطيته أخبار مفاوضات الوفد فى لندن لحساب جريدة الأهرام، ورأى أبو الفتح أنذاك أن ما كان يرسل له من المال من الأهرام ما كاد يكفى الغذاء و التنقلات والبرقيات، فاضطر للنوم فى محطة سكة حديد لندن بعد أن استأذن السلطات وكتبت عنه إحدى الصحف الإنجليزية هذه القصة وبمجرد نشر ذلك باع والده فدان أرض وأرسل له الأموال.

بعد وفاة داوود بركات رئيس تحرير الأهرام، اتجهت التوقعات إلى محمود أبو الفتح كأبرز المرشحين لرئاسة تحرير الأهرام، غير أن أصحاب الجريدة الذين كانوا ضد رئاسة المصريين لتحرير جريدتهم، عينوا أنطون الجميل رئيسًا للتحرير، مما جعل محمود أبو الفتح يفكر في إنشاء جريدة المصري، وقد شاركه في إنشائها الصحفيان البارزان محمد التابعي وكريم ثابت، رفيقاه في المكتب ذاته بجريدة الأهرام، فاستقالوا وباع والد  أبو الفتح فدانين آخرين من أرضه، ودفع ابنه بثمنهما حصته في الجريدة، كما وضع التابعي وكريم ثابت مدخراتهما في مشروع الجريدة الجديدة، التي صدرت عام 1936، وكانت ندًا قويًا للأهرام، ولم يلبث التابعي أن باع حصته في الجريدة لحزب الوفد وتفرغ لمجلته الأسبوعية "آخر ساعة"، ثم عين الملك فاروق كريم ثابت مستشارًا صحفيًا له، فاضطر ثابت إلى بيع حصته لأبي الفتح، ثم اشترى أبو الفتح حصة الوفد التي أخذها من التابعي، فصار أبو الفتح المالك الوحيد للجريدة، ورغم توجهاته الوفدية، لم يجعل جريدته حزبية، بل عارض الوفد فيما كان يرى أنه انحراف عن جادة الصواب، واستقطب العديد من الكتاب الكبار للمشاركة في المقالات بالجريدة .

محمود ابو الفتح 2
محمود أبو الفتح 2

 

عند تأسيس نقابة الصحفيين في عام 1941 اشترطت الحكومة توفير مقر مناسب للنقابة، فتبرع أبو الفتح بشقته في عمارة الإيموبيليا الشهيرة لتكون أول مقر لنقابة الصحفيين، وأجمع الصحفيون على انتخابه أول نقيب للصحفيين في مصر.

كان أبو الفتح معروفًا بأنه "أشهر عازب في الصحافة المصرية"، وعندما سئل عن سبب عدم زواجه قال: "عملي في الليل والزواج لا يتفقان، ويجب أن يكرس الزوج أكبر وقت ممكن لزوجته وحياته الأسرية، ونحن معشر الصحفيين لا نصلح للزواج".

بعد قيام ثورة يوليو 1952 عطلت  جريدة المصرى، وتم مصادرة كل ممتلكات محمود أبو الفتح وأسرته، بسبب مواقفه وحكم عليه أمام محكمة الثورة بتهم أنه في غضون سنة 1954 وما قبلها، قام بدعايات واتصالات في الخارج ضد نظام الحكم القائم بقصد تقويض النشاط القومي للبلاد وأغرى موظفًا عموميًا بطرق غير مشروعة على المساهمة في إتمام صفقة تجارية لمصلحته الذاتية، وصدر الحكم عليه غيابيا بـ10 سنوات .

توفي محمود أبو الفتح بجنيف في 15 أغسطس 1958، عن 65 عاما ، ورفض الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أن يُدفن في مصر خشية أي مردود شعبي خلال الجنازة والعزاء، ودفن فى تونس بعدما استقبل جثمانه الرئيس بورقيبة تقديراً له، وعقب رحيل الرئيس جمال  عبد الناصر قام الرئيس الراحل أنور السادات بتكريم اسم محمود أبو الفتح ومنحه وساما من أعلى الأوسمة فى الدولة .

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة