حدائق خضراء وفصول ملونة.. حكاية مجلس أمناء حوّل مدرسة حكومية لنموذجية.. صور

فى تجربة جديدة لمدرسة حكومية بمحافظة الفيوم، نجح مجلس الأمناء فى تحويل مدرستهم لمدرسة نموذجية من خلال العمل التطوعى والمجتمعى عبر التبرع، لتجميل وتطوير المدرسة وتزيينها وزراعة الأشجار  والنباتات بها.

هنا مدرسة عبد السيد تعيلب الابتدائية بإدارة يوسف الصديق التعليمية، بمحافظة الفيوم، حيث حول مجلس الأمناء المدرسة الى نموذجية من حيث الشكل الجمالى لمدخل المدرسة والفناء والفصول وتوفير الإمكانيات المختلفة بالجهود الذاتية، بالإضافة إلى تمكن مجلس الأمناء من الحصول على الموافقات اللازمة لعمل فصول للمرحلة الإعدادية وفصول لرياض الأطفال والتى بدأ العمل بها منذ العام الحالى.

يأتى ذلك بالتزامن مع الأدوار المهمة لمجالس أمناء المدارس والتى من المفترض أنها منوطة بدور مهم فى تطوير العملية التعليمية والسعى الحثيث بجانب الدولة ووزارة التربية والتعليم لتقويم التعليم وإطلاق المبادرات الإيجابية، بالإضافة إلى أن المجلس بمثابة الرقيب على جودة الأداء بالمدارس.

وشهدت بعض المدارس دورا واضحا لدور مجلس الأمناء بالمدارس إلا أن هناك بعض التجارب تعطى بارقة أمل فى عودة الدور الريادى لمجلس الأمناء، من بينها مدرسة عبد السيد تعيلب الابتدائية بإدارة يوسف الصديق التعليمية، حيث حول مجلس الأمناء المدرسة إلى نموذجية من حيث الشكل الجمالى لمدخل المدرسة والفناء والفصول، وتوفير الإمكانيات المختلفة بالجهود الذاتية، بالإضافة الى تمكن مجلس الأمناء من الحصول على الموافقات اللازمة لعمل فصول للمرحلة الإعدادية وفصول لرياض الأطفال، والتى بدأ العمل بها منذ العام الحالى.

وقال عبد الحميد عبد السيد، رئيس مجلس أمناء المدرسة فى تصريح خاص لليوم السابع، إن المجلس تسلم المدرسة فى أكتوبر 2017 وفكرنا فى كيفية تنفيذ أفكار مميزة بالمدرسة لجذب التلاميذ وتحسين أجواء العملية التعليمية، وكانت البداية من مدخل المدرسة، حيث قمنا بتحويل المدرسة إلى مسطح أخضر، وقمنا بشراء النجيل من محافظة البحيرة بالجهود الذاتية والمدرسين ومدير المدرسة عملوا بأيديهم جنبا إلى جنب مع مجلس الأمناء، مؤكدا أنه تم تخصيص منطقة خضراء لرياض الأطفال، وسعى المجلس بكل جهد حتى تم الموافقة على إنشاء فصلين لرياض الأطفال يعملان للمرة الأولى هذا العام، وتم توفير معلمات للفصول بالإضافة إلى الإعداد لعمل حديقة ألعاب للأطفال، كما سعى المجلس بكل جهوده حتى حصل على الموافقة بإنشاء فصول للمرحلة الإعدادية بالمدرسة حتى يصعد التلاميذ من الصف السادس الابتدائى إلى نفس المدرسة، وتوفير عناء انتقال التلاميذ إلى قرية مجاورة ومخاوف أولياء الأمور من وجود طريق سريع وبحر مكشوف.

ولفت رئيس مجلس الأمناء إلى أن طموحهم أن تكون المدرسة مماثلة للمدارس الخاصة النموذجية، وذلك لصالح التلاميذ والعملية التعليمية، مشيرا إلى أن مستوى التعليم بالمدرسة عال جدا، والتلاميذ فى المسابقات يتفوقون على أفضل المدارس، مضيفا أنه بفضل الجهود التى تمت بالمدرسة فإن الكثافة عالية وأولياء الأمور يرغبون دوما فى إلحاق أبنائهم بالمدارس.

وطالب عبد الحميد عبد السيد بأن يكون مجلس أمناء المدرسة فى كل المدارس يضم أصحاب الوعى ومتفرغين لأنه رغم أنه عمل تطوعى، إلا أنه يحتاج الى وقت وجهد والوقوف على مشكلات المدارس وحلها، وذلك من خلال المشاركة المجتمعية، نظرا لأن موارد المدارس محدودة بالإضافة إلى أن مجلس الأمناء هو الرقيب على المدرسين والعاملين ويناقش مشكلات المدرسين والتلاميذ وحلها وتوفير بيئة صالحة.

وكان النموذج الثانى الإيجابى لمجلس الأمناء متمثلا فى المبادرة التى أطلقها مجلس أمناء إدارة طامية التعليمية تحت شعار "التعليم كالماء والهواء"، بهدف إحداث حالة مجتمعية للالتفاف حول مشروع مصر القومى "نظام التعليم الجديد".

وأوضح محمد فرغلى، رئيس المجلس، أن المبادرة تهدف لإظهار جهود الدولة طيلة 4 سنوات لتطوير التعليم وتوضيح فلسفة نظام التعليم الجديد الذى تم تطبيقه على رياض الأطفال وتلاميذ الصف الأول الابتدائى، مشيرا إلى أنه من خلال البحث ومتابعة تطبيق نظام التعليم الجديد على الصف الأول الابتدائى ورياض الأطفال كشف عن وجود تحديات تواجه نظام التعليم الجديد فى تحقيق أهدافه المنشودة نتيجة غياب جهود الدولة لتطوير التعليم عن الشارع المصرى، وعدم درايته بفلسفة نظام التعليم الجديد إلى جانب تحدى قلة الموارد المالية.

وأكد فرغلى أنه تم وضع خطة لتنفيذ بنود المبادرة من خلال التنسيق بين الجهات المعنية ومؤسسات المجتمع المدنى لتسويق نظام التعليم الجديد والبحث عن أفكار قابلة للتطبيق لتعظيم الموارد المالية المخصصة للتعليم من خارج الصندوق، حتى يتم التوسع فى بناء المدارس للقضاء على ارتفاع الكثافات فى الفصول، وكذلك تحسين رواتب المعلمين.

وأشار إلى أن قلة المخصص المالى للتعليم نظرا للظروف الاقتصادية التى تمر بها مصر يستدعى طرح أفكار إيجابية لتعظيم المخصص المالى للتعليم للمساهمة فى إنجاح هذا المشروع القومى وتحقيق أهدافه المنشودة، بما يعود على الدولة والمجتمع بالنفع.

وأكد فرغلى أنه سوف تتم مخاطبة الجهات المعنية لتنفيذ بنود المبادرة برفع الفيوم شعار "التعليم كالماء والهواء" على غرار دول نهضت بالتعليم مثل كوريا الجنوبية، التى رفعت شعار التعليم كل شيء فى فترة الستينيات.