"المال والنفوذ" كانتا كلمتى السر فى اختيار الدكتاتور العثمانى رجب طيب أردوغان لوزراء حكومته الجديدة التى أعلن عن تشكيلها عقب أداء اليمين الدستورية يوم الاثنين الماضى، رغم أنه من المفترض أنهم وزراء متفرغون لخدمة الأتراك وليس من أجل خدمة مصالحهم الشخصية.
الحكومة التركية الجديدة
ولم يكن اختيار أردوغان يقوم على أصحاب الخبرات أوالمؤهلات العلمية العليا، وإنما بكم يملك هؤلاء الرجال من الأموال والعقارات وحجم الشركات التى بحوزتهم، وكأنه حول تركيا من دولة إلى شركة استثمارية يرأسها ومعه مجموعة من الموظفين.
وذكرت صحيفة "زمان" التركية المعارضة، أن مستشار أردوغان فؤاد أكتاى يعمل نائب لرئيس مجلس إدارة شركة تيليكوم التركية ومارس مهاما فى كبرى شركات السيارات العالمية، وخلال الفترة بين عامى 2008 و2012 شغل منصب نائب المدير العام للخطوط الجوية التركية، وفى الفترة بين عامى 2012 و2016 شغل رئاسة الإدارة العامة للكوارث الطبيعية والطوارئ.
فؤاد أكتاى
كما يمتلك وزير التعليم ضياء سلجوق عدة مدارس خاصة هى الأكبر فى إسطنبول، حيث اشترك فى تأسيس جامعة TED بجانب كونه المؤسس لمدارس مايا الخاصة.
وزير التعليم التركى
ومن التعليم إلى التجارة حيث تمتلك وزيرة التجارة روهصار بيكجان شركة مقاولات رغم أنها بدأت مسيرتها فى قطاع البنوك ببنك التنمية الصناعية التركى، وشغلت منصب مدير عام وعضو مجلس إدارة فى شركات مختلفة، وتترأس بيكجان كذلك شركة قارون الهندسية المعروفة بمشاريع البنية التحتية.
كما يمتلك وزير البيئة مراد كوروم شركة عقارات ضخمة، حيث بدأ حياته العمل فى شركة الإسكان التركية TOKI فى عام 2005، ومنذ عام 2009 يعمل كمدير عام لشركة العقارات GYO وهو أحد الشخصيات التى تعرف جيدا فى سوق العقارات فى تركيا.
وزير البيئة التركى
وفى إطار توريث الوزرات عين أردوغان وزير الزراعة بكر باكدميرلى وهو ابن الوزير السابق أكرم باكدميرلي، ويعمل عضو مجلس إدارة بنك البركة وسلسلة محلات "بيم" ، وشغل باكدميرلى منصب مدير عام فى شركة غذاء حكومية وشركة من بين أول 500 شركة صناعية فى تركيا.
وتبين أن محمد أرصوى، أول وزير سياحة فى نظام الحكم الرئاسى يمتلك سلسلة فنادق Maxx Royal وشركة ETS Tur التى تعد أحد أضخم شركات السياحة فى تركيا.
تخرج أرصوى من قسم إدارة الأعمال باللغة الإنجليزية بجامعة إسطنبول، وفى بادئ الأمر أسس أشقاء أرصوى شركة ETS Tur السياحية وفى نهاية عام 1999 دخلوا مجال الفنادق وأصبحوا أصحاب نفوذ فى القطاع.
وزير السياحة التركى
والأمر الملفت فى السيرة الذاتية لأرصوى هو استثماراته فى قبرص الشمالية، ففى عام 2010 اشترى أرصوى 51% من أسهم شركة خطوط جوية تركية. ويمتلك أرصوى أيضا فندق Elexus ذى الخمس نجوم الذى افتتح فى سبتمبر من عام 2015 فى مدينة جيرنا ويضم داخله كازينو أكبر نادى قمار.
ومن المعروف أن عائلة أرصوى تتمتع بعلاقات وثيقة منذ القدم مع حزب العدالة والتنمية الحاكم ورئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم.
ويقع فندق Elexus على مساحة 227 ألف متر مربع ويضم مجلس إدارته نيسا أرصوى، زوجة مراد أرصوى الشقيق التوأم لوزير السياحة محمد أرصوى. ويضم الفندق أكبر وأحدث نادى قمار فى منطقة البحر الأبيض المتوسط، وفقا للنشرة التعريفية للفندق.
وخلال المقابلة التى أجرتها مجلة كابيتال مع نيسا أرصوى فى 17 مارس عام 2016، أفادت أرصوى أن من بين شركاء استثمار الفندق البالغ قيمته 200 مليون دولار والدها وهو برلمانى عن حزب الوطن سابقا عن مدينة أضيامان وأحد مؤسسى حزب الخير محمود بوزكورت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة