أكرم القصاص - علا الشافعي

صور.. فى عيده الـ66.. "تروح فين المعاناة من على رأس الفلاح".. "اليوم السابع" يقضى يوم كاملا مع المزراعين فى عيدههم السنوى.. الفلاحون يعانون من رفع سعر الأسمدة وضعف الإرشاد الزراعى ويطالبون بحماية اجتماعية

الأحد، 09 سبتمبر 2018 05:00 م
صور.. فى عيده الـ66.. "تروح فين المعاناة من على رأس الفلاح".. "اليوم السابع" يقضى يوم كاملا مع المزراعين فى عيدههم السنوى.. الفلاحون يعانون من رفع سعر الأسمدة وضعف الإرشاد الزراعى ويطالبون بحماية اجتماعية عيد الفلاح
أعد الملف: فتحية الديب – إبراهيم سالم - محمود عجمى - رباب الجالى - محمد سليمان - شريف الديب - محمد فتحى - عبد الله صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"أبو الوفا" سيد المزارعين فى أسوان.. ورثت الزراعة عن أجدادى ومن الصعب ايجاد يديل لها.. ارتفاع الأسعار يهدد مستقبل الزراعة فى مصر.. وطلبت من المحافظ تعميم تجربة زيادة إنتاجية القمح.. فلاحة من كفر الشيخ: أمته يستعيد الفلاح بسمته فى عيده

"فلاح مصرى محنى كأنه نخلة فوق البير تطرح، وطول العمر تبدر خير، وإن كان لوحد يغنى زى الطير ولو يشوف حد يسكت من الغناء خجلان، محنى على أرضه فى إيده الفأس يقلب ويعديل فيها رجل ورأس يبوس كفوها السمراة تأخدا بالأحضان الأرض لو غاب فلاحه تشيل له مناب وتحن له لو الظروف حكمت عليه بغياب" لا توجد أفضل من كلمات الشاعر عبد الرحمن الأبنودى لنعبر بها عن حال الفلاح المصرى..

 

اليوم السابع" يقدم ملف خاص عن الفلاح فى عيده الـ 66، من خلال جولة فى عدد من محافظات مصر، وقضاء يوم معه ومعرفه مشاكله وهمومه وإلقاء الضوء عليها، حيث نحتفل فى التاسع من سبتمبر من كل عام هو "عيد الفلاح المصرى"، وهو اليوم الذى صدر فيه قانون الإصلاح الزراعى عقب ثورة يوليو فى عام 1952، التى قام بها الجيش، لتحقيق العدالة وإنصاف العمال والفلاحين والطبقة المهمشة الكادحة، ودور الفلاح لا يقل فى أهمية عن دور الطبيب أو المهندس، فكل منهم يسهم فى بناء وتنمية المجتمع، حيث تعد الزراعة من أقدم المهن فى مصر الفرعونية، منذ شق النيل شريانه فى قلب مصر ولم يذكر التاريخ أن مصر تعرضت يوما لمجاعة.

 

وفى محافظة الشرقية، يقول" أحمد السيد مصيلحى" مقيم بقرية ميت ربيعة مركز بلبيس بالشرقية، لديه 4 أبناء 2 منهم بالتعليم، أن ليس لديه عمل يتعيش منه سوء الفلاحة، وأن يومه يبدأ من الفجر نشتغل فى الأرض حتى الظهر ونريح ساعتين، ونعاود العمل حتى المغرب، ويقوم بزراعة المحاصيل الزراعية لبيعها لكى ينفق منها خلال العام.

موضحا أن كل حاجة الفلاح رخيصة، من خضار وذرة من محاصيل يزرعها تباع رخيصة، لكنه يشترى الأسمدة بسعر غالى وأيضا السوبر، فضلا عن معاناته أثناء شراء الأسمدة من الجمعية الزراعية، وضعف الإرشاد الزراعى.

 

وتابع: أنه يقضى اليوم كاملا فى الحقل، ويعيش حياة بسيطة اليوم بيومه، من أعمال الفلاحة، وأن الفلاح مهضوم حقه ولم يجد من يقف جانبه.

 

ومن جانبه طالب "النائب رائف تمراز" أمين عام فلاحين الجمهورية، الحكومة أن تلتقى بالفلاح فى هذا العيد، وخاصة أن الفلاح 2014 لم يتم تواجد فى الإحتفال بعيده أسوة بالنقابات العمالية، موضحا أن الفلاحين اليوم فى الحقوق جنود تحارب فى رفع الأقتصاد المصرى من الأقتصاد الزراعى، ونطلب من الحكومة نظرة إلى المتعسرين من البنك الزراعى المصرى وتفعيل دور الزراعات التعقادية، وعلى الحكومة إعلان سعر المحاصيل بما يوفر هامش الربح للفلاح، الفلاح محتاج الستر، والستر عند الفلاح طريق يمشى عليه مستشفى يتعالج فيه وكوب مياه نظيف.

وفى محافظة القليوبية، التى تحتفل "بعيد الفلاح"، فى إطار ما تقوم به الدولة من دور وعزمها على تحسين أحوال الفلاح المصرى الذى يقوم بدور حيوى فى عملية التنمية، وللعمل على النهوض بالأوضاع المعيشية لسكان الريف المصرى من محدودى الدخل فقد أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مثل هذا اليوم قبل أعوام قليلة قرارين بقانونين، يهدف أحدهما لإنشاء صندوق التكافل الزراعى لتغطية الأضرار الناتجة عن الكوارث الطبيعية وغيرها من مخاطر الآفات التى تتعرض لها الحاصلات الزراعية، فيما تضمن القرار الثانى تنظيم التأمين الصحى على الفلاحين وعمال الزراعة.

 

بالرغم من كل تلك المحاولات التى تقدمها القيادة السياسية إلا أنه هناك بعض المطالب الخاصة بالفلاح وضرورة التأكد على العاملين بالقطاع الزراعى من الحكومة على سرعة حلها، منها تكثيف حملات الإرشاد الزراعى بالجمعيات التعاونية التى تكاد تكون منعدمة فى بعض المناطق، وتوفير الأنواع المطلوبة من الأسمدة باسعارها المدعمة.

 

ومن جانبه قال مصطفى عبد الفتاح، احد المزارعين بالقليوبية، أن يومه كفلاح يبدأ بعد صلاة الفجر ليبدا تقيم يومه من خلال العمل لكسب قوت يومه ومصدر دخل أسرته، ثم العودة إلى الزراعة الخاصة به، والعمل على تنفيذ المتطلبات الخاصة بها من رى وأسمدة زراعية، لينتهى يومه الاعتيادى فى المساء ليعود لأسرته.

وأضاف "عبد الفتاح"، أن الإرشاد الزراعى ببعض الجمعيات الزراعية بالمحافظة يكاد يكون منعدم، "مش بنشوف العاملين بالجمعية الزراعية والمهندسين خالص فى الأراضى، والجمعية آخرها الساعة 12 ظهرا وبعد كده بتتقفل بالجنزير، دا غير عدم توفير الأنواع المطلوبة من الأسمدة للزراعة، بالرغم من المطالب العديدة التى تقدم بها الفلاحون للجمعيات إلا أنهم يصرون على جلب أنواع محددة لا تستخدم بالضرورة من قبل الفلاح".

 

وطالب، بتشديد الرقابة على الجمعيات التعاونية الزراعية وتكثيف المرور الدورى عليها والتعرف إلى مطالب المواطنين، والتأكيد عليها فى تقديم الإرشاد الزراعى للفلاح، "إحنا فى أمس الحاجة لده لأن الفلاح بقى مطحون".

 

وفى محافظ أسيوط، يقول" خميس موريس"، فلاح، بقرية التتاليه بمركز القوصية بأسيوط، لـ"اليوم السابع": ارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية من أسمدة وكيماوى ورى الأرض بالمياه ساهمت بشكل كبير عزوف الفلاح عن الزراعة وترك الأرض وبيعها للبناء عليها وحدة سكنية تعود عليه بالنفع له ولأولاده وذلك بعد ارتفاع أسعار الشقق السكنية بالمحافظة.

وأضاف خميس موريس، إلى أن سعر قيراط الأرض يتراوح ما بين 600 ألف وحتى 750 ألف جنيه، يعنى الفلاح لو باع القيراط الأرض، ها يكسب أكتر لو قعد يزرعه ذره شامى أو أى محصول أخر، وذلك نتيجة ارتفاع أجرة العمالة اليومية و الأسمدة الزراعية وقلة المياه فى الترع وعدم تطهيرها ورفع الحشائش وورد النيل؛ كما يعانى الفلاح من غياب الإرشاد الزراعى وتدنى أسعار المنتجات الزراعية، مشيرا إلى توالى الحكومات ومازالت مشاكل الفلاح مستمرة.

 

وأوضح تواب أمين جرجاوى، مزارع، بقرية بلوط التابعة لمركز القوصية بمحافظة أسيوط، "أنا مستأجر فدان أرض زراعية بدفع فى السنة الواحدة 10 آلاف جنيه وكمان نواجه مشكلة فى استلام مستلزمات الإنتاج الزراعى من أسمدة وتقاوى ومبيدات مدعمة عند التوجه إلى الجمعية الزراعية، وذلك لأنهم يطلبون مننا أن يتم صرفها لملاك الأرض الزراعية وليس المستأجرين، ما يترتب عليه التوجه لشراء المستلزمات الزراعية من السوق السوداء وبأسعار باهظة؛ مطالبا برفع المعاناة وإيصال الدعم لمستحقيه، وذكر"على راشد عبدالباسط، فلاح، أن قانون التعاونيات الزراعية يحتاج إلى تعديل يساهم فى النهوض بها وأداء دورها فى دعم ومساندة المزارعين وتسويق محاصيلهم وفرض الرقابة على تجار السوق السوداء بالإضافة لعودة بنك التنمية والائتمان الزراعى لخدمة الفلاح.

 

وأشار صبرى شرابين، مزارع، بأسيوط، :" الفلاح يبدأ يوميه مبكرا منذ الساعات الأولى من نهار اليوم ويتوجه إلى الأرض الزراعية والعمل بها طوال اليوم ما يتعرض لحرارة الشمس الحارقة تارة والمبيدات والأسمدة الكيماوية تارة أخرى والتى تهدد صحة الفلاح؛ مطالبا المسئولين بتطبيق التأمين الصحى على الفلاح والمزارعين، بعد ارتفاع أسعار الأدوية والكشف الخاص فى المستشفيات والعيادات الخارجية، فيتكفل الفلاح مصاريف زيادة فى توقيع الكشف الطبى وأجور الأطباء، أما فى حالة إصابته فيجد أمامه التأمين الصحى.

وفى محافظة الفيوم، يقول "منعم محمود محمد" فلاح بسيط من محافظة الفيوم عمره 56 عاما متزوج ولديه 5 أبناء إبنه الأكبر خريج كلية التجارة وباقى أبناءه فى مراحل تعليمية مختلفة يقف شامخا وسط مياه الرى التى تغمر أرضه مرتدى ملابس وعمامة تجعله يحتفظ بالشكل المتعارف عليه للفلاح المصرى العظيم تشققات فى يده وتجاعيد فى وجهه وطين تتسخ به ملابسه جميعها مشاهد تحكى عن نظام حياته اليومى القاسى الذى ربما لا يتحمله الكثيرون وسط نظرة رضا تغمر وجهه وإبتسامة جميلة تكشف قناعته بحاله.

 

يقول منعم إن الفلاح المصرى هو المواطن الوحيد الذى يشقى ويتعب فى صمت ولا يصدر عنه أية مشكلات ويغمل فى صمت من أجل لقمة عيشه مشيرا إلى أنه يساقيظ كل يوم مع بداية قرآن الفجر ويذهب إلى المسجد فى إنتظار إقامة الصلاة وبعد الإنتهاء من صلاته يعود إلى منزله تكون زوجته استيقظت وقامت بـ"حلب المواشي" ويتناول إفطاره مع زوجته ثم يمسك بحبال مواشيه ذاهبا إلى حقله الذى يبعد عن منزله مساقة حوالى 2 كيلو مترا ويقوم بحصد البرسيم بالمنجل من الأرض الزراعية لإطعام المواشى وبعدها يتفقد أرضه ويراعيها فأحيانا يجد حشائش غريبة عن المحصول نبتت فى الأرض يقوم بإزالتها بيده وقد تستغرق يوما كاملا وأحيانا يقوم برش المبيدات أو الأسمدة الكيماوية وأحيانا تحتاج الأرض إلى السماد العضوى فيقوم باستخدام الحمير التى يستأجرها أو يستلفها من جيرانه المزارعين ويستأجر طفل صغير لقيادتهم وينقل السماد العضوى من مقر تربية المواشى بمنزله إلى أرضه الزراعية وفى فترة بعد الظهيرة يعود بمواشيه إلى منزله خوفا عليهم من حرارة الشمس ويتناول الغذاء مع أسرته وسط ويعود بعد صلاة العصر مرة أخرى مع مواشيه إلى أرضه الزراعية.

 

وأشار منعم إلى أنه كل إسبوع فى مساء يوم الجمعة يكون موعد حصوله على المقنن المائى لأرضه من مياه الرى فيقوم برى الأرض وقد يستغرق ذلك حتى الواجدة من منتصف الليل وقد يطلب منه جاره فى الأرض رى أرضه الزراعية مقابل منه أجر ذلك أو يطلبه أحد فى القيام بمهمة بأرض زراعية مقابل أجره وهو الدخل الآخر له الذى يساعده على أعباء المعيشة.

وقال منعم نريد من المسئولين نظرة رضا للفلاحين حيث أننا نعانى الأمرين بسبب نقص الأسمدة الزراعية وعدم الحصول على حصتنا كاملة بالإضافة إلى عدم توافر البذور والمبيدات بالجمعيات الزراعية وهو ما يجعلنا نلجأ لتجار الأسمدة بالسوق السوداء الذين يبيعون لنا بأضعاف السعر الرسمى ولا نستطيع الإعتراض ولابد أن نقوم بالشراء منهم لعلمهم بإحتياجنا للأسمدة بالإضافة إلى إرتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات فى مقابل إنخفاض أسعار المحاصل الأساسية للمزراعين مثل الذرة

 

وطالب منعم المسؤلين بالإهتمام بالمستشفيات العامة التى يلجأ اليها الفلاح للعلاج فيها هو وأسرته خاصة مع إرتفاع أسعار المستشفيات الخاصة ووإرتفاع سعر الكشف لدى الأطباء فى عياداتهم الخارجية وإرتفاع سعر الأدوية مشيرا إلى أن إبنته إصيبت بحالة إعياؤء وذهب بها إلى مستشفى إبشواى المركزى فلم يجد طبيب فى الاستقبال رغم انتظاره لساعات وإضطر للكشف عليها فى عيادة خاصة ودفع مبلغ كبير يفوث قدرته المادية، وعن ذهاب المزارعين للأسواق لشراء إحتياجاتهم أو بيع وشراء المواشى لفت منعم إلى أنهم يعانون كثير بسبب الطرق الغير ممهدة مما يجعل سائقو السيارات الأجرة أو "البوكس" كما يطلقون عليهم يقومون بإستغلالهم.

وفى محافظة الدقهلية من المحافظات الزراعية الاولى على مستوى الجمهورية، والتى يعمل به عدد كبير من الاهالى، نظرا لكبر مساحات الاراضى الصالحة للزراعة، وعدم وجود ظهير صحراوى بالمحافظة، وويقول حمدى هيكل فلاح من الدقهلية، أن السياسة الزراعية التى تمت هذا العام افقدته الكثير من الدخل المنتظر، والذى كان يعول عليه الفلاح الكثير فى قضاء احتياجاته طول العام، فكنا دائما نتفق على زواج الابناء بعد موسم الارز والقطن، وأشار إلى أن الارض التى يمتلكه وقعت ضمن الاراضى المحددة لزراعة الذرة، وهو محصول غير معتاد على زراعته وتكلفة زراعته عالية، والعائد منه قليل جدا ولا يكفى أن يسدد متطلبات اسرة واحدة، على العكس من زراعة محصول الارز والتى ننتظر زراعته كل عام فهو محصول استراتيجى بالنسبة للفلاح حيث نقوم بتوفير حصة منه بعد الحصاد لاستخدام المنزل والعائلة ( خزين سنوى )، ونقوم ببيع الفائض منه فيجلب عائد يمكنا من شراء باقى احتياجاتنا من باقى السلع، وطالب حمدى الحكومة بتحديد سعر للذرة وشراءه من الفلاح، حتى لايتعرض لخسارة كبيرة، وقام عدد كبير من الفلاحين بتقديم الذرة كعلف للماشية باسعار بخس، و اضاف أن ارتفاع اسعار العمال ضاعف الاعباء على الفلاح.

 

وفى محافظة المنوفية يعانى المزارعين بها من مشاكل عديدها أهمها نقص مياه الرى وإرتفاع أسعار الاسمدة والاعلاف ويقول فى البداية بهاء على فلاح أن إرتفاع أسعار الاعلاف أصبح شيئ لايقدر عليه أحد حيث أصبح طن العلف يبلغ 3 الاف و500 جنية بعدما كان الطن يبلغ سعره 1000 جنية، وهذا إرتفاع كبير جدا وعلى الرغم من إرتفاع الاعلاف الا أن أسعار المواشى التى نقوم بيعها بعد علفها للجزارين بأسعار قليلة جدا مقابل المصاريف التى تم صرفها عليها، ويشير عادل محمد فلاح أن نقص مياة الرى يتسبب فى هلاك المحاصيل، الامر الذى أدى إلى قيام المواطنين بالاشتراك فى إنشاء ماكينة رى تخرج مياة من باطن الارض وهذا الامر يكلفهم كثير من المبالغ الطائلة، تصل 100 الف جنية للماكينة الواحدة، بالاضافة إلى أن إرتفاع أسعار الاسمدة من 35 جنية للشيكارة إلى 180 جنية فى الجمعيات الزراعية، و230 جنية فى السوق السوداء، مع العلم أن المحاصيل لاتزال أسعاره قريبة جدا من الماضى.

وفى محافظة كفر الشيخ، تختلف حياة الفلاح المصرى وخاصة بمحافظة كفر الشيخ عن بقية أرباب المهن الأخرى، يستيقظ فى الرابعة فجرًا، يتوضأ ويصلى، ويحضر أدواته التى يستخدمها فى الحقل، ويذهب باحثًا عن لقمة عيشه ورى الأرض، وحصد المحاصيل وتربية المواشى، وغيرها من الأعمال الشاقة، التى يقوم بها كل الفلاحين،

 

قال محمد حسين، 62 سنة، فلاح، من عزبة أبو عمر التابعة لمركز كفر الشيخ، بأنه يقضى يومه عادى زيه زى أى حد بيشتغل فى الغيط، بيصحى بدرى لمباشرة الأرضى، ويتحدد يومه حسب احتياج الأرض للخدمة، فمن الممكن قضاء اليوم كامل فى الأرض، ، وهناك أيام يقضى ساعتين أو ثلاثة فى بداية النهار، بعد قضاء ما عليه فى الحقل، يتوجه لمنزله ليأخذ قسطا من الراحة بعد المشقة التى عانى منها خلال عمله فى الغيط، ثم يعود مرة أخرى بعد صلاة العصر، ليكمل ما تبقى له من أعمال، ليعود للمنزل مرة أخرى فى السابعة مساء ليبدأ وقتًا جديدا بعيدًا عن العمل والمشقة، وفى المساء يذهب لزيارة أقاربه وأصحابه أو يبستقبل عدد من أهالى العزبة، ويتنوع الحديث عن الزراعة، وعما فعله كل منهم فى أرضه أو الحديث عن بعض ما يسمعونه فى التلفزيون من أخبار، وأيضًا يتجه لأداء واجب العزاء أو حضور فرح، وفى الساعة 10 يتجه لسريره لينام ليستقبل بعدها يومًا جديدًا.

 

وأضاف محمد حسين، لـ "اليوم السابع"، هناك من الفلاحين الشباب من يقضون يومهم فى الغيط، لخدمة الأرض، واطعام المواشى، وفى المساء يجتمعون مع بقية أصحابهم للترفيه ومنهم من يلعب الكرة فى مراكز الشباب ومنهم من يتواصل عبر صفحات التواصل الإجتماعى لمعرفة الأخبار والتواصل مع الأخرين.

تبدو عليه ملامح الشيخوخة المصحوبة بالخبرة والأصالة التى تؤكد عليه أنه واحد من مزارعى مصر الأبرار، فربما لا يعرفه الكثيرون فى مصر، لعدم ظهوره على شاشات الفضائيات كثيرًا، ولكنه استطاع أن يحقق لقب أفضل مزارع للقمح فى مصر، بسبب تفانيه وإخلاصه فى العمل الزراعى.

"سيد أبو الوفا سلطان" البالغ من العمر 63 سنة، ويقيم بقرية بنبان بمحافظة أسوان، استطاع أن يحقق أفضل إنتاجية من القمح فى الفدان الواحد وذلك وفقا لما أعلنته مركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة فى مسابقتها السنوية الأخيرة.

 

تحدث المزارع سيد أبو الوفا، فى عيد الفلاح المصرى، ل"اليوم السابع"، قائلا: "تربيت منذ صغرى على الزراعة، فنحن أسرة تعمل فى الزراعة ونتوارثها من الأجداد إلى الآباء وصولًا للأبناء، ولدى 4 أبناء بنت وثلاثة ذكور وهم محمد 31 سنة، وأحمد 28 سنة، ومحمود 25 سنة، ومن عشقنا للزراعة التحق الذكور بالثانوية الزراعية لإثقال الجانب الزراعى فى حياتهم، فهم يعملون مع أبيهم فى الأرض يزرعون ويحرثون ويحصدون".

وحول يومه فى الزراعة وحصاد القمح، يبدأ يوم أبو الوفا مع آذان الفجر فبعدما يستيقظ، يوقظ كذلك أهل بيته لأداء الصلاة فى وقتها، ثم يبدأ بحلب المواشى حتى يفطر مع أفراد عائلته قبل أن يتوجه إلى الأرض، وعادة ما يستقل الدواب كالحمير والجمال باعتبارها وسيلة التنقل الشعبية ما بين الأرض والمنزل وهو الأمر المعمم فى القرية كلها.

 

وفى الطريق إلى الأرض الزراعية يتقدم العم سيد أولاده فى السير، ويقول "لا يخرج من ذهنى تلك الأغنية التى كان يرددها جدى وأبى عندما كنت صغيرًا وفى طريقنا لحصاد القمح"، وتقول كلماتها: هيا للسنبل نحصده فى الليل على ضوء القمرِ.. أن ندى الصبح على السنبلِ كالفضة فى وادى الذهبِ.. فتعالوا نحصد بالمنجل ونغنى أغنية الطربِ.

 

وحول مستقبل الزراعة، أكد سيد أبو الوفا، أن الزراعة أصبحت مهنة شاقة على أصحابها فهى أصبحت مكلفة جدا ويتحمل المزارع تكاليف مرتفعة عن سابقها فالأسعار اصبحت مرتفعة جدا وتزيد من أعباء الحياة على الفلاح المصرى، ورغم كل ذلك فهو يواصل عمله فى الأرض الزراعية حفاظا على ارض مصر الخضراء، وإنتاج الحبوب الخضروات والفاكهة المصرية الأصلية بعيدا عن المستورد الذى لا طعم له علاوة على تكاليف الاستيراد التى تتحملها الدولة.

وناشد أبو الوفا محافظ أسوان الجديد اللواء أحمد إبراهيم، أن يساعده فى تحقيق حلمه بتعميم تجربته فى تطوير زراعة القمح فى مصر مما يحقق إنتاجية عالية للفدان الواحد، ويمكن أن يستفاد من هذه التجربة مجموعة من الشباب الذين لم يلتحقوا بسوق العمل، مشيرا إلى أنه حصل على موافقة سابقة من المحافظ الأسبق اللواء مصطفى يسرى، إلا أن محافظ أسوان السابق لم يعتمد تنفيذ القرار.

 

فيما قالت سامية معوض، فلاحه، 59 سنة، قرية أبو عمر بمركز كفر الشيخ، تحتفل الدولة كل عام بعيد الفلاح، الموافق 9 سبتمبر، وكل عام نطالب بمساندة الدولة للفلاح، وعدم اجباره على زراعة بعض المحاصيل التى لا فائدة منها، والفلاح بين أمرين إما يزرع إلى على مزاجهم أو يزرع إلى على مزاجه و يتغرم ويتعرض للحبس.

 

وأكدت الفلاحه الكفراوية، أن اللعائد البسيط من الأرض، وعدم تسويق المحاصيل له تأثير سلبى على المزارعين، وأصبح المزارع يزرع الارض ويبذل كل جهده وفى النهاية لايجد المقابل، ففى منزلها كميات كبيرة من الذرة لاتجد من يشتريها، وعندما ترفض زراعة الذرة وتزرع الأرز تُحرر لها المحاضر، كما يعانى الفلاح من ارتفاع أسعار الألأسمدة وما تصرفه الجمعيات للمزارع لا يكفى حاجة الأرض فيضطر للتوجه للسوق السوداء.

وأضافت، أنها تستمع لعدد من الأغانى القديمة التى تتغنى بالفلاح ومنها " محلاها عيشة الفلاح "، وتحاول تقارن بين حياة الفلاح من 50 و60 سنة وحالته الآن فلا تجد من الأغنية على أرض الواقع شيئًا، مؤكدًا أن الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية أحدث نهضة كبيرة فى كل قطاعات الدولة من شبكات طرق ومشروعات عملاقة، وحدد أعوام لبعض فئات الشعب فعام المرأة وعام ذوى الإحتياجات الخاصة فهل نجد عام للفلاح للإهتمام به وبحث مشاكله على أرض الواقع ؟، مؤكدة أن الرئيس سيستجيب إذا وصله صوتها، مشيرة إلى أنها لن تنسى ما قدمه الرئيس للفلاح منذ توليه المسئولية.

 
 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة