تدفع التجاوزات التركية بحق دول الجوار ومعادتها لجيرانها إلى تحالفات جديدة فى المنطقة ربما أغربها التقارب اليونانى الإسرائيلى، فى ظل حكومة ألكيسس تسيبيراس، رئيس الوزراء اليونانى، الذى دعا عام 2015 وقت أن كان زعيم حزب سيريزا قبل توليه منصبه، إلى طرد سفير إسرائيل وغلق الموانى اليونانية أمام شحنات الأسلحة الأمريكية المتجه لإسرائيل.
وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، الأمريكية، الأحد، فإن تركيا دفعت بصداقة جديدة بين إسرائيل واليونان، مضيفة أن حزب سيريزا اليسارى الحاكم فى اليونان تغاضى عن عدائه لإسرائيل وبات يتعاون مع حكومة بنيامين نتنياهو فى مواجهة التوسع التركى فى المنطقة. مضيفة أنه من الصعب إيجاد مثال أفضل بشأن كيف أن الواقع الجيوسياسى يتفوق على الأيديولوجية، من المثال على الصداقة الناشئة بين إسرائيل واليونان.
وتتابع أن قادة إسرائيل واليونان وقبرص يجرون قمما ثانئية بشكل منتظم، فى الوقت الذى يطوروا فيه بالشراكة مع مصر، احتياطات الغاز الطبيعى فى شرق المتوسط. وعلى الجانب الآخر، تسعى تركيا لغلق عمليات أستكشاف الغاز التى تجريها الحكومة القبرصية قبالة شواطئها، مستخدمة سفن حربية وخطط لتدريبات عسكرية.
وتزعم حكومة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أن عمليات الاستكشاف الخاصة بإحتياطات كبيرة محتملة من الغاز قبالة سواحل قبرص، يجب أن تتخذ فى الحسبان الحقوق التركية فى قبرص، حيث تنقسم الجزيرة إلى الشمال المحتل من تركيا منذ الغزو عام 1974 والجنوب المستقل.
وقال يانيس بورنوس، رئيس شئون العلاقات الدولية فى سيريزا ومستشار التخطيط الاستراتيجى لتسيبراس ، فى تصريحات لوول ستريت جورنال: "علينا أن نعمل بطريقة تؤمن علاقات جيوستراتيجية قوية مع جيراننا، مع الأخذ فى الاعتبار أننا لسنا جيران سويسرا أو ليختنشتاين، لكننا فى منطقة عصيبة وفى بعض الحالات لدينا جارة عدوانية للغاية".
ألكيسس تسيبيراس رئيس وزراء اليونان
وقال مسئول يونانى رفيع آخر، إن هناك بلدين يرغبا فى العمل كشرطى للمنطقة وهم تركيا وإسرائيل ومن ثم هناك حاجة لصداقة مع أحدهما.
لكن وفقا لوزير التعاون الأقليمى الإسرائيلى، تساحى هنجبى، فإن تعاون إسرائيل مع اليونان وقبرص ليس موجها ضد أنقرة، كما أن تل أبيب تود إحياء علاقات وثيقة مع تركيا. مضيفا: "لكن فى الوقت نفسه، منذ اشتعال هذه التوترات، لن نجلس منتظرين معجزة وعلينا التأكيد من تعزيز علاقتنا مع دول الجوار مثل قبرص واليونان".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة