أكرم القصاص - علا الشافعي

صور.. صانع هدايا أسر الشهداء: فخور بهم وصنعتى أقل حاجة ممكن أقدمها لهم

الجمعة، 15 يونيو 2018 10:42 ص
صور.. صانع هدايا أسر الشهداء: فخور بهم وصنعتى أقل حاجة ممكن أقدمها لهم
كتبت – منال العيسوي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أهدى الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم، أسر شهداء الجيش والشرطة هدايا من نوع خاص، ضمن الاحتفالات بعيد الفطر المبارك ، الهدايا كانت عبارة عن بوستر سجاد، منسوج يدويا مقاس متر فى متر ونصف ، كل بوستر يحمل صورة الشهيد وبجواره أسرته، يتصدره العلم المصرى وكلمة تحيا مصر، وموقع من رئيس الجمهورية، وراء كل بوستر منها حكاية بدأت ولم تنته، تقص يوميا تفاصيل للبطولة والعزة والشرف.
 
"اليوم السابع" التقى أحد صناع هدايا أسر الشهداء من النسيج، التى نفذت فى وقت قياسي، فى إحدى مصانع مدينة العاشر من رمضان التى تعمل فى مجال السجاد، وقف محمود عامر المنسي، يروى حكايته مع بوستر المنسى والدرديرى، وسر إصراره على أن يصنعهما بنفسه .
 
محمود عامر المنسى، أحد أبناء مدينة العاشر من رمضان ، جاء إليها مع أسرته من قرية أكراش بمركز مدينة ديرب نجم محافظة الشرقية فى التسعينيات، ودرس دبلوم صنايع، ثم طور من نفسه وحصل على دورات كمبيوتر في التصميم وعمل بأحد أمبر مصانع السجاد فى العاشر حتى وصل لموقع مراقب جودة ، متزوج ولدية طفلان" أحمد وعمر".
 
محمود رغم أن اسمه يحمل لقب المنسى، لكنه لا يمت بصلة قرابة للشهيد المنسي، لكن كما يقول محمود تشابه اسمه مع اسم الشهيد منحه إحساسا بأن الشهيد أخيه، وكانت هذه كلمة السر وراء إصراره على صنع بوستر المنسى والدرديرى بيده، وهنا يروى مراقب الجودة، كيف توسل لزملائه الصنايعية فى المصنع، أن يقف بنفسه لينفذ بوستر العقيد أحمد الدرديرى، والعقيد أحمد المنسى، قائلا: "بصراحة غيرة كدة علي صور المنسي والدرديري إن حد تاني يعملهم، وقولت أنا أولي بيهم، ومكثت ساعة أبحث عن بوستر لهم، علشان اعملهم بنفسي وأنول الشرف ده ، المنسي بالنسبة لي أسطورة، راجل ضحي بنفسه، زي كتير قبله من الشهداء،  لكن ارتباط اسمه باسمي، اعطانى إحساس انه أخويا، وبجد اكتر واحد بكيت عليه في حياتي كان المنسي، وبكيت اكتر لما شفت حمزة ابن البطل، أدانا كلنا انطباع أن اللي خلف مامتش فعلاً".
 
وعن مراحل تجهيز البوسترات وعددهم، أكد محمود المنسى، أن المراحل ضمت عدة أقسام تبدأ باختيار البوستر وعمل التصميم له، ثم إدخاله لقسم  النسيج ، ثم الطباعة ، ثم التجهيز لوضع الأرضية المناسبة  لكل قطعة والتفصيل والفحص والتغليف وأخيراً الجودة ، كل هذه أقسام ومراحل يمر عليها العمل، وبعدها ينقل للمخازن ومن ثم للتحميل لرصيف الشحن وانجاز العمل مؤكدا أن هناك 1000 عامل اشتغلوا فى البوسترات حتى وصلت ليد اسر الشهداء، وصناعة البوسترات تم على مرتين، الطلبية الأولى كان عددها" 258 بوستر، ثم تم استكمالهم إلى 360  بما فيهم صور الأطفال كمان.
 
ويكمل محمود: " تم الانتهاء من البوسترات فى وقت قياسي، كل سجادة تصميم واحد، ورغم مشقة نسج كل صورة على حدة، فهى ليست استنبة تطبع لكن لكل منها غرزة مميزة وتصميم معقد يحمل كثير من التفاصيل باختلاف كل صورة عن غيرها وهذا مجهود كبير عن باقي الشغل، لأن الطبيعي أننا حين نصنع آلاف السجاد بيكون تصميم واحد للكل، غير لما نغير كل نص ساعة تصميم، وهذا يعد إعجاز.
 
محمود يروى بلهجته البسيطة ، أنه ملؤه الفخر بنفسه بين أسرته وزملاؤه  لانه شارك فى صنع هدايا الشهداء، وأن الأمر أصبح بمثابة ذكري له ولأولاده يحكي لهم عنها، قائلا:" أنا حكيت فعلا لزوجتي وأولادي وبكل فخر، الموضوع مش موضوع هدايا ، لكن بالنسبة ليه كان أمنية، لأني كنت بتمني أقدم خدمه لحمزة ابن البطل المنسي وغمر ابن الدرديري، وجاتلي الفرصة لحد عندي ، وبإيدي عملتهم وشاركت فى هدايا لكل الشهداء، مفيش بعد كده شرف، والحمد لله علي الأقل لو مش هقدر أشوف ولاد الأبطال دي، بس أكيد عارف ومتأكد إن فى كل بيت شهيد، حاجه لمسناها كلنا بايدينا، ودا في حد ذاته شرف كبير".
 
محمود لم يكن مجرد عامل فى مصنع، ينفذ طلبية شغل، أو مجرد رجل يحب الجيش ورجاله، لكنه يحمل سمات ابن القرية الذى تربى على عشق الوطن وحملت ذاكرته حكايات وقصص عن دفاتر الجيش المصري، يعمل فى مصنع صباحا ومساءً في محل زيت سيارات مؤكدا أن العمل ليس عيبا وانما على الكل أن يعمل ويجتهد في مكانه ليقابل مصاعب الحياة". 
 
محمود حين بدء يعرف نفسه، أعلن أنه أبن قريه أكراش بمركز مدينة ديرب نجم محافظة الشرقية، وهى بلد الشهيد احمد عصمت الكتيبة 101، البطل الذي لم ينساه المصريين .
 
محمود كان الوحيد بين أخواته الـ6 لم يدخل الجيش، وأخذ تأجيل ثم إعفاء لكنه كان أبنا لرجل دخل الجيش وعاصر النكسة وانتصارات أكتوبر قائلا:" كل قاعدتنا مع بعض كلام وحكايات عن الجيش واللي كان بيحصل فيه، وأخي الأكبر ضابط شرطه بالإسماعيلية، وأخي الثاني أمين شرطه بنجدة العاشر ، ولما أخذت تأجيل ثم إعفاء كان بالنسبة لي صدمه، كان نفسي أكون جندي من جنود جيشنا العظيم، فأنا تربيت على عزته وشجاعته، وحين أكون في المواصلات لو شفت عسكري بقوم واقعدة مكاني، وكان حلم حياتي ادخل الجيش من كتر ما سمعت عن الروح والعزيمة والبطولة لكن قدر الله وما شاء فعل".
 
1 (1)
 

1 (2)
 

1 (3)
 

1 (4)
 

1 (5)
 

1 (6)
 

1 (7)
 

1 (8)
 

1 (9)
 

1 (10)
 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود عامر المنسي

اللهم أرحم شهدائنا

شرف لي ولزملائي صنع تلك الهدايا لذوي الشهداء

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة