بإعادة شريط ذكريات الأحداث منذ ثورة 30 يونيو التى أطاحت بحكم الإخوان، نتذكر مشاهد وقرارات خاصة بفك قبضة الإخوان والسلفيين عن المساجد والزوايا، وأصدرت المؤسسات الدينية - منذ هذا التاريخ - قرارات كالخطبة الموحدة وغلق الزوايا ومنع مكبرات الصوت وغلق المساجد عقب كل صلاة، فهل استعادت الدولة المصرية المساجد من قبضة الإخوان والسلفيين الذين كانوا يسيطرون عليها بشكل فج خلال العهد الإخوانى وخاصة فى شهر رمضان، وهل سنجنى الآن ثمار قرارات المؤسسات الدينية بشأن عودة المساجد لطبيعتها؟.. مسئولون بالأزهر والبرلمان، بالإضافة لقيادات سابقة بجماعة الإخوان، أكدوا أن الدولة ممثلة فى الأزهر والأوقاف استطاعوا إعادة المساجد وحل قبضة الإخوان والسلفيين عنها، ليس هذا فسحب، بل حجمت منابع الأفكار المتشددة وتصدت لفكرة تطويع الدين لتحقيق مكاسب سياسية.
الشيخ صالح عبد الحميد، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، قال إن الأزهر وجميع المؤسسات الدينية تحركت طوال الفترة الماضية لمواجهة الأفكار المتطرفة على أرض الواقع من خلال القوافل الدعوية التى أقيمت فى مختلف المحافظات، بالإضافة إلى الالتزام بالخطبة الموحدة، وعدم خلط السياسة بالدين فى المساجد، والسيطرة الكاملة على المساجد فى جميع أنحاء الجمهورية لمنع تسلل أى من الجماعات الدينية المتطرفة.
وأضاف عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف فى تصريح لـ" اليوم السابع" أن الأزهر من 5 سنوات ماضية وهو يواجه الفكر المتطرف بطرق متعددة وكان أبرزها تأسيس المركز العالمى للرد على الشبهات والفكر المتطرف بمواقع التواصل الاجتماعى، بالإضافة إلى تغيير المناهج التعليمية فى مراحل التعليم الأزهرى المختلفة.
وتابع أن الأزهر والأوقاف وجميع المؤسسات الدينية لها دور مهم فى محاربة الفكر الإرهابى، وانتشار الفكر المتطرف الذى كان يتوغل فى أنحاء الجمهورية قبل 30 يونيو، أما الآن فتم القضاء على هذا الفكر.
"دينية البرلمان" ترصد جهود الدولة فى مواجهة الجماعات
الدكتور عمر حمروش، أمين اللجنة الدينية بمجلس النواب، قال إن المؤسسات الدينية تقوم بدور ملموس وحقيقى فى مواجهة الفكر الإرهابى الذى تغلل خاصة فى فترة حكم الإخوان وبعد عزلهم، وكانت فترة صعبة على الشعب المصرى وعلى مؤسسات الدولة المختلفة، لافتا إلى أن مؤسسات الدولة أدت دورا كبيرا فى القضاء على الفكر الإرهابى من خلال السيطرة المحكمة على المساجد وعلى المنابر التى كان يسيطر عليها الإخوان والسلفيون.
وأضاف أمين اللجنة الدينية بمجلس النواب فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن هناك تشريعات نناقشنها فى البرلمان خاصة بفرض العقوبات على مخالفى الخطبة وانتشار الفتاوى الشاذة، بالإضافة إلى المتابعة الدورية مع وزارة الأوقاف والأزهر والإفتاء فى خططهم لمواجهة الفكر الإرهابى وعقد اللقاءات الشبابية وتنظيم القوافل فى مختلف المحافظات للقضاء على الفكر المتطرف، الذى حاول الانتشار بين الشباب فى محافظات مصر.
قيادى سابق بالإخوان: انخفاض "المتاجرة بالدين" من قبل الإخوان والسلفيين
وقال إبراهيم ربيع القيادى السابق بجماعة الإخوان: "شهر رمضان المبارك، كان فى عهد الإخوان شادرا للمتاجرة والمزايدة الإخوانية السلفية فى المساجد، والآن يشعر المسلمون هذا العام بهدوء نسبى فى المساجد وانخفاض منسوب المتاجرة والمزايدة الدينية التى كان يمارسها مدعو العلم الشرعى من عناصر الإخوان والسلفيين، ويعود بعض الفضل لقرارات وزير الأوقاف فى إبعاد هذه العناصر من مساجد الوزارة ومتابعة المساجد".
وأضاف "ربيع" فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن الفضل الأكبر فى تحرير المساجد من قبضة الإخوان والسلفيين يعود للحصار الاجتماعى والممانعة الشعبية التى فرضها الشعب المصرى على الحناجر الإخوانية والسلفية التى كانت تنتهز الشهر الفضيل لتفرض وصايتها على وجدان وعقل المصلين، وتبث خطابها الانتهازى والمزايدة على إيمان وعبادة المصريين".
وتابع: "نتمنى من وزير الأوقاف أن يتابع الخلايا النائمة فى بعض إدارات الأوقاف التى ما زالت تتستر على عناصر الإخوان والسلفيين فى بعض مساجد الوزارة، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أتمنى أن يكون لوزارة الأوقاف خطة ممنهجة ولها توقيت زمنى متدرج لضم المساجد التابعة للجمعية الشرعية وجمعية أنصار السنة لأنها مازال بها الكثير من عصابات الإخوان والسلفيين، مضيفا: "فى دولة القانون لا ينبغى السماح لأى كيان موازٍ أن يقوم بدور الدولة تحت أى مسمى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة