عزائم الرجال وطبائع الأبطال لا تأتى من فراغ، تصاغ دقائقها فى ضمائر أبناء هذا الوطن، لذا وجه اللواء محمود توفيق وزير الداخلية بضرورة الاهتمام بالتدريب والتأهيل التخصصى الذى يحصل عليه طلبة كلية الشرطة طوال سنوات الدراسة لإكسابهم المهارات المطلوبة من خلال فرق ودورات تخصصية بما يساهم فى إعداد أجيال قادرة على تولى المهام الأمنية.
وأمر وزير الداخلية، بتشكيل لجنة لتطوير أسلوب التدريب بكلية الشرطة وفقًا لأحدث مناهج التدريب المتقدمة، موجها باستمرار تطوير البرامج التدريبية، التى يتلقاها الضباط عقب تخرجهم بهدف الارتقاء بأداء رجال الشرطة بما يمكنهم من التعامل مع مختلف المواقف الشرطية بكفاءة عالية، ومستوى حضارى قائم على الموائمة بين التطبيق الحاسم للقانون ومراعاة حقوق الإنسان بما يضمن ثقة المواطن فى جهازه الشرطى.
وبدورها، حرصت أكاديمية الشرطة على تطوير عملية التدريب واستحـداث تخصصـات تدريبيـة جديـدة، تتمثل فى تخصص قواعد وآداب تنظيم المرور، وتخصص أعمال الأمن العام فى أقسام ومراكز الشرطة، وتخصص الرماية التكتيكية وتطبيقات عمليات الشرطة، والرماية مع اجتياز الموانع، وتدريبات الحبال.
وتم زيادة جرعة التدريـب اليومية لطالب كليـة الشرطة، بزيادة عدد الساعات التدريبية، مما انعكس على إجمالى ما يتلقاه الخريج من جرعات تدريبية على مدار السنوات الأربع بالكلية، وتعديل خطة تدريب طلبة السنوات الأربع بالكلية وفق رؤى واقعية ومتطورة، وإعادة النظر فى مناهج التخصصات التدريبية العملية وتطوير جانب كبير منها؛ حيث تم إجراء تحديد حقيقى وواقعى لعدد الساعات المتاحة لتدريب الطالب خلال العام الدراسى بالكامل مع توظيف هذه الساعات وتوزيعها على التخصصات المختلفة، مع إعادة هيكلة جدول تخصصات التدريب العملية للسنوات الدراسية المختلفة.
وتم إصدار سلسلة من الكتيبات التدريبية المتميزة فى جميع التخصصات التدريبية، على أسطوانات مدمجة CD، فضلاً عن زيادة عدد الساعات المقررة لبعض التخصصات التدريبية مثل زيادة ساعات عمليات الشرطة من 54 ساعة إلى 72 ساعة، والاشتباك من 10 ساعات إلى 39 ساعة، والموانع من 20 ساعة إلى 60 ساعة، والرماية من 6 ساعات إلى 18 ساعة، واللياقة البدنية والضاحية من 190 ساعة إلى 231 ساعة، وتخصيص عدد من الساعات للأنشطة الرياضية والثقافية والحرة والرحلات الترفيهية، مدتها 156 ساعة، وتم الارتقاء ببرامج تدريب "الدفـاع عن النفس والغير " لطلبـة الكليـة.
وحرصت كلية الشرطة على إنشـاء مخيـم تدريبـى مفتـوح بهدف رفع الكفاءة القتالية وتفعيل قوة التحمل، والتدريب على أعمال الاستيقاف وتفتيش "الأفراد – السيارات – الأماكن"، ونقاط التفتيش الثابتة والمتحركة وتأمين الترحيلات والأفواج السياحية، وتم تطويـر منهج التدريـب على "فـض الشغـب" بصورة عصرية تتفق مع مستجدات المرحلة الراهنة، وتنميـة مهارات التفاوض، والتأكيد على حُسن معاملـة الجمهور، والتدريب على الرمى من أوضاع غير تقليدية يضع الطالب فى أجواء تحاكى الواقع، ويكسبه خبرة الاحتكاك والتجربة.
وتدرب كلية الشرطة طلابها على الرماية التكتيكية، حيث تستهدف التدريبات العملية على الرمى التكتيكى الارتقاء بمهارة طالب كلية الشرطة فى الرمى على الأهداف المتحركة، والرمى على الأهداف الثابتة من أوضاع حركية مختلفة، فضلاً عن تطبيق مهارات التحرك الميدانى واستخدام السواتر والهيئات الأرضية فى تنفيذ مهارات الاقتراب الخفى المستور من الهدف.
ويتم تدريب الطلاب فى شكل مجموعات للرمى على عدة أهداف، ويتم التدريب على تنفيذ مهام التقدم والانسحاب والتعامل مع أكثر من هدف فى أن واحد، مع تحقيق مبدأى التغطية، والالتزام بضوابط التحرك الميدانى، ويتم التأكيد على اتباع القواعد الأساسية لإدارة النيران أثناء العمليات.
تطوير برنامج التدريب على الرماية بالذخيرة الحية، وقامت الكلية باستحداث برامج تدريبية حديثة تعتمد على مجموعة من المبادئ أهمها مبدأ التدرج فى استخدام القوة وذلك باستحداث برامج تدريب تتيح للطالب تفعيل هذا المبدأ الذى يعتبر أحد أهم مبادئ استخدام الأسلحة النارية بالتدريب على الرماية على منطقة الساقين وأن تكون تلك الإصابة هى الأعلى فى الدرجة وتخصم درجات الإصابة القاتلة من إجمالى الدرجات المتحققة فى التمرين الواحد، والتدريب الجماعى التكتيكى على الرماية ويفيد هذا البرنامج فى صياغة تدريبية جماعية الهدف منها تطوير الأداء المهارى الفردى إلى عمل جماعى مشترك منسق بين مجموعة من الطلبة فى التمرين الواحد ويكون التقييم للمجموعة المشتركة بدرجة واحده مهما تباينت مهاراتهم الفردية.
ويتم التدريب على منهج عمليات الشرطة المتقدمة من خلال عقد دورة تدريبية لمدة أسبوعين ويشمل برنامج الدورة الإعداد للمأموريات القتالية، وتأمين القوات أثناء التحركات، والكمين والإغارة، ونقاط التفتيش الأمنية، والاقتحام المؤمن، والدوريات القتالية، ومهام ترحيل المسجونين، ومهام تأمين الأفواج والقوافل السياحية، ويتضمن برنامج دورة عمليات الشرطة المتقدمة قيام الطلبة المتدربين بإنشاء مخيم يشكل قاعدة دوريات، يتم الانطلاق منها فى دوريات قتالية منتظمة تمهيداً لتنفيذ مهام الإغارة ومهام الأكمنة، ويتم مبيت الطلبة المتدربين بموقع المخيم لمدة ليلة واحدة فى ختام الدورة، ويتم تقييم مجموعات العمل أثناء فترة المخيم بالدرجات وإدراجها فى كشوف الاختبارات العملية.
ويعد زرع الأكمنة فى خط سير الدورية من العلامات البارزة تلك التى ترسخ فى ذهن الطالب وتكسبه خصال الدقة والصبر وتدفعه نحو النجاح فى كشف هذه الأكمنة، وحتى ينجح فى كشف هذه الأكمنة فإن عليه فحص كل موقع يحتمل وجود شخص عدو مسلح به دون إغفال لأى احتمال لأن فى ذلك تدمير للقوة المتحركة بالكامل.
وتعد تدريبات تخصص الاشتباك من أهم التدريبات التى تكسب طالب الكلية مهارات الدفاع عن النفس والاشتباك مع الخصم باليد الخالية، وتهدف تدريبات الاشتباك إلى تدريب الطالب على كيفية استغلال سرعة اندفاع الخصم فى السيطرة عليه وتقييد حركته، وتكسب تدريبات الاشتباك للطالب مهارات عديدة من بينها مهارات استخدام الوسائل الطبيعية والصناعية المتاحة بالميدان فى السيطرة على الخصم، ويكتسب الطالب من خلال تدريبات الاشتباك مهارة امتصاص الضربات والرميات والسقوط على الأرض فى وضعيات معينة لتفادى الإصابة، ويتدرب طالب كلية الشرطة على مهارات التخلص من "المسكات" التى يحاول بها الخصم السيطرة على رجل الشرطة، ويسعى المنهج العملى لتخصص الاشتباك إلى إكساب الطالب مهارة السيطرة على الخصم من خلال التركيز على المناطق المعجزة بجسم الخصم.
ويخطو طالب كلية الشرطة أولى خطواته داخل جنبات الكلية فى رحاب تخصص التدريب العسكرى الانضباطى، حيث يتلقى من خلاله نوعين من التدريبات، تعليم أولى بدون سلاح ويشمل التدريب على كيفية التحرك بالخطوة العسكرية والدوران والاصطفاف وأداء التحية العسكرية وتعليم أولى بالسلاح، ويشتمل التدريب على حمل السلاح أثناء السير وفى حالة الثبات، والتدريب على أداء الأوضاع المختلفة لحمل السلاح وأداء التحية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة