لا تدخر الدولة المصرية أى جهد لوقف إطلاق النار فى سوريا ووقف نزيف الدماء فى البلاد وإيجاد حل للصراع الذى دخل عامه السابع، وتتحرك مصر فى عدة مسارات لإقرار وقف إطلاق النار فى سوريا أبرزها التحرك عبر المنظمات الدولية كالأمم المتحدة أو التنسيق والتشاور مع الأطراف الإقليمية والمعتدلة المعنية بحل الأزمة السورية سلميا.
وفى إطار الاهتمام المصرى والدولى لإقرار هدنة فى الغوطة الشرقية، كشفت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية عن خطة روسية فى مدينة الغوطة الشرقية تتضمن تقسيم شرق العاصمة دمشق إلى شطرين، شمالى وجنوبى، موضحة أن الخطة تركز على ضم الشطر الشمالى إلى منطقة خفض التصعيد مع جيش الإسلام بوساطة مصرية وضمانة روسية.
القصف فى سوريا
وأوضحت الصحيفة فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى، اليوم الجمعة، أن الجزء الآخر من الخطة يشمل عزل الشطر الجنوبى الذى يضم فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام الإرهابية وبعض الحضور لحركة أحرار الشام مع تكثيف القصف والعمليات العسكرية لإخراج النصرة أو تكرار نموذج حلب بتطبيق سياسة الأرض المحروقة.
بوتين
وأكدت وجود رابطاً ضمنياً بين سير العمليات العسكرية والقصف المدعوم روسيا فى الغوطة من جهة وعمليات الجيش التركى وفصائل معارضة صوب عفرين شمال غربى حلب الجارية بضوء أخضر روسى أيضاً من جهة ثانية.
وأقر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين خطة عسكرية للسيطرة على غوطة دمشق مع توفير كل الإمكانات العسكرية لتحقيق ذلك قبل موعد الانتخابات الرئاسية فى 18 الشهر الجارى. ولاعتبارات مختلفة، جرى إقرار خيار تقسيم الغوطة إلى شطرين.
وقال دبلوماسي غربى للصحيفة أن الخطة قضت بأن تتقدم قوات العميد سهيل الحسن المعروف بـ"النمر" من الطرف الشرقى من النشابية وأوتايا لتلتقى مع قوات الفرقة الرابعة التابعة للحرس الجمهورى السورى التى بدأت العمليات من طرف حرستا وإدارة المركبات، مشيرة لسرعة تقدم قوات "النمر" التى اتبعت أسلوب الأرض المحروقة بدعم روسى وبطء تقدم القوات الأخرى من الجبهة الأخرى وقيام مقاتلى أحرار الشام بعمليات عكسية.
سهيل الحسن
ودعا مجلس الأمن الدولى، أول أمس إلى تنفيذ قراره الصادر فى 24 الشهر الماضى الذى يطالب بوقف إطلاق النار فى عموم سوريا لمدة 30 يوما وإدخال المساعدات، لكن للمرة الثانية لم يسمح بدخول المساعدات يوم أمس.
وتستند الخطة الروسية إلى القرار 2401 وإشارته إلى أن وقف النار لا يشمل داعش والقاعدة، إضافة إلى كل الأفراد والمجموعات المرتبطة بالقاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى بحسب تصنيف الأمم المتحدة، إذ إن الجانب الروسى يعمل مع الجانب المصرى لتحييد دوما عن العمليات العسكرية، عبر تجديد التزام اتفاق خفض التصعيد الذى أنجز فى القاهرة صيف العام الماضى.
ميدانيا، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، الجمعة، إنه لم تحدث ضربات جوية أو قصف للغوطة الشرقية لدمشق خلال الليل لأول مرة منذ 10 أيام.
وفي سياق متصل، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا لرويترز إن قافلة إغاثة تضم 13 شاحنة تنتظر خارج الغوطة الشرقية لتسليم مساعدات غذائية للجيب الخاضع للمعارضة.
وسمحت الحكومة السورية لقافلة إغاثة من الأمم المتحدة بالدخول إلى الغوطة الشرقية، الاثنين، لكنها جردتها من بعض الإمدادات الطبية واضطرت لمغادرة الجيب قبل أن تنتهي من إفراغ حمولتها بسبب القتال.
بشار الأسد
وأصدر مجلس الأمن قرارا في 24 فبراير يطالب بهدنة لمدة 30 يوما فى جميع أنحاء سوريا، لكن الحكومة السورية وحليفتها روسيا قالتا إن الهدنة لا تشمل جماعات المعارضة المسلحة فى الغوطة الشرقية، التى يصفونها بأنها جماعات إرهابية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة