صدر بالمكتبات الغربية أحدث الكتب التى تتحدث عن علاقة الإخوان بالغرب للمؤلف مارتن فرامبتون.
ووفقا لموقع جامعة هارفارد، فإن كتاب فرامبتون أستاذ التاريخ البريطانى، والذى يحمل عنوان "الإخوان المسلمين والغرب.. تاريخ من العداء والمشاركة"، هو أول تاريخ شامل للعلاقة بين الجماعة والقوى الغربية التى هيمنت على الشرق الأوسط فى القرن الماضى وهما بريطانيا والولايات المتحدة.
ففى العقود التى تلت ظهور الإخوان فى مصر فى العشرينيات، ظلت فكرة "الغرب" أساسية للجماعة لرؤيتها ودافع رئيسى لسلوكها. فمنذ تأسيسها، عارض الإخوان الإمبراطورية البريطانية والتأثير الثقافى الغربى على نطاق أوسع. ومع توانى نفوذ بريطانيا مقابل صعود أمريكا، تأرجح قادة الإخوان بين القلق وجنون العظمة بشأن الغرب والحاجة للتعامل معه.
ومن جانبهم، كافح المسئولون الغربيون لفهم الإخوان ولم يتأكدوا مما إذا كان ينبغى أن يتم اعتبار الجماعة متعصبة وخطيرة ، أم يقوموا باحتضانها كشريك حتمى ومعتدل فى المشهد السياسى فى المنطقة. وفى كثير من الأحيان، فشل الدبلوماسيون فى رؤية الجماعة بشروطها الخاصة، وفضلوا أن يفرضوا أجندتهم الخارجية وهواجسهم.
ووفقا لعرض لهذا الكتاب قدمته صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية بعنوان "صعود وسقوط الإخوان المسلمين"، تقول إن المؤلف فرامبتون، وهو مؤرخ يعمل حاليا فى جامعة كوين مارى بلندن، يغطى الإخوان منذ تأسيس حسن البنا لهم عام 1928 حتى عام 2010، قبل ثورة يناير. إلا أنه يركز فى الكتاب على الاستجابات الدبلوماسية للحركة فى عام 1936 عندما أرسل المندوب السامى البريطانى فى هذا الوقت رسالة إلى الإمبراطورية تسجل حفل شاى مع حوالى 200 إخوان وصفهم بأنهم شباب متدين إلى درجة التعصب.
وأوضح الكتاب، أنه بعد حادث 4 فبرير 1942، شعر كثيرون أن الإخوان أمامهم فرصة حقيقية للحصول على مقعد فى البرلمان فى المدينة التى نشأ فيها التنظيم، وكان البنا واحدا من 17 مرشحا تشاركوا برنامجا يدعو لتطبيق الشريعة، وكان لامبسون متشككا . وتحت الضغوط البريطانية، أقنع النحاس البنا ورفاقه بالانسحاب من الانتخابات مقابل قيام الحكومة بإجراءات مثل منع الدعارة ووضع قيود على بيع الكحول فى رمضان.
هذا الاتفاق، كما تقول الصحيفة كان مؤشرا مسبقا لمسار العلاقة بين الإخوان والحكومات العربية كما رآها المسئولون الغربيين على مدار أكثر من ثمانية عقود، ما بين التكيف إلى المواجهة مع العديد من المراحل المتوسطة.
ويستند المؤلف فى كتابه على وثائق لم يسبق لها مثيل، حيث ترى الصحيفة البريطانية، أن كتابه يملأ فجوة مهمة وسيكون القراءة الأساسية ليس فقط للباحثين ولكن لأى شخص يسعى لفهم العلاقة بين الدين والسياسة التى تنطوى دائما على إشكالية فى الشرق الأوسط المعاصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة