أكرم القصاص - علا الشافعي

حكاية فنان حرب.. رسام اسكتلندى يوثق الإبادة الجماعية لـ8000 إنسان فى البوسنة.. بيتر هوسون وصف ما شاهده فى الجحيم.. ولوحة اغتصاب امرأة من قبل جنديين أثارت الجدل.. والتقارير تؤكد: دخل مصحة نفسية بعد عودته

الخميس، 12 ديسمبر 2019 05:00 م
حكاية فنان حرب.. رسام اسكتلندى يوثق الإبادة الجماعية لـ8000 إنسان فى البوسنة.. بيتر هوسون وصف ما شاهده فى الجحيم.. ولوحة اغتصاب امرأة من قبل جنديين أثارت الجدل.. والتقارير تؤكد: دخل مصحة نفسية بعد عودته الابادة الجماعية فى البوسنة
كتبت بسنت جميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مثلما يحتاج كتابة التاريخ لمقومات وشروط تتضمن الأمانة وتحرى الصدق والبحث عن الحقائق، يحتاج أيضا الفن التشكيلى إلى معايشة الأحداث التاريخية لتصويرها كما هى دون تحريف، ولذا كان من المهم الاستعانة بالفنانين التشكيليين لرصد وتصوير الأحداث التى يشاهدوها ليتعرف عليها الأجيال القادمة.

ومن ضمن الفنانين الذين عاشوا وشاهدوا أحداث تاريخية مفزعة، الفنان التشكيلى الإسكتلندى الشهير بيتر هوسون، الذى ذهب إلى البوسنة خلال النزاع فى أوائل التسعينيات، ووصف ذهابه "بالجحيم الذى شاهده على الأرض".

وقال الرسام الاسكتلندى، "لا يوجد أشخاص كثيرون فى اسكتلندا شهدوا حربًا ، وقد صدمت مما رأيته عندما ذهبت إلى هناك، رأيت جثث ومنازل فارغة، واثنان من الأشخاص تم تفجيرهما وما زالت جثثهم داخل المنزل".

_1 الفنان الاسكتلندى
_1 الفنان الاسكتلندى

عاش بيتر هوسون، البالغ من العمر 61 عامًا، ربع قرن من الاضطرابات - حيث خاض معركة مع المشروبات والمخدرات وعاش فترات من الاكتئاب الحاد – بسبب ما عاشه كفنان حرب، وفى عام 2013  قضى عامين فى  مصحة الطب النفسى بعد انهيار عقله ويزعم الأطباء أن ما حدث له نابع مما شاهده فى البوسنة، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع "بى بى سى" البريطانى.

 وقبل أن تتأزم حالته النفسيه، قرر هوسون إعادة النظر فى الصراع من خلال لوحة مذبحة "سريبرينيتسا"  التى ستُعار إلى متحف جلاسكو، والتى تصور أسوأ الأعمال الوحشية على الأراضى الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.

الفنان الاسكتلندى بيتر

وقعت الإبادة الجماعية لأكثر من 8000 بوسنى مسلم ، معظمهم من الرجال والصبيان  فى يوليو 1995، لم يشاهد  هوسون ما حدث بالضبط لكنه رأى العديد من الأحداث التى أدت إلى هذه الفظاعة.

رسم لوحات بعد ستة أشهر من مشاهدته لمذبحة "سريبرينيتسا"

بدأت أزمة هوسون النفسيه، عندما أصيب الرسام بصدمة شديدة وطلب منه العودة إلى المنزل فى غضون أيام دون القيام بأى عمل فنى.

ومع ذلك ، قرر العودة بعد ستة أشهر تقريبًا ، وفى هذه المرة ابتكر مجموعة من الأعمال التى عرضت فى معرض بمتحف الحرب الإمبراطورى فى لندن عام 1994.

وتسببت إحدى اللوحات التي قدمها في إثارة الجدل على وجه الخصوص لوحة تُظهر الاغتصاب الوحشى لامرأة من قبل جنديين، وأطلق على اللوحة اسم آخر "اللوحة الأكثر إثارة وتدميرًا".

وعندما اشترى  مغنى الروك البريطاني ديفيد باوي لوحة الاغتصاب ، انفجر هذا الجدل الهائل، وكان هذا شيئًا جيدًا لأن الكثير من الناس أدركوا أن ما حدث فى البوسنة كان اغتصابًا منهجيًا.

وبعد معرض 1994 ، شعر الفنان في جلاسجو بخيبة أمل لقرار متحف الحرب باختيار ستة من اللوحات الأقل وحشية لمجموعته الدائمة، قال مدير المتحف، في ذلك الوقت  إنه ينبغى فقط اختيار صور للمشاهد التى شاهدها الفنان بالفعل.

 

 وقال هوسون: "لقد صدمت قليلاً لأن بيكاسو لم يشهد أبدًا "جيرنيكا"  وهي لوحة جدارية استوحاها من قصف جرنيكا، الباسك حين قامت طائرة حربية ألمانية وإيطالية مساندة لقوات القوميين الإسبان".

 

 وفى خلال الأيام الماضية، قرر هوسون الشروع فى رسم الأعمال الفنية البوسنية مرة أخرى، يقول الفنان إنه "من غير المعقول تقريبًا حدوث شيء مثل مذبحة سريبرينيتسا لذا لابد من رسم لوحات أكثر عن المذبحة.

لوحة الفنان المصورة للمذبحة
لوحة الفنان المصورة للمذبحة

 

مذبحة سريبرينيتسا بيتر هوسون
مذبحة سريبرينيتسا بيتر هوسون

 

لوحات الفنان
لوحات الفنان

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة