سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 23 سبتمبر 1970.. فشل وقف إطلاق النار بين الأردن والمقاومة الفلسطينية.. والقذافى يتهم حسين بالجنون وفيصل يغضب وعبدالناصر يتدخل

الأحد، 23 سبتمبر 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 23 سبتمبر 1970.. فشل وقف إطلاق النار بين الأردن والمقاومة الفلسطينية.. والقذافى يتهم حسين بالجنون وفيصل يغضب وعبدالناصر يتدخل القذافى والملك فيصل وعبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بلغ التراشق بين العاهل السعودى والرئيس الليبى معمر القذافى درجة كبيرة فى مؤتمر القمة العربية الطارئ المنعقد فى القاهرة يوم 22 سبتمبر 1970، لبحث وقف القتال الذى نشب بين الجيش الأردنى وقوات المقاومة الفلسطينية، منذ 16 سبتمبر 1970.. «راجع- ذات يوم 18 و19 و20و21 سبتمبر 2018».
 
ارتفعت حالة الغضب داخل القمة بعد فشل مهمة الوفد العربى برئاسة الرئيس السودانى جعفر نميرى الذى سافر إلى عمان بقرار من المؤتمر، حسب تأكيد محمود رياض، وزير خارجية مصر وقتئذ، فى مذكراته «البحث عن السلام.. والصراع فى الشرق الأوسط»، وبدأت مهمة الوفد فى عمان بتوجيه نميرى يوم 23 سبتمبر «مثل هذا اليوم 1970»، كلمة إلى الأردنيين والفلسطينيين للعمل على وقف إطلاق النار، واجتمع وفد القمة مع حسين فى نفس اليوم، وتعذر اجتماعه مع عرفات، لكنه اجتمع بقادة لمنظمة التحرير، وهم، صلاح خلف «أبوإياد»، فاروق قدومى «أبواللطف»، إبراهيم بكر، بهجت أبوغريبة، والعقيد سمير الخطيب، وكانوا تحت الأسر لدى الجيش الأردنى، ويؤكد «أبوإياد» فى مذكراته «فلسطينى بلا هوية»، أنه تم دعوتهم إلى قصر الحمر، حيث ينتظر الملك حسين والوفد العربى، ودارت المحادثات حول وسائل الاتصال بعرفات لفرض وقف إطلاق النار بأسرع ما يمكن، وفيما أعلن الملك حسين وقف إطلاق النار بناء على هذا الاجتماع، بعث عرفات فى نفس اليوم «23 سبتمبر» برسالة إلى جمال عبدالناصر، حسب تأكيد «الوثائق الفلسطينية لعام 1970» الصادرة عن «مؤسسة الدراسات الفلسطينية»، أشار فيها إلى أن الذين اجتمعوا بالملك «أسرى لا يمثلون الثورة الفلسطينية حاليا».
 
عاد «الوفد العربى» إلى القاهرة مساء مصطحبا «أبوإياد» الذى يكشف: «أصر الملك حسين على الاحتفاظ بى فى عمان، حيث يمكن أن أكون وفق ما قال أكثر فائدة، إلا أنه اضطر أن يرضخ للفريق صادق الذى كررها أمامه بحزم، بأن عبدالناصر أعطاه الأمر بألا يغادر عمان إلا برفقتى»..عرض «نميرى» ما جرى فى مهمته على مؤتمر القمة، فانعكست على المناقشات، وفقا لتأكيد محمود رياض، ويستشهد محمد حسنين هيكل فى كتابه «الطريق إلى رمضان» على ذلك بحوار جرى، وينقله نصا.
 
الملك فيصل: «إننى متفق مع فخامتكم «لعبدالناصر» أن ذلك يبدو كأنه خطة لتصفية المقاومة».. القذافى: «إنى غير متفق معكم فى الجهود التى تبذلونها.. وأعتقد أنه لابد من إرسال قوات مسلحة إلى عمان.. قوات من العراق وسوريا».. الملك فيصل: «تريد أن ترسل قواتنا المسلحة للقتال فى الأردن؟ هذا ليس عمليا».. الرئيس عبدالناصر: «أظن أن علينا أن نتحلى بالصبر».. الملك فيصل «ينظر إلى القذافى»: «أظن إن كان علينا أن نرسل جيوشنا إلى أى مكان، فلابد أن نرسلها لتقاتل اليهود».. القذافى: «إن ما يفعله حسين أبشع مما يفعله اليهود، والمسألة كلها اختلاف فى الأسماء».. الرئيس عبدالناصر: «الصعوبة هى أننا إذا أرسلنا جنودا إلى الأردن، فإن ذلك لن يؤدى إلا إلى تصفية بقية الفلسطينيين.. وأريد منكم أن تسمعوا إلى رسالة تلقيتها هذا الصباح من الاتحاد السوفيتى، إنهم يطلبون منا التمسك بأقصى قدر من ضبط النفس، لأن الموقف الدولى أصبح دقيقا للغاية، وأى خطأ فى التفكير يمكن أن يؤدى إلى أن يفقد العرب كل السمعة التى اكتسبوها خلال السنوات الثلاث الماضية»..القذافى: «مازلت معترضا، فإننا إذا كنا نواجه مجنونا كحسين يريد أن يقتل شعبه، فلابد من أن نرسل من يقبض عليه ويضع الأغلال فى يديه، ويمنع من أن يفعل ما يفعل، ويحيله إلى مستشفى مجانين».
 
الملك فيصل: «لا أظن من اللائق أن تصف ملكا عربيا بأنه مجنون، يجب أن يوضع فى مستشفى مجانين».. القذافى: «لكن أسرته كلها مجانين..والمسألة مسألة سجل».. الملك فيصل: «حسنا، ربما كنا كلنا مجانين»..الرئيس عبدالناصر: «فى بعض الأحيان حينما ترون جلالتكم ما يجرى فى العالم العربى، أن ذلك ربما يصبح صحيحا، وأقترح أن نعين طبيبا يكشف علينا بصورة منتظمة، ليتبين من هم المجانين بيننا».. الملك فيصل: «أريد أن يبدأ طبيبك بى، لأنى أشك بالنظر إلى ما أراه فى أنى أستطيع الاحتفاظ بعقلى».. الرئيس عبدالناصر: «على أية حال.. دعونا نعود إلى موضوعنا الأصلى، إنى أقترح على الفور بيانا باسم الرئيس نميرى يقول إن الملك حسين قطع للوفد عهدا بإنهاء القتال».. القذافى: «الملك حسين لن يتراجع ما لم يحس بخنجر فوق عنقه».
 
يؤكد محمود رياض، أن عبدالناصر أقنع المجتمعين بضرورة استمرار الحوار مع الملك حسين، وليس مقاطعته، ووافق المجتمعون على إرسال وفد باسمهم مرة أخرى إلى عمان، وهكذا سافر نميرى ومعه فاروق أبوعيسى وزير خارجية السودان، وحسين الشافعى والفريق محمد صادق «مصر»، ورشاد فرعون «السعودية» وسعد عبدالله الصباح «الكويت» والباهى أدغم «تونس»، وعاد هؤلاء إلى عمان يوم 24 سبتمبر الذى حمل مفاجآت كبيرة فى القاهرة وعمان.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة