كيف ساهمت أحداث 11 سبتمبر فى تغيير ميزان القوى بالمجتمع الدولى؟.. حادث "الثلاثاء الأسود" كشف عوار أمريكا العسكرى والاقتصادى فى عهد بوش.. ومهادنة أوباما للإرهابيين فتحت الطريق أمام صعود روسيا لمناطحة واشنطن

الثلاثاء، 11 سبتمبر 2018 12:30 م
كيف ساهمت أحداث 11 سبتمبر فى تغيير ميزان القوى بالمجتمع الدولى؟.. حادث "الثلاثاء الأسود" كشف عوار أمريكا العسكرى والاقتصادى فى عهد بوش.. ومهادنة أوباما للإرهابيين فتحت الطريق أمام صعود روسيا لمناطحة واشنطن أرشيفية - حادث 11 سبتمبر
كتب - بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على الرغم من مرور 17 عاما على أحداث 11 سبتمبر، إلا أن تداعياتها مازالت مستمرة، حتى الآن، ففى الوقت الذى أصبح فيه الهجوم الإرهابى، الذى شنه تنظيم القاعدة الإرهابى، ملهما للعديد من الجماعات الإرهابية الأخرى، والتى شهدت تصاعدا كبيرا على الساحتين الدولية والإقليمية، وعلى رأسها تنظيم داعش، تبقى تلك الأحداث هى السبب الرئيسى فى تغير الخريطتين الدولية والإقليمية، بل وأنها وضعت اللبنة الأولى لنهاية عصر الهيمنة الأمريكية على العالم، وبالتالى صعود قوى دولية جديدة لمزاحمة النفوذ الأمريكى فى العديد من مناطق العالم.

ولعل حالة التسليم أو الاستسلام الأمريكى اليوم للدور الكبير الذى تلعبه روسيا فى العديد من مناطق الصراع الدولى، يمثل فى جوهره أحد النتائج الهامة، لحادث "الثلاثاء الأسود"، خاصة وأن محاولات الولايات المتحدة لاستخدام قوتها العسكرية فى أعقاب الحدث سواء بالحرب على القاعدة فى أفغانستان أو باحتلال العراق، باءت بالفشل، فى ظل عدم قدرة القوات الأمريكية على مجاراة "حرب الشوارع" التى تبنتها الميليشيات المسلحة، لاستهداف القوات الأمريكية، وبالتالى تحولت محاولة "استعراض القوة" الأمريكية إلى دليل جديد على ضعف الولايات المتحدة وبالتالى عجزها عن الاستمرار فى إدارة العالم بمفردها.

 

11 سبتمبر
11 سبتمبر

رد الفعل الأمريكى.. محاولة فاشلة لاستعراض القوة

يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش أدركت منذ اللحظة الأولى خطورة التداعيات التى قد تترتب على أحداث 11 سبتمبر، فحاول قطع الطريق أمام محاولات بعض القوى الدولية لإيجاد دور قوى على الساحة الدولية، لمزاحمة النفوذ الأمريكى، من خلال التحرك بشكل أحادى الجانب فى حربه ضد أفغانستان لإسقاط حكومة طالبان فى أكتوبر 2001، كرد فعل مباشر على أحداث 11 سبتمبر، وكذلك فى معركته بالعراق لإسقاط نظام صدام حسين فى عام 2003 دون دليل على تورطه فى الأحداث، حيث لم يحظى فى تلك الحروب على دعم دولى سوى من حلفائه بالناتو فقط.

 

الولايات المتحدة أسقطت صدام وفشلت فى صد الميليشيات
الولايات المتحدة أسقطت صدام وفشلت فى صد الميليشيات

إلا أن الحروب الأمريكية المتواترة لم تؤدي فى النهاية إلا لإنهاك الولايات المتحدة، وانغماسها فى مستنقع من الدماء، جراء استهداف جنودها من قبل الميليشيات المسلحة، والذين نالوا دعما مباشرا بالمال والسلاح من قبل خصوم أمريكا، وعلى رأسهم إيران، بينما نالت تلك الحروب كذلك من الاقتصاد الأمريكى بصورة كبيرة، حيث كانت أحد أهم الأسباب فى الأزمة المالية التى ضربت الولايات المتحدة فى عامى 2007 و2008، حيث كرست الإدارة ملايين الدولارات لحروبها التى لم تؤتى ثمارها فى النهاية، بل وساهمت بصورة كبيرة فى تصاعد الدور الذى تلعبه بعض الميليشيات المسلحة، وانتشارها وتوسعها، بل وظهور تنظيمات جديدة استلهمت فكرة الهجوم على الغرب فى أراضيهم من تلك الأحداث.

مهادنة الإرهاب.. التقاعس الأمريكى يزيد أطماع الميليشيات

ربما كان الفشل الأمريكى فى القضاء على التنظيمات الإرهابية بالتدخل العسكرى المباشر فى عهد بوش كان سببا رئيسيا فى تغيير النهج الذى تبناه أوباما، حيث آثر الانسحاب من العراق فى 2011، بينما قلص الوجود الأمريكى فى أفغانستان بصورة كبيرة، ليفتح الباب أمام استراتيجية جديدة تتمثل ليس فقط فى مهادنة التيارات المتطرفة التى كانت بمثابة المرجعية ومصدر الإلهام للميليشيات العسكرية، ولكن لتمكينهم من السلطة فى العديد من بلدان الشرق الأوسط، عبر ما يسمى بـ"الربيع العربى"، ربما فى محاولة لاسترضائهم أو احتوائهم واستخدامهم فيما بعد كأدوات لتنفيذ الأجندة الأمريكية فى المنطقة.

 

أوباما لجأ لمهادنة التنظيمات المتطرفة
أوباما لجأ لمهادنة التنظيمات المتطرفة

سياسة أوباما فتحت الطريق أمام صعود تيارات جديدة، على رأسها تنظيم داعش الإرهابى، والذى اتخذ منحى جديدا لم يكتف بمجرد شن الهجمات على أهدافه، وإنما لجأ إلى السيطرة على الأراضى فى سوريا والعراق، لتأسيس دولته الخاصة، فى سابقة، تمثل تحد صريح ليس فقط لأنظمة تلك الدول التى عانت جراء الفوضى، بينما لنظام دولى متفكك بفعل غياب القيادة الفاعلة، لتتحول تهديدات التنظيم للأمن الإقليمى فى الشرق الأوسط، إلى ما هو أبعد من ذلك من خلال شن الهجمات التى استهدفت العديد من دول أوروبا الغربية فى بلدانهم، من خلال تحريض المؤمنين بأفكارهم داخل تلك البلدان، عبر مواقع التواصل الاجتماعى.

وربما كان التقاعس أو العجز الأمريكى فى القضاء على داعش، سببا رئيسيا فى ظهور بزوغ نجم القوى الجديدة والتى تمثلت فى روسيا، والتى أعلنت التدخل فى سوريا، ربما لتعلن استعادة مكانة الدب الروسى، على الساحة الدولية، فى تحد جديد للهيمنة الأمريكية، وبالتالى مزاحمة النفوذ الأمريكى فى الشرق الأوسط عبر البوابة السورية.

 

القوى الفاعلة.. روسيا تقدم أوراق اعتمادها للمشاركة فى قيادة العالم

وبالتالى لم يكن أمام ترامب سوى الاعتراف بالوجود الروسى كقوى فاعلة، حيث لم يجد طريقا آخر سوى ضرورة التنسيق معها فى العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وفى القلب منها الأزمة السورية، خاصة وأن موسكو نجحت فعليا فى تقديم أوراق اعتمادها للمشاركة فى قيادة عالم جديد متعدد الأقطاب، وهو الأمر الذى بدا واضحا منذ حملته الانتخابية، حيث دأب على الإشادة بالدور الروسى فى الحرب على التنظيم المتطرف.

 

ترامب لم يجد مفرا من الاعتراف بروسيا كقوة فاعلة
ترامب لم يجد مفرا من الاعتراف بروسيا كقوة فاعلة

ويعد حرص الرئيس ترامب على التنسيق مع روسيا، فى العديد من القضايا الدولية ومهادنتها، منذ صعوده إلى رأس السلطة، رغم حالة الشد والجذب بين موسكو وواشنطن بين الحين والآخر دليلا دامغا على اعتراف أمريكى ضمنى بنهاية زمن الأحادية القطبية، لتفتح الباب من جديد أمام صعود قوى دولية جديدة يمكنها القيام بدور بارز فى قيادة العالم فى المرحلة المقبلة.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة