يعيش جميع المسلمين حول العالم حاليا فى رحاب شهر رمضان الكريم، إلا أن الشهر الكريم له طقوس خاصة لدى الأطفال فى الكويت، والذين ينتظرون منتصف شهر الخير والبركة، للاحتفال بما يسمى بـ (مهرجان القرقيعان).
ويبدأ أطفال الكويت فى الاعداد لـ (القرقيعان) منذ اليوم العاشر للشهر الفضيل؛ حيث يقومون بتجهيز الملابس الكويتية التقليدية، استعدادا لمهرجان (القرقيعان)، والذى يعتبر من العادات الشعبية الرمضانية فى الكويت، بعد أن توارثتها الأجيال منذ قديم الأزل، جيلا بعد جيل.
ويعتبر الأطفال هم الأبطال الحقيقيين لمهرجان (القرقيعان)؛ حيث يقومون بارتداء الملابس التقليدية التراثية، ويجوبون الشوارع والأزقة، مبتهجين بهذه المناسبة الرمضانية ابتداء من منتصف شهر رمضان المبارك، حاملين أكياسا يجمعون فيها الحلوى والمكسرات التى يحصلون عليها من أصحاب البيوت، والتى تسمى (القرقيعان).
ويجوب الأطفال الشوارع والأزقة بالكويت، مرددين أغانى (القرقيعان)؛ ومنها (قرقيعان وقرقيعان ، بيت أقصير ورمضان، عادت عليكم صيام كل سنة وكل عام، يا لله تخلى ولدهم، يالله خلى لأمه يالله، عسى البقعة ما تخمة ولا توازى على أمه)، بينما تقوم ربات البيوت بتوزيع حلوى ومكسرات (القرقيعان) على الأطفال؛ وذلك لمدة تتراوح ما بين ثلاثة إلى خمسة أيام.
ويختلف زى الأولاد عن الفتيات خلال احتفالهم بأيام مهرجان (القرقيعان) الثلاثة أو الخمسة؛ حيث يرتدى الأولاد القحافى، بينما ترتدى الفتيات البخانق فوق الفساتين، وكلاهما من الملابس التراثية الكويتية؛ حيث يتم تفصيلهما خصيصا للأطفال فى بداية الشهر الكريم، ابتهاجا بتلك المناسبة.
أما معنى أو أصل (قرقيعان) فشهد اختلافا نوعيا بين العديد من المفسرين، فالبعض قال إن "القرقيعان" هو لفظ عامى كويتى مأخوذٌ من قرع الباب؛ وذلك لأن الأطفال يقومون بقرع أبواب البيوت فى هذه المناسبة، ولذلك سميت المناسبة بـ (القرقيعان)، بينما يرى البعض الآخر أنه مشتق من (قرَّةُ العين)، وهو ما فيه سرور الإنسان وفرحه، ومنه قول الله عزَ وجل (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ)، أما القول الثالث فيرجع تسمية لفظ (القرقيعان) إلى اللهجة الشعبية فى أغلب مناطق الخليج العربى بشكل خاص، والعالم العربى بشكل عام؛ حيث استخدام الأطفال فى الماضى بعض الأوانى مثل الطاسة والأوانى للقرع عليها.
وحلوى (القرقيعان) تكون مزيجا من المكسرات والحلويات، وتحرص ربات البيوت على شرائها من المتاجر ومحلات العطارة فى بداية الشهر الكريم، خاصة وأنه مع التطور الزمنى، أصبحت بعض المحلات تبيعها فى عبوات منفصلة، لتعطى لكل طفل على حده، فيما تقوم بعض المحال الأخرى ببيعها بالكيلو جرام أو بعبوات كبيرة مختلفة الأوزان، فيما تقوم ربة المنزل بتقسيمها على الأطفال عند مرورهم على بيتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة