أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 15 يونيو 1967.. عبدالناصر يستمع إلى خطة «الأعماق الثلاثة» من الفريق عبدالمنعم رياض بحضور الفريق محمد فوزى

الجمعة، 15 يونيو 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 15 يونيو 1967.. عبدالناصر يستمع إلى خطة «الأعماق الثلاثة» من الفريق عبدالمنعم رياض بحضور الفريق محمد فوزى عبد الناصر وعبد المنعم رياض

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رحب الرئيس جمال عبدالناصر، بالفريق عبدالمنعم رياض، كان اللقاء فى منزل عبدالناصر وضم الفريق أول محمد فوزى القائد العام للقوات المسلحة الجديد، وامتد لساعات مساء يوم 15 يونيو «مثل هذا اليوم»، عام 1967، وجاء بعد أربعة أيام من تعيين «رياض» رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة «11 يونيو»، ويسجل وقائعه الإعلامى والكاتب صلاح زكى أحمد فى كتاب له «تحت الطبع»، بعنوان «الفريق رياض»، ويعتمد على حوار مطول سجله مع الفريق فوزى عام 1985.
 
يذكر زكى: «بعد دقائق صُرفت للترحيب للقائد القادم من عمان، دّخلّ «رياض» فى الموضوع، كيف نواجه الكارثة بصورة عاجلة ومُرتبة، ومّنحهُ الرئيس الفرصة كاملة فى الحديث، غير أنه لاحظ الحرص على الإشارة بأن ما يقوله جاء أثر مناقشة مُعمقة مع الفريق أول «محمد فوزى»، وتحدث «رياض» عن الجانب الذى يفهم فيه ما يفوق علم وتجربة الكثير من كبار جنرالات الحرب فى كل أنحاء العالم، تحدث عن الدفاع الجوى، قائلًا: 
«سيادة الرئيس سماء مصر من أسوان حتى الإسكندرية، فضلاً عن منطقة القناة والبحر الأحمر بلا غطاء جوى أو دفاع جوى، ولذلك فقد جئت بخطة أولية أسميتها «الأعماق الثلاثة».. بدا الاسم جديدًا بالنسبة للرئيس، مما دعاه إلى ترديده أكثر من مرة، طالبًا مزيدًا من الإيضاح، لكنه لاحظ أن الأمر عند الفريق فوزى مختلف، حيث أمن على كلام رياض، ولما علم أن الموضوع تم مناقشته بينهما استراح، معلقًا: «أول علامات النصر هى وحدة القيادة، هذا ما فقدناه طوال سنوات مضت»، وحسب زكى نقلا عن الفريق فوزى، فإن الرئيس تحدث فى هذا الملف ما يقارب الساعة، ومما قاله: «لا أريد ان أستفيض فى هذا الملف، ولكن وجدت الحديث فيه لازمًا، فالبلد يحتاج إلى ثورة جديدة، ثورة عنوانها الطهارة والصدق والعلم والرجل المناسب فى المكان المناسب».
 
دعا عبدالناصر، الفريق رياض إلى استكمال الحديث، فعاد رياض لأوراقه قائلاً:«سيادة الرئيس، الأعماق الثلاثة التى أقصدها، هى منطقة الصعيد الأعلى، من جنوب أسوان والسد العالى حتى جنوب القاهرة، هذه هى المنطقة الأولى، أما الثانية، فهى القاهرة وشمالها، أى الدلتا كلها وحتى الساحل الشمالى إلى مرسى مطروح، أما المنطقة الثالثة والأخيرة، فتشمل منطقة قناة السويس وطول الشاطئ الموازى للبحر الأحمر.. هذه المناطق الثلاث يا سيادة الرئيس مكشوفة جويًا تمامًا، وعلينا التحرك على الوجه التالى، أولًا: «نبدأ بتغطية المنطقة الأولى، أى بدفع كتائب الصواريخ وبطاريات الدفاع الجوى إلى هناك فضلًا، عن تحويل القواعد الجوية إلى مراكز مُشتركة من الأسلحة الثلاث، أو ما سبق أن أسماها المؤرخ العسكرى البريطانى الكبير»، ليدل هارت، بـ«كيس النار».
 
هنا أمّنّ الرئيس «عبدالناصر» على ذلك المصطلح الذى سبق أن قام بتدريسه لطلابه فى كلية أركان الحرب، وهنا أضاف الفريق فوزى بفكرة من شأنها تعزيز المُقترح الذى تقدم به زميله، وقال: «لاستكمال هذه المراكز لمهمتها على أكمل وجه ينبغى القيام بتوفير شبكة رادار قوية ومُتعددة المهام والقدرات».
 
كان الرئيس مُتابعًا هذا الحوار، وهو فى حالة نادرة من الاسترخاء، والابتسامة الهادئة تسبغ الوجه المهيب، أما الفريق «رياض» فقد توقف عن الحديث مُنتظرًا انتهاء مُفردات عزومة عشاء مُفاجئة بوجه صبوح وملامح باسمة، مُستئذنًا بكوب من الماء لتناول بعض الدواء.
 
سارع الرئيس بالاطمئنان على الفريق «رياض» مُستفسرًا عن صحته، طمأنه بأن الأمر لا يستدعى أى قلق، فثمة متاعب فى المعدة لتغير المُناخ فى الأردن عما هو قائم فى مصر.
 
المهم عادت الكلمة إلى الفريق «رياض»، وقال: «الوضع القتالى فى المنطقة الثانية والثالثة يماثل الأولى، المناطق الثلاث مكشوفة أعيد وأُذكر أن الأولوية ينبغى أن تُعطى للمنطقة الأولى التى تبدأ من عند جنوب أسوان».
 
هنا تدخل الرئيس مُستئذنًا بالدخول فى الاقتراح المُقدم، بادئًا كلامه بمعلومة وخبرة غلفها بابتسامة يقصد منها التواضع، قال: بوصفى أستاذ استراتيجية سابق، فهناك معضلة حقيقية، ما تقوله يستلزم توفير عدد كبير من الصواريخ والطلعات الجوية والمدافع المضادة للطائرات، وسبق أن أعددت خلال الأيام القليلة الماضية مشروع مطالب عاجلة إلى الاتحاد السوفيتى تتعلق جميعها بالتسليح، وكذلك مجموعة من الترتيبات الدفاعية العاجلة، ولحُسن الحظ أن الرئيس السوفيتى «نيكولاى بودجورنى» سوف يأتى إلى القاهرة على رأس وفد عسكرى كبير يضم رئيس الأركان ماريشال «زاخاروف» يوم 21 من شهر يونيو الحالى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة