أكدت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء، أن اللقاءات والمشاورات المكثفة التى أجراها رئيس الوزراء المكلف سعد الحريرى، تنبىء بتجاوز العقبات وتشكيل الحكومة الجديدة للبلاد فى وقت قريب جدا قد لا يتجاوز 48 ساعة.
وذكرت صحف (النهار والجمهورية والمستقبل والأخبار واللواء) أن الحكومة اللبنانية أصبحت قريبة للغاية فى ضوء "تنازلات متوازنة" قدمتها القوى السياسية المعنية بالتأليف الحكومى، ووسط معلومات مفادها أن رئيس التيار الوطنى الحر جبران باسيل، قد وافق على إعطاء مقعد من الحصة الوزارية المشتركة للتيار ورئاسة الجمهورية للوزير الذى سيمثل كتلة اللقاء التشاورى (النواب الستة السُنّة حلفاء حزب الله).
وأشارت إلى دخول حزب الله على خط مشاورات التأليف الحكومى، حيث اجتمع المعاون السياسى للأمين العام لـ(حزب الله) حسين خليل، مساء أمس، مع كتلة اللقاء التشاورى لبلورة الموقف النهائى وإقناعهم بالقبول بـ (الحل الوسط)، لافتة إلى أن تسمية وزير اللقاء أصبحت تتأرجح بين اسمين هما حسن مراد (نجل الوزير السابق والنائب الحالى عبد الرحيم مراد) وعثمان مجذوب (المقرب من الوزير السابق فيصل كرامى).
وقالت الصحف أن المشاورات تفيد أن الفريق الرئاسى (التيار الوطنى الحر ورئاسة الجمهورية) وافق على التخلى عن (الثُلث المعطل) داخل الحكومة الجديدة، بتنازله عن مقعد وزارى لصالح تمثيل كتلة اللقاء التشاورى فى الحكومة الجديدة، فى مقابل انضمام هذا الوزير إلى الحصة الوزارية لرئيس الجمهورية، من غير أن يشارك فى اجتماعات هذا الفريق، وأن يلتزم سياسة اللقاء بالإضافة إلى التنسيق مع الرئاسة فى القضايا الأساسية والاستراتيجية.
كما أكدت أن الأجواء المحيطة بالرئاسات الثلاث (رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب ورئاسة الوزراء) عكست الارتياح والتفاؤل بولادة الحكومة فى غضون 48 ساعة وقبل نهاية الشهر الجارى، وأن المعلومات تفيد أن الحريرى قد يتوجه غدا إلى قصر بعبدا الرئاسى حاملا التشكيلة النهائية، وإذا لم يحدث هذا فإن الحريرى سيكون أمام اتخاذ قرار آخر يحتفظ به لنفسه.
ونقلت الصحف عن أوساط الرئاسات الثلاث أنه فى ما يتعلق بتوزيع الحقائب الوزارية على القوى السياسية المشاركة فى الحكومة الجديدة، فإن الأمر لن يمثل عقدة كبيرة، خاصة بعدما أبدى رئيس مجلس النواب نبيه برى مرونة إزاء تخلى فريقه السياسى عن وزارة البيئة لصالح الفريق الرئاسى، وقبول برى بأى حقيبة آخرى عدا وزارة الإعلام.
وكان سعد الحريرى- الذى أعيد تكليفه فى 24 مايو من العام الماضى بتشكيل الحكومة الجديدة فى أعقاب إجراء الانتخابات النيابية- قد بدأ منذ نحو 10 أيام جولة جديدة من المشاورات المكثفة مع الفرقاء السياسيين، فى محاولة لتذليل العقبتين اللتين تقفان أمام الانتهاء من تشكيل الحكومة منذ 9 أشهر، وهما توزيع الحقائب الوزارية على القوى السياسية المعنية بالتأليف الحكومى، والتمثيل الوزارى لكتلة اللقاء التشاورى (النواب الستة السُنّة حلفاء حزب الله) فى الحكومة الجديدة.
من جهته اعتبر رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى، أن ما شهده مسار تشكيل الحكومة الجديدة للبلاد من تعطيل وتأخير استمر لنحو 9 أشهر، أصبح يمثل "أمرا معيبا ومهزلة حقيقية". على حد تعبيره.
وقال برى – فى تصريح لصحيفة (الجمهورية) اللبنانية فى عددها الصادر اليوم – أن الاتصالات مستمرة سعيا إلى حسم مصير الحكومة هذا الأسبوع، موضحا أن المشاورات تتواصل مع كتلة اللقاء التشاورى (النواب الستة السُنّة حلفاء حزب الله) لإيجاد الصيغة المناسبة لتمثيلهم وزاريا.
وأضاف رئيس المجلس النيابي: "من الصعب أن ينال أى طرف وحده الثُلث المعطل داخل الحكومة".. فى إشارة إلى الحصة الوزارية المشتركة لرئاسة الجمهورية والتيار الوطنى الحر والتى يرغب رئيس التيار جبران باسيل أن تضم 11 وزيرا من أصل 30 وزيرا بالحكومة، لافتا فى ذات الوقت إلى أن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريرى ليس أمامه من خيار سوى تشكيل الحكومة.
واستبعد "برى" أن يُقدم الحريرى على الاعتذار عن عدم تأليف الحكومة، قائلا: "إننى لاأزال متمسكا بتسميته لرئاسة الحكومة، كما أن الأخ حسن نصر الله أطلق إشارات إيجابية فى اتجاهه خلال مقابلته التلفزيونية الأخيرة". على حد تعبيره.
وعلق برى على احتمال لجوء الحريرى إلى تفعيل حكومة تصريف الأعمال القائمة حال تعذر تشكيل الحكومة الجديدة، مؤكدا أن تفعيل تصريف الأعمال ليس بالبساطة التى قد يظنها البعض، ومشددا فى ذات الوقت على تصميمه لعقد جلسة تشريعية قريبا، سواء تشكلت الحكومة هذا الأسبوع أم لم تتشكل.
وأوضح أن هناك أمورا مالية مُلحّة تتطلب إقرارا فوريا من جانب مجلس النواب، ولا تتحمل الانتظار لارتباطها بمصالح حيوية للدولة اللبنانية واستحقاقات مالية داهمة يجب ضمان مستلزماتها "وأنا لا استطيع أن أتفرج على الانهيار المتدرج والمتدحرج دون أن أفعل شيئا". على حد قوله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة