بمزيد من القراءة اليومية للنتائج الرسمية التفصيلية للانتخابات الرئاسية 2018، نقف على أرقام جديدة تقودنا إلى دلائل ومعطيات مهمة تنير الطريق فى المحاولة لفهم السلوك الانتخابى للمواطن المصرى ومدى تحرك الكتل التصويتة فى المحافظات، وفى المقال التحليلى الثالث لنتائج الانتخابات الرئاسية سأقف على أرقام لها علاقة بالأعلى والأقل فى الأعداد والنسب.
محافظة القاهرة هى الأعلى فى عدد الأصوات الصحيحة على مستوى الجمهورية بواقع 2 مليون و332 ألفا، ولكن هذا ليس شرطا لأن تكون هى الأعلى فى نسبة المشاركة، فهى حققت نسبة مشاركة تقترب من 35%، بينما الأعلى فى نسبة المشاركة كانت من نصيب محافظة مثل الوادى الجديد بواقع 58.76%، وهى نسبة تدفعنا لمزيد من دراسة الخصائص السكانية لهذه المحافظة، لأنها كانت بعيدة عن أعين الإعلام والحملات الانتخابية، ولم تقم فيها مؤتمرات جماهيرية حاشدة كالتى أقيمت فى القاهرة، بينما نسبة الوعى فيها أعلى بمراحل ليس من القاهرة فقط، ولكن من محافظات القاهرة الكبرى كلها القاهرة والجيزة والقليوبية.
المحافظة الوحيدة التى شغلت مرتبة فى أعلى 5 محافظات حققت أصواتا صحيحة، وأعلى 5 محافظات حققت نسبة مشاركة كانت محافظة الغربية، فبلغ عدد الأصوات الصحيحة فيها «مليون و612 ألف صوت» بواقع نسبة مشاركة 50.98%، والرقمان يضعان المحافظة فى منطقة مختلفة عن باقى المحافظات فى الإطار التحليلى، نظرا لدلالات كل رقم مقارنة بمحافظات كبيرة كالشرقية والدقهلية، كلتاهما حققت أرقام تصويت عالية بواقع مليون و833 ألفا للأولى، ومليون و820 ألفا للثانية، فى حين أن كلتا المحافظتين خارج قائمة أعلى 5 محافظات فى نسب التصويت.
فى المقابل، كانت هناك محافظتان سجلتا المرتبتين الأقل فى نسب المشاركة والرابط بينهما أنهما من كتلة الصعيد، المحافظة الأولى هى أسوان والثانية قنا، أسوان سجلت أقل مشاركة فى مصر بواقع 29.8%، وتلاها فى الأقل مشاركة قنا بواقع 29.96%، والحقيقة أن محافظتين بحجم أسوان وقنا تحتاجان من المحللين والباحثين الدراسة عن أسباب قلة المشاركة، وهل يرتبط ذلك بالفقر، بضعف الخدمات، بتوجه رعاية الحكومة لمحافظات أخرى غيرهما مثلا، لأنه إذا ما وضعنا إلى جوار هذا الرقم، نسبة مشاركة محافظة تتبع قطاع الصعيد أيضا مثل محافظة الفيوم، فستجد أن نسبة المشاركة فيها وصلت إلى 44.36%، بفارق حوالى 15% عن قنا وأسوان، والتحليل الأولى يتجه إلى أن الفيوم تحظى السنوات الماضية برعاية المجتمع المدنى، وسبق أن نظمت فيها وزارة الصحة أكثر من قافلة طبية، وسبق أن تحدث عنها رئيس الوزراء فى أكثر من مناسبة.
نسبة 4%، كانت هى الأقل فى كل نسب التصويت الباطل بكافة المحافظات، وكان لمحافظة الأقصر النصيب فى احتلال المرتبة الأولى فى المحافظات الأقل فى نسب التصويت الباطل، والحقيقة أن تحقيق الأقصر لهذا الرقم يعكس درجة وعى أكثر أو تقدما تنظيميا فى العملية الانتخابية أدى إلى أقل قدر ممكن من الأصوات الباطلة فى مقارنة محافظات أخرى.
اليوم، قدمت لحضراتكم معلومات جديدة من واقع النتائج الرسمية، وحاولت جاهدا أن أربطها بالتشريح السكانى لكل محافظة فى محاولة أكبر للاستنتاج دلالات ما بعد العملية الانتخابية، وغدا بإذن الله أرقام جديدة ومعطيات جديدة تقودنا لفهم أوسع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة