أنجيل ورواية وتجارة.. لماذا فتن العالم قديما بالكتب المصغرة؟!

سمعنا كثيرًا عن "كتب الجيب" التى يحرص على اقتنائها الطلاب بين الفترة والثانية، ولكن هل سمعت من قبل عن كتب مصغرة فى حجم عقلة الإصبع؟!، إذا لم تسمع من قبل فى هذا الموضوع سيعرض العديد من الكتب المصغرة عن الكوميديا الإلهية، ودليل تحديد النسل، والكتب المقدس، التى تصنف على أنها من ضمن الروائع الأثرية الغريبة.

من ضمن الكتب المصغرة، لـ دانتى أليجيرى الكوميديا الإلهية التى طبعت 1878، يقال إنها أخذت 11 سنة لطباعتها، لأنها أضرت عين كل من قرأها وطباعها، يعد هذا الكتاب المصغر المصمم من الجلد الأحمر المنقوش بالذهب، أصغر طبعة فى العالم، كما أنه واحد من حوالى 50 كتابًا مصغرًا متواجدين فى مكتبة لندن، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع "الجارديان".

ويشار إلى أن الكتاب المصغر لا يزيد على ثلاث بوصات، من حيث طوله وعرضه وسمكة، ونظرًا لأهمية هذه الكتب المصغرة التى تعبر من ضمن التراث، عملت مكتبة لندن على تجميع كل الكتب المصغرة فى خزانة زجاجية.

إلى جانب دانتى، هناك الكتاب المقدس، الذى طبع لأول مرة من قبل ديفيد جلاسكو عام 1896، حجم الكتب مثل حجم المنمنمة، فقراءة هذا الكتاب تحتاج إلى عدسة مكبرة.

وأوضح الخبراء، أن أقدم الكتب المصغرة فى التاريخ، تم جمعها من القرن السادس عشر، غالبًا ما كانت الكتب المصغرة عبارة عن نصوص دينية - لذا أراد الناس أن يبقوا على مقربة من النصوص الدينية، وبعد ذلك اتجه المؤلفون للكتابة عن الأشياء المثيرة للجدل، وهذا ما فعله تشارلز نولتون لعام 1832، حيث إنه كتب عن تحديد النسل وأيضا كتب عن فاكهة الفلسفة.

 وأكد الخبراء، أن الكتب المصغرة لها تاريخ أطول بكثير من الكتاب ذات الحجم الكبير، ولذلك تشير المكتبة البريطانية إلى أن لوحين المسماريين الصغيرتين جاءوا من بلاد ما بين النهرين القديمة، وكلاهما معنى بمعلومات التداول عن الحيوانات والأحكام، يرجع تاريخ اللوحتين إلى حوالى 2325 قبل الميلاد.

 وأعطت الإمبراطورة اليابانية أوامر لطباعة مليون نسخة مصغرة عن صلاة التمرير، حتى يتمكن الرجال والنساء من الإيمان بسهولة، وأيضًا يتمكن الطلاب ممن حمل مكتباتهم الصغيرة فى الجيب، إضافة إلى هذا يتمكن التجار من حمل الكتاب المصغر، لمعرفة أسعار الحبوب، والمقاييس، وقيمة العملات الأجنبية، أو يمكن لرجال الأعمال أن يحددوا ببراعة العقد القانونى.