أكرم القصاص - علا الشافعي

دندراوى الهوارى

ماكرون يعظ: دافع عن المدونين بمصر.. وتناسى سجن مذيع فرنسى بسبب بوست!

السبت، 02 فبراير 2019 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يوم الأربعاء 14 يناير 2015، أى منذ 4 سنوات بالتمام والكمال، رأينا فرنسا وبمجرد أن قفزت النار فى «حجرها»، كشرت عن أنيابها، وأظهرت وجهها الحقيقى، وقررت اعتقال الفنان والمذيع الفرنسى الساخر والمثير للجدل «ديودونيه مبالا»، لمجرد أنه كتب بوست على صفحته الشخصية قال فيها نصا: «أشعر أننى شارلى كوليبالى»، خالطا بين اسم التكفيرى الذى قتل شرطية وأربعة يهود فى الهجمات التى شهدتها حينها، صحيفة «شارلى إيبدو» على خلفية نشر رسومات مسيئة ترمز للرسول محمد صلى الله عليه وسلم بلباس أبيض يذرف دمعة، حاملا لافتة كتب عليها «أنا شارلى».
 
وبدأ القضاء الفرنسى، حينذاك، تحقيقا موسعا مع المذيع والممثل الساخر «ديودونيه مبالا»، ووجهت له اتهامات كتابة عبارات على «فيس بوك» تتعاطف مع الإرهاب، ولا تراعى ما تتعرض له فرنسا من مخاطر إرهابية، وهجمات تحاول النيل من باريس قلب بلاد النور النابض، وأصدرت محكمة جنايات باريس، حكمًا بالسجن شهرين مع وقف التنفيذ، بتهمة «مدح الإرهاب»، أى أن هناك حكما وتهمة فى قلب بلاد الحريات فى العالم اسمها «مدح الإرهاب»، وأه لو الحكم أصدرته محكمة مصرية تحت هذا المسمى والمعنى، لقامت الدنيا ولم تقعد..!!
 
وبعد مرور أربع سنوات بالتمام والكمال على هذه الواقعة، جاء الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، فى زيارة لمصر، وحاول من قلب القاهرة، أن ينصب نفسه «واعظا ورسولا» للقيم الإنسانية وحقوق الإنسان، فى رسائل واضحة للشعب الفرنسى أولا، وليس للمصريين!!
 
الرئيس الفرنسى، أكد أن بلاده مهتمة بملف حقوق الإنسان، والدفاع عن المدونين المحبوسين فى مصر، متحدثا عن مدى إيمانه بالحريات، وحق النشطاء والمدونين فى التظاهر، وهى تصريحات تداعب أصحاب السترات الصفراء فى فرنسا، فى المقام الأول، فى رسالة مفادها: كم أن رئيسهم يؤمن بحرية التظاهر ويحترم الآراء المعارضة، متناسيا عنف شرطته ضد المتظاهرين، وسقوط قتلى!!
 
كما تناسى الواعظ «ماكرون» وسط دفاعه عن المدونين فى مصر، ما فعلته سلطات بلاده منذ 4 سنوات، عندما ألقت القبض على الممثل والمذيع الفرنسى الساخر «ديودونيه مبالا» بتهمة كتابة «بوست» على «فيس بوك» رأت فيه أنه يتعاطف مع الإرهاب، ويسىء لليهود، وتم الحكم عليه بالسجن شهرين مع إيقاف التنفيذ..!!
 
هنا تظهر الازدواجية، والكيل بمئات المكاييل، فبينما وقف ماكرون فى القاهرة يدافع عن حق التظاهر، وحرية المدونين فى كتابة ما يشاؤون، نجد بلاده تصدر أحكام السجن ضد فنان فرنسى شهير لمجرد أنه كتب بوست، ووجدناه هو شخصيا يصف مظاهرات أصحاب السترات الصفراء بالمخربة والمدمرة، ودشن مصطلحات من عينة أن الشارع لا يدير الدول، وأن المؤسسات تعى وتعرف ولديها تقديراتها السياسية، وأطلق يد شرطته ورجال أمنه لسحل واعتقال المتظاهرين!!
 
كما لم نجد وسائل الإعلام الفرنسية تبث المظاهرات على الهواء مباشرة، وتدس السم فى عسل الكلام، لنشر الفوضى والتخريب، ولم نجد تقارير المنظمات الحقوقية الدولية، من عينة «هيومان رايتس ووتش» و«العفو الدولية» وغيرها من المنظمات الحقيرة، تعد تقارير إدانة عنف الشرطة الفرنسية مع المتظاهرين «الكيوت»، وتندد أيما تنديد بمقتل متظاهر، ولم نسمع برلمانات أوروبا تنتفض، والبيت الأبيض، والخارجية الأمريكية، تخرج لتطالب ماكرون بضرورة تلبية مطالب المتظاهرين، واعتبار أن الشباب الفرنسى، ثائر وطاهر ونقى!!
 
لم نجد «سيرك» سياسيا منصوبا للمظاهرات التخريبية الفرنسية، بينما نرى ماكرون وأسلافه، يصفون نفس المظاهرات فى مصر وسوريا وليبيا، بالنقية والمطالب الشرعية، وتدخلت فرنسا بشكل سافر فى ضرب ليبيا، وتدميرها، ونسأل السيد «إيمانويل ماكرون» ما رأيه فى الديمقراطية والحرية التى تبنت بلاده بشكل محورى، تطبيقها بقوة السلاح فى ليبيا وسوريا الآن..؟! ومن يدفع ثمن الخراب والدمار وقتل وتشريد الملايين..؟!
 
الرئيس الفرنسى، مثل كل نظرائه الأوربيين، والإدارة الأمريكية أيضا، مستمرون فى «النصب على الشعوب العربية» باسم الحرية والديمقراطية، وعندما اندلعت مظاهرات السترات الصفراء فى باريس وامتدت لتشمل معظم المدن الفرنسية، احتجاجا على سياسة الرئيس «ماكرون» نفسه وتجاوز عدد المتظاهرين فى بعض المناطق أكثر 300 ألف مواطن، وجدنا تدخلا عنيفا من قوات الأمن، وصل للسحل والضرب، واعتقال المئات، ولم نسمع صوتا واحدا من منظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام الأمريكية والغربية تطالب بضرورة ضبط النفس، وعلى النظام الفرنسى أن يستجيب لطلبات المتظاهرين، مع التلويح بمقاطعة فرنسا، والتدخل العسكرى لحماية مطالب المتظاهرين العزل!!
 
لم نسمع صوتا نشازا واحدا يهاجم نظام الرئيس الفرنسى ماكرون، وكأن آلاف المتظاهرين فى الشوارع لا وجود لهم، ولو حدث ذلك فى إحدى العواصم العربية، لكانت الدنيا انقلبت وطالبوا برأس نظام هذه الدولة.. ثم يأتى ماكرون وأقرانه ليتدخلوا فى شؤون الدول العربية، ويُنصبون أنفسهم دعاة الحرية ورسل الديمقراطية..!!
 
ولك الله ثم جيش قوى وشعب صبور يا مصر..!!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 8

عدد الردود 0

بواسطة:

مشمش

ماكرون ...ريس فقد عقله...ويدير فرنسا بسياسه الكاوبوى...مما ادى لفقدان شعبيته الى اقل من 25%

...😎... اللى بيته من ازاز ما يحدفش الناس بالطوب....... وفكرنى بفيلم الشيطان يعظ......

عدد الردود 0

بواسطة:

alaa

واين الصحفيين المصريين

الصحفيين المصريين ليسوا لهم وجود ...كما لوكان ماكرون وباقي الشياطين الغربيين لم يتكلموا في هذا المشروع ..اين هيئة الاستعلامات لماذا لم تحضروا انفسكم لمثل هذا الاستفذاذات وتسؤلوهم نفس السؤال ..ام همكم وشاغلكم البدل ورفع ثمن الصحف الورقية 

عدد الردود 0

بواسطة:

ناصر مبارك

Usa Santa Clara clafoina

انا مع حقوق الإنسان وضد التدخل الخارجي والاستعمار الفرنسي دمر ليبيا وسوريا والعراق باسم الديمقراطية انهم يسرقوا البلاد ويعطونك قطعه شكولاته مفيش حد سوف يعاملوكم في اَي بلد زاي ما عاملني السوارين حافظ علي بلدك يا مصري الحوار بين المصرين هو الحل تحيا مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

ماكرون صعب عليا قوى لما ترامب عامله بطريقة غير مهذبة اطلاقا فى زيارته لواشنطن

بس شكله كده ترامب كان عنده حق

عدد الردود 0

بواسطة:

شعبان خميس

عادل باسيلى

غريب أمر ماكرون فى دفاعة عن حقوق الانسان خارج حدوده ويتناساها داخلها  لقد اصبحت حقوق الانسان نوع من محاولة الضغط على بعض الدول وأقول بعض وسلب حريتها انه الاستعمار الجديد لمن يحاول العيش وسط الكبار ، ولماذا لا نعيش ، ألم يري ماكرون ما حدث فى بلدنا أيام الاخوان من حرق واختطاف وقتل وتعذيب وكلها وثائق وتذاع اكثر من مرة ، تناسى كل ما يبذله الرئيس السيسي من جهود لاعادة بناء مصر واعادة مجدها التليد وتذكر فقط حقوق القتلة الممولين ممن سؤال يعرفه جيدا ، وعندما سؤل من أحد الصحفيين عن تغيير سياسة فرنسا قال أنا أتحدث كصديق ، من هو الصديق الذى جاء وخلفه كل ما يحث فى بلده ليهاجم بلدنا ،  اعتقد ان من يتكلم عن حقوق الانسان يطبقها أولا فى بلده ويحافظ فيها على حقوق شعبه ويحقق لهم مطالبهم ثم يطالب الآخرين بذلك ، أم مازالت أحلام الاستعمار الفرنسي تراوده والتاريخ لا ينسي . هل نسينا دولة دون ذكر اسماء عندما تصرفت بوحشية مع المتظاهرين وعندما سألوا رئيس وزرائها قال بالحرف : عندما يتعرض أمن بلادى للخطر لا تسألوني عن حقوق الانسان ، انها لعبة جديدة ونوع جديد من الاستعمار تحت مسمي حقوق الانسان ،

عدد الردود 0

بواسطة:

شعبان خميس

مقارنة مش في محلها

السبب الوحيد المعتمد في هذه الدنيا حاليا والذي يقضي على اي شخص ويخليه يروح وراء الشمس هو معاداة السامية او ذكرهم بسوء وده مش عندهم بس ده حتى في دولنا العريقة - بس بخلاف ذك لا يوجد اي قانون في اي دولة محترمة يمس اي شخص حتى ولو انتقد مين - اما في دولنا المصنوه فاي نقد لاي حد من بعيد او من قريب طبعا لن ينشر مثل تعليقي ده وكمان سيواجه بكم تهم سواء من المواطنين الشرفاء على المواقع في النت او على الحقيقة بواسطة اللي مشغلينهم وبتهم ما انزل الله بها من سلطان من اول هدم الدولة للخيانة للعمالة كل ده بسبب كلمتين يمثلوا راي شخص لا راحوا ولا جم ويمكن محدش يسمعله اصلا ولكن الجبان دايما عايش تحت تهديد العيار اللي مايصيبش يدوش وهو اجبن من انه يتصدى للعيار ولا حتى قادر على دوشته 

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

هذا الاوربى استعمارى ..اليس هو من اشترك فى تدمير سوريا وليبيا والعراق

فليعظ نفسه ..هذا المدعى دمر ليبيا بطائراته ....نسى انه دمر سوريا والعراق ..اليس الناتو من دمرنا وقسمنا .....فليعظ نفسه فلسنا لانسمع من امثاله ولانتقبل منه كلاما......مغرور فرنسى نسى تاريخه

عدد الردود 0

بواسطة:

medhat

ولماذا نجعل من الغرب اوصياء علينا

هل من الممكن أن نري الرئيس السيسي في فرنسا يقول نفس الاتهامات لماكرون  في قلب فرنسا ..بالتأكيد لا.. لقد جعلنا الغرب وأمريكا أوصياء علينا .. هم فقط يتحدثون وينددون ويعطون النصائح ونحن نستمع وكل مانفعله ان نفكر في رد مقنع..لماذا السماح لاي رئيس دولة بالتدخل في شئون دولتنا ولايحدث العكس في بلادهم .. هل نري أنفسنا صغارا أم ماذا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة