لا شك أن منصات التواصل الاجتماعى قد تحولت إلى ساحة كبيرة للباحثين عن إظهار مواهبهم، كى يجدوا متنفسا لهم إلى العالم الكبير الذى كان من قبل صعبا على أمثالهم الولوج إليه، أحدث هؤلاء الواصلين إلى العالم الكبير عبر شاشات الإنترنت كانتا "صفاء وعزة"، فتاتان تعرفان نفسيهما بتعريف بسيط "إحنا بندور على فرصة للتمثيل"، ووسيلتهما فى البحث عن هذه الفرصة لم يكن سوى الخروج فى فيديوهات لايف، ومخاطبة جمهورهم، عل فرصة ما تأتى لهم.
"صفاء وعزة" فتاتان من المنوفية، أصبحتا فى الأيام الأخيرة محل اهتمام كبير على مواقع التواصل الاجتماعى، آخر فيديوهاتهم "اللايف" التى تحاوران فيها شابا كرديا مقيم فى بريطانيا، يدعى "جاويش" أو "شاويش" كما أسميتاه هما نال حوالى 2 مليون مشاهدة على صفحتهما بخلاف الصفحات الأخرى التى حملت الفيديو بدورها.
"اليوم السابع" تواصلت مع "صفاء" و"عزة" الفتاتين اللتين تبحثان عن فرصة لـ "التمثيل" عبر الفيس بوك، لتنقل قصتهما كما أرادتا هما أن ينقلاها لمتابعينهم، على لسانهم.
تقول "صفاء" إن "عزة" هى ابنة عمها، والصدفة البحتة فقط هى من قادتهما للشهرة، فـ"جمال" شقيق عزة يعرف منذ زمن طويل رغبتهما المشتركة فى أن ينالا فرصة للتمثيل، فانشأ لهم صفحة على موقع "فيس بوك"، وعلمهما كيف يستخدمان خاصية الظهور "اللايف"، وقد كان أول فيديو يقدمانه إلى الجمهور فى هذه الصفحة مجرد "صدفة"، لكنهما فوجئا بحجم التفاعل مع الفيديو الذى يقدمانه.
وبحسب رواية "صفاء" فإنها و"عزة" من مركز "منوف" بمحافظة "المنوفية"، ويعملان فى "الخدمة المنزلية" بالقاهرة، حيث لم يصادفهما الحظ فى استكمال تعليمهما، أول فيديو لم يكن فيه أحد، لكن بالمصادفة أيضا أحدهم عثر على الفيديو ونشره ليجد قبولا رهيبا، وتبدأ رحلتهما فى الانتشار الواسع لفيديوهاتهم، لا فى مصر وحدها ولكن فى العالم العربى أجمع، ليصبح لديهما متابعين من عدة بلدان.
رغم هذا الانتشار إلا أن "صفاء وعزة" وجدتا أيضا هجوما و"شتائم" من البعض، بل ومحاولات استغلالهما من أحد المنتجين التليفزيونيين بحسب قول "صفاء"، تقول:" فى البداية كنا بنتحرق من الشتيمة، وفيه فيديو بكينا فيه من كتر الشتايم اللى جت لنا"، لكن سألت نفسى أنا عملت إيه، إحنا مش بنضر حد، ولا بنضايق حد، اتشتمنا ليه".
مع الوقت اعتادت "صفاء وعزة" على "رزالة" بعض مستخدمين مواقع التواصل، ومع الوقت أيضا وجدتا طريقة لإحراج من يشتمهما، عبر أدخاله طرفا ثالثا فى المحادثة، ليجعلاه هو الآخر مادة للسخرية من المتابعين.
وتستكمل صفاء حكاية الصفحة، فتقول إن تلك الصفحة والفيديوهات التى يبثونها غيرت من شكل حياتهما، وبكلماتها البسيطة تصف الأمر: " نجحنا يبقى لينا لزمة، كنا قايمين صاحيين نحلم الناس تعرفنا، بقينا نصحى الصبح فرحانين إن لينا جمهور".
لكن أمل صفاء وعزة أكبر من مجرد أن يكون لهما جمهور على مواقع التواصل الاجتماعى، فهما يتمنيان أن يجدا طريقهما نحو "السينما" أو "التليفزيون" أو "المسرح"، ليكون للأمر عائد مادى يحسن من حياتهم الشخصية، التى كشفت لنا "صفاء" عن جزء منها.
عن حياتها الشخصية قالت صفاء: "أنا نفسى أعيش حياة كويسة، واتعرف ويكون معايا فلوس كويسة تخلينى أعرف أرجع بنتى الموجودة دلوقتى عند أبوها، أنا كنت متجوزة من وانا عندى 17 سنة، وسبت جوزى من حوالى 5 سنين، أما بنتى فهى موجودة دلوقتى عند جوزى اللى قالى لو عايزاها تصرفى انتى عليها، وأنا للأسف مش هقدر أصرف عليها، عزة أيضا ظروفها صعبة، فقد طلقها زوجها الأول لأنها لا تنجب، وحين تزوجت من شخص آخر توفى بعد أشهر قليلة، وهو ما جعل أهالى البلد يتغامزون عليها من خلف ظهرها بأنها "فقرية"، وأصبح أمنيتها أن تترك هذه "البلد" للأبد".
لا تخشى صفاء وعزة من لوم الأهل على هذا الظهور، تقول إن أبوها وأمها لا تعرفان "الفيس بوك" أو "الانترنت"، ولن يعرفا ما يفعلانه، أما صاحبة العمل فهى ربما تعرف ما يفعلانه فى أوقات فراغهما، وأنها مؤخرا باتت تلمح لهما، لكنها على كل حال كما تقول "صفاء"، إنسانة طيبة ولن تأذيهما.
تنتظر "صفاء وعزة"، الفرصة بفارغ الصبر، وحتى تأتى تلك الفرصة فسيظلان يقدمان "الفيديوهات اللايف" على الفيس بوك، يسعدان بأنهما باتا معروفتين، فاللحظة الأسعد فى حياتها كما تقول لـ"اليوم السابع" هى تلك اللحظة التى استوقفتهما فيها فتاتين لتقولا لهما إنهما يتابعانهما على "فيس بوك"، "ساعتها كنت هطير من الفرحة" هكذا وصفت صفاء هذا الموقف.
فى نهاية "الحوار" مع صفاء، تشككت فى حكاية "صفاء وعزة" كما ترويانها، فقلت لهما: "أنا عندى إحساس إن ده جزء من الصورة اللى بتقدموها عن نفسكم، وإنكم بنتين متعلمين ودارسين وبتقدموا نفسكم فى الشكل ده كجزء من عملية تقديم نفسكم كممثلين، وبعدين تظهر شخصيتكم الحقيقية وتقولوا لكل الناس إحنا خدعناكم وبنعرف نمثل".
ضحكت صفاء وقالت: "محدش يكره العلام، إحنا بنقول الحقيقة والله ودى قصة حياتنا وما بنكذبش، أنا لا اتعلمت ولا درست، وفعلا شغالة فى "الخدمة المنزلية"، والإنسان البسيط برضه ليه حق إنه يتعرف ويشتهر وحياته تتغير، الفرصة مش واقفة عند المتعلم الدارس اللى كانت ظروف حياته كويسة، ممكن يوم تيجى لإنسان بسيط مادام هو شخص موهوب وطيب".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة