نسبة البطالة بين مسلمى بريطانيا أعلى من باقى البريطانيين على المسلمين
تعلم النقد الذاتى والنظرة النقدية لفهم القرآن والنصوص الدينية ضرورى كون الإصلاح الدينى عملية مستمرة
مصر بلد آمن ومجتمعها تعددى وديمقراطى وهى دولة حديثة
لا يمكن التعامل مع القرآن والإنجيل بانتقائية فلن نترك الفرصة
على المهاجرين ممارسة عاداتهم وثقافتهم بما لا يتعارض مع قوانين مجتمعاتهم الجديدة
الكنيسة البريطانية لا تقبل زواج المثليين حتى اليوم رغم القبول المجتمعى والمدنى.
من الدينى إلى السياسى إلى الاجتماعى ثم إعادة المزج بينهما مرة أخرى، انتقل اللورد كارى رئيس أساقفة الكنيسة البريطانية السابق، فى الحوار الذى أجراه مع اليوم السابع إبان زيارته الأخيرة للقاهرة، حيث اصطحب زوجته لمقر الكنيسة الإنجليكانية التابعة لكنيسة بريطانيا بالزمالك، وألقى محاضرة بكلية اللاهوت التابعة لها.
ففى حين يرفض اللورد كارى زواج المثليين المقبول اجتماعيًا، يرى أن الإنسان المعاصر عليه تعلم النظرة النقدية لفهم النصوص الدينية، رغم إنها نصوص أساسية ولكن الإصلاح الدينى عملية مستمرة لم تنقطع بعصر لوثر كينج.
اللورد كارى الذى كان أول من قاد الحوار بين الكنيسة البريطانية والأزهر الشريف يؤكد أن البطالة بين مسلمى بريطانيا أعلى من نسب البطالة بين عموم البريطانيين ويعترف بوجود متعصبين يكرهون المهاجرين وإلى نص الحوار.
إلام انتهى لقاؤك مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر؟
التقيته الأسبوع الماضى، وهو لقاؤنا الثانى، وسبق لى أن التقيت أيضًا الإمام الراحل محمد سيد طنطاوى، أعتقد أن الإمام رجل ذكى وفطن للغاية وتحدثنا عن ترتيبات زيارته القادمة لملكة بريطانيا، والملكة تقدر من يتحدث إليها، وقال الإمام إنه سيسأل الملكة عن أوضاع المسلمين فى المملكة المتحدة، وكيف تستمع لصوت المسلمين ومدى مساهمتهم فى التفاعل الحضارى والثقافى بالمملكة.
ما الذى دفعك لبدء الحوار بين الكنيسة البريطانية والأزهر الشريف وحواركم مع باقى الكنائس المسيحية؟
بدأت الحوار مع المؤسسات الإسلامية والدولة كلفتنى بهذا الحوار الدينى لأن السياسيين لا يعرفون طريق الحوار، وأسفر الحوار عن تفهم وقبول بين الكنيسة والعالم الإسلامى كان من بين ذلك حوارنا مع الأزهر الشريف، وعلى مستوى باقى الكنائس يقوم الأنبا إنجيلوس أسقف الكنيسة القبطية فى بريطانيا بدور فعال فى هذا الحوار الدينى ويحظى باحترام ومحبة الجميع هناك.
الحوار بين الأزهر الشريف وبابا الفاتيكان الراحل فشل، لماذا تظن أن حوارك مع الأزهر سينجح؟
الأمر يتعلق بشخصيات القائمين عن الحوار، ولا أستطيع التعليق على موقف الكنيسة الكاثوليكية، وأظن أن البابا فرنسيس رجل مختلف ومنفتح على الآخر، وفى نظرتنا فإن الأزهر أهم مؤسسة إسلامية سنية فى العالم والإمام الأكبر شخص يحظى باحترام وقبول الجميع وفى كافة أنحاء العالم، ومن الجنون أن نتجنب الحوار بين الأديان، وعلينا أن نتمسك بنظرة البشر والمؤمنين لله، وإن استندنا للقيم الإنسانية لن نفقد محبتنا وتواصلنا.
· كيف أثرت هجمات التنظيمات الإسلامية على أوضاع مسلمى بريطانيا فى تقديرك؟
الكثير من المسلمين فى بريطانيا يتولون مناصب مهمة ويساهمون بشكل فعال فى المجتمع حتى أن عمدة لندن نفسه مسلما، معدلات البطالة بين المسلمين البريطانيين تبلغ ثلاثة أضعافها بين نظرائهم من غير المسلمين، وهو يرجع لعدة أسباب بينها التعليم، والمشاركة فى العمل الجماعى، وفى رأيى الشخصى، لو كان لدينا مسلمة بريطانية ترتدى النقاب فمن الصعب أن تجد عملًا لأن الناس لن يرون وجهها، عملية الاندماج غالبا ما تكون بطيئة ولكن المشكلة ليست فى المسلمين، بل فى الإرهاب، وهناك بعض العقليات لدى البريطانيين البيض تحديدًا تكره كل الأجانب، ولا يفرقون بين مسلم أو هندى أو غيره، والمشكلة أيضًا أن بعض المسلمين المسالمين فى بريطانيا يدفعون ثمن العمليات الإرهابية لأن مرتكبيها مسلمين.
لماذا كانت ترحب الكنيسة البريطانية باللاجئين العرب المسيحيين رغم أن الجميع من ضحايا الحروب؟
إذا كنا نتحدث عن استقبال اللاجئين فى العراق وسوريا، فنرحب بهم جميعا، والمسيحيون فى الشرق الأوسط يحظون بوضع خاص لأنهم مهددون فى سوريا والعراق، وأتصور أن الجميع ينظر لهم باعتبارهم أقلية مستهدفة وليس بوازع الدين.
فى رأيك، ماذا يفعل المؤمنون الذين تتعارض عقائدهم مع قوانين المجتمعات التى يعيشون فيها؟
علينا أن نحترم الاختلاف الثقافى، فلو نعيش فى مصر لا بد لنا من احترام العادات والتقاليد المصرية ومن ثم حين يأتى غريب للعيش فى المملكة المتحدة فعليه احترام قوانين المجتمع وتقاليده هناك، وليس هناك مشكلة فى ذلك، لذلك حين يأتى مسلم أو يهودى إلى المملكة المتحدة يشكو من القوانين وأقول لهم يمكنك أن تبقى كما أنت فى بيتك ومساحتك الخاصة ولكن حين تخرج للمجتمع عليك احترام قوانين المملكة المتحدة، وإن حدثت صراعات بين ثقافتك وبين القوانين هنا تحدث المشكلة.
قلت من قبل أن المسلمين مطالبون بالنظرة النقدية لفهم القرآن ماذا يعنى ذلك؟
أؤمن بضرورة أن نتمتع جميعا بالنظرة النقدية تجاه كافة أمور حياتنا، وعليك كإنسان أن تعرف نقاط ضعفك وقوتك، عام 2006 ألقيت محاضرة رئيسية ، وقلت أن المسيحية اعتادت الإصلاح الداخلى والنظرة النقدية لنفسها من وقت لآخر ولا بد للمسلمين أن يتفاعلوا مع ذلك أيضًا، والتحدى هو أن ننفتح وألا نخشى من ذلك، لو خشينا من الانتقاد الذاتى ومراجعة فهمنا للنصوص لن نصل إلى شىء.
مر نصف قرن على إصلاحات مارتن لوثر فى الكنيسة الكاثوليكية هل ترى أن الإصلاح عملية مستمرة؟
أظن أن الإصلاح عملية مستمرة، فلو توقف الإصلاح سنسميها "أصولية"، الناس فى الغرب الذين قبلوا زواج المثلية تقبلوا حرية النظر للنصوص الدينية، وأنا أرحب بالنظر المستمر للنصوص الدينية والإصلاح الدينى، وهو شىء بالغ الصعوبة، فالتفكير لا يتوقف ولكن الإقناع عملية معقدة، فكرت مثلا فى زواج المثليين ولم اقتنع به.
فى تقديرك هل يمكننا التعامل مع النصوص الدينية كتراث نأخذ منه ما يناسبنا ونترك الباقى؟
لا يمكن أن نتعامل مع النصوص على هذا النحو، النصوص الثلاثة ترتب أساسيات حياتنا، ولو تركنا للناس حرية اختيار ما يناسبهم سيختار الأشرار الشر، ويختار الطيبين فعل الخير، فلا يمكن أن نفعل ذلك.
حين نبنى منزلنا نؤسسه بالأثاث الذى نحتاجه تماما مثلما تفعل النصوص الدينية فينا، وفى ضوء الإنجيل فإن كل شىء فى الحياة لابد أن يختبر، فالإنجيل يضع لنا قواعد عامة مثل المساواة بين الجنسين والمحبة وتقدير الكبير والعطف على الصغير، أما علاقتنا بالمجتمع والقوانين فهى أمور سياسية وليست دينية.
أتصور أن المسلمين والمسيحيين يستطيعون أن يعيشوا فى محبة وسلام، لأنهم يريدون ذلك، ونستطيع أن نبنى عالما أفضل،
قمت برسامة أول قسيسة سيدة فى الكنيسة البريطانية، كيف تقيم التجربة؟
مر وقت طويل على تقديمنا أول قسيسة للخدمة، كان هناك بعض الاعتراضات ولكن الأمر سار جيدًا وحقق نتائج إيجابية، وأرى أن هناك موجة قادمة من القسيسات النساء، وعلى سبيل المثال الكنيسة التى أصلى فيها بها قسيسة سيدة ذكية ومتحدثة لبقة وعلى دراية ومعرفة جيدة بالإنجيل ومتألقة، ومؤخرا تمت رسامة أسقف سيدة، تحدثت مع المطران منير حنا وسألته متى ترسم سيدة قسيسة فى كنيستك؟ فقال لى ليس الآن لأن الثقافة المصرية لا تتقبل ذلك، وهو ما يؤكد أن الثقافة لها أثر كبير على الشئون الدينية، ففى كينيا على سبيل المثال استطاعوا أن يرسموا سيدة قسيسة، فالأمر لا علاقة له بالبيض والسود بل بالثقافة، وأؤمن فى رأيى أن النساء والرجال متساوون جميعا فى الحقوق والواجبات والانجيل يضمن ذلك الاثنان من خليقة الله ومن روحه القدس.
ما هو موقف كنيستكم من زواج المثليين؟
رأيى الشخصى ضد زواج المثليين، لأننى أؤمن أن بعض الناس بالطبيعة مثليين ولا يمكن أن ننكر ذلك، لذلك أرغب فى أن يعيشوا بسلام ومحبة واحترام، والكنيسة وضعت نفس القواعد، ومنذ سنوات كان الزواج علاقة بين الرجل والمرأة تبنى على الحب، ومن ثم فإن العلاقة بين الرجل والرجل أو المرأة والمرأة تحظى بقبول قانونى فى أمريكا والمملكة المتحدة، أما داخل الكنيسة فمازلنا نتناظر حول ذلك ونستمع لمختلف الآراء، وأتمنى أن الأمور تتحسن.
استمتعت لأقوال الكثير من المسئولين المسيحيين فى مصر، كيف تنظر لأوضاع المسيحيين المصريين؟
مصر بلد من أكثر المجتمعات الإسلامية انفتاحا وديمقراطية، والمجتمع هنا تعددى فترى فيه الكثير من الاختلافات، وأرى إنها دولة حديثة وأحبها كثيرًا، وحين يحدث إرهاب يتم استهداف الأقباط لأن مرتكبى تلك الأفعال يعودون بنا لمئات السنين يتم فيها النيل من الأقل عددًا، والكنيسة المصرية من الأقدم فى التاريخ، وأتصور أن المسيحيين بخير فى مصر، لم أخشى الحضور إلى مصر، سافرت إلى مناطق خطرة كثيرة مثل جنوب السودان ومناطق نزاعات اضطررت فيها لركوب الهليكوبتر وأشعر فى مصر بأمان كامل، وتنزهت أمس مع زوجتى على شاطئ النيل ولم يكن هناك أى شىء على الإطلاق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة