أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 1 يناير 1970.. عبدالناصر أمام آلاف السودانيين فى استاد الخرطوم الرياضى: «شعب السودان البطل يعطينى الأمل فى المستقبل»

الثلاثاء، 01 يناير 2019 11:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 1 يناير 1970.. عبدالناصر أمام آلاف السودانيين فى استاد الخرطوم الرياضى: «شعب السودان البطل يعطينى الأمل فى المستقبل» عبدالناصر فى استاد الخرطوم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
احتشد الآلاف فى استاد الخرطوم الرياضى بالسودان يوم 1 يناير- مثل هذا اليوم- 1970، للاستماع إلى خطاب الرئيس جمال عبدالناصر بمناسبة عيد الاستقلال.. كان هذا اللقاء هو الثانى لعبدالناصر بالشعب السودانى بعد نكسة 5 يونيو 1967، وجاء بعد أقل من عام على الانقلاب الذى قاده جعفر نميرى «25 مايو 1969».. كان اللقاء الأول أثناء مؤتمر القمة العربية التى استضافتها الخرطوم فى 29 أغسطس 1967، وبالرغم من النكسة فإن الشعب السودانى استقبل عبدالناصر استقبال الأبطال، وتكشف ابنته الدكتورة هدى فى مقالها بصراحة- ماذا عن لقاءات عبدالناصر بجماهير الشعب العربى- الأهرام- 26 مارس 2016»: «هذا الاستقبال أثر كثيرا على نفسيته، شعرت به فور وصوله عائدا إلى القاهرة فى أول سبتمبر 1967 مبتسمًا».
 
تحدث نميرى، ثم ألقى عبدالناصر خطابه وسط هتافات الجماهير، وترى «هدى»: «كلمات عبدالناصر ذاتها فى هذا الخطاب «1 يناير 1970» تلقى الضوء على الأثر الذى تركه الشعب السودانى فى نفسه قبل عامين ونصف».. قال عبدالناصر: «فى هذا اليوم الذى تحتفلون فيه بعيد استقلال السودان العظيم.. فى هذا اليوم الذى يدخل فيه النضال العربى مرحلة اختبار مصيرى، فى هذا اليوم الذى يبدأ فيه العالم كله حقبة جديدة من الزمان، فى هذا اليوم أيها الإخوة وأخى الرئيس نميرى.. يسعدنى ويشرفنى أن أكون هنا بينكم مع الجماهير السودانية، مع القوى العاملة المؤمنة المكافحة، فى هذا البلد القوى المؤمن المكافح الذى أعطى ويعطى دائما لأمته العربية كل ما لديه بكرم وسماحة، بشجاعة ورجولة.
 
فى سنة 1967 حينما حضرت إليكم، كانت الأمة العربية التى صممت على رفض الهزيمة وعلى النضال حتى النصر، والتى خرجت- كما قال الأخ الرئيس نميرى- يوم 9 و10 تعبر عن رفضها للهزيمة فى كل بلد وفى كل مكان فى جميع أرجاء الأمة العربية، حضرنا إليكم هنا، وكان كل فرد من أبناء هذه الأمة العربية يشعر فعلاً بالهزيمة، وكنت أشعر فى قرارة نفسى بالواجب المطلوب وبثقل المسؤولية، وبثقل الأمانة التى كان على أن أؤديها خصوصا بعد 9 و10 يونيو.. جئت إليكم هنا فى الخرطوم فى هذه الأيام وأنا أعلم أن شعب السودان الشقيق العظيم حينما خرج يوم 9 و10 يونيو لم يكن فورانا عاطفيا، وإنما تعبيرا عن إرادة مصممة لرفض الهزيمة والسير فى الطريق حتى النصر بعون الله.. ولكن كنا- أيها الإخوة- نعرف فى مصر ما الذى حل بنا، كنا نعرف أن الطريق أمامنا صعب وطويل، وكنا نتساءل هل ستسير الأمة العربية فى طريق الصمود؟ هل سيشعر العالم فعلاً والدول الأجنبية بأن الأمة العربية تصمم فعلاً على الصمود.. تصمم فعلاً على السير فى طريق النصر مهما كانت التضحيات؟
 
حينما جئت إليكم هنا فى أغسطس سنة 1967 بعد الهزيمة وفى هذه المواقف الصعبة، كنت أتساءل وأنا أصل إلى مطار الخرطوم: ماذا سيكون عليه الحال حينما أقابل هذا الشعب الشقيق،  هذا الشعب الوفى.. هذا الشعب المقاتل المناضل المكافح.. هذا الشعب الطيب؟ وحينما وصلت إلى عاصمتكم المجيدة رأيت شعب السودان البطل يعطينى من الأمل فى المستقبل، كل ما يمكن أن آخذه، كل ما يمكن أن أحلم به، رأيت-أيها الإخوة- شعب السودان البطل وقد وقف فى الطرقات من الصباح إلى المساء حتى وصلنا، وكان الشعب كله ينادى بالتصميم على النضال، بالتصميم على الصمود.. بالتصميم على الوقوف حتى النصر.
 
وبعد ذلك- أيها الإخوة- عدت إلى القاهرة، وخرجت المجلات الأجنبية، وقالت: «الشعب فى الخرطوم يهلل للمنهزم»، وقلت فى نفسى: إن هذا الشعب لم ينهزم، وإنما كان يعبر عن إرادة الأمة العربية، وإننا حينما فقدنا المعركة فى هذه الأيام لم تكن أبداً هذه هى المرة الأولى فى التاريخ التى يفقد فيها شعب معركة ثم ينتصر بعد ذلك، إذا صمم وإذا أراد، وكانت نظرتكم فى هذه الأيام، وتعبيراتكم لم تقنعنى أنا فقط، ولكنها أقنعت العالم أجمع أن الشعب العربى سينتصر.
 
من هنا.. من الخرطوم فى أغسطس 1967 تنبأ العالم أجمع أن الأمة العربية ستصمد، ومن الذى أعطى للعالم أجمع الفرصة حتى يتنبأ؟ أنتم شعب السودان البطل الذى لم يتأثر بالهزيمة.. الذى لم يتأثر بالانكسار..الذى لم يتأثر بأن الأمة العربية فقدت جيوشها.. فقدت سلاحها، والذى أثبت للعالم أجمع أن المسألة لم تكن مسألة السلاح فقط ولكنها أيضا مسألة الإيمان، وكنت بإيمانكم القوة التى سرنا بها من 67 حتى الآن».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة