أيام عصيبة مرت عليها منذ حرمتها أسوار سجن طرة العالية من احتضان فلذة كبدها، وبمجرد أن علمت بالإفراج عنه بالعفو الرئاسى أول أيام عيد الأضحى نسيت كل ما يشغلها وذهبت من الصباح الباكر لتستقبله بمجرد اجتيازه البوابة الضخمة التى منعتها من رؤيته طوال الفترة الماضية.
دقات قلبها تتسارع، فتتفاعل معها ملامح أم ملهوفة على احتضان ابنها دون وقت محدد مرة ثانية، كلما دبت أقدام المفرج عنهم تطرق الفرحة باب قلبها فى انتظار رؤية ابنها، حتى خرج ابنها حاصلًا على حريته مرة ثانية، فهرولت إليه بلهفة لن تجد مثيلا لها فى أى موقف آخر.
فثمة لحظات خاصة يشهدها سور سجن طره عند مفارقة الأهل، أو الالتقاء بهم بعد الإفراج، مزيج من الفرح والألم، والانتظار المميت، ولكن تلك المرأة كان لها وضع خاص، حيث وقفت لساعات طويلة وملامحها مرآة لقلبها كأم تنتظر عودة ابنها، ولم تسكن الفرحة والارتياح وجهها الا بعد أن احتضنته وتأكدت أنه سيعود معها المنزل مرة ثانية.
لقطات عبرت عن آلاف الكلمات التى يمكن بها وصف قيمة الحرية، وفرحتها التى لا تقدر بمال أو ثمن، وكواليس عطاء أم مصرية تضع ابناءها أهم ما لديها، وتقضى أيام العيد تحت آشعة الشمس الحارقة، فى انتظار فتح بوابة السجن، وخروج ابنها لعودة الفرحة لها مرة ثانية.
ففارق كبير بين ملامحها عند الانتظار، والفرحة التى سكنت وجهها بعد احتضانه، كلها مشاعر مقدسة، ولحظات تعنى الكثير، وحرية لا يعرف قيمتها إلا من ذاق مرارة أسوار السجن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة