تحركات قطرية مشبوهة، زادت وتيرتها فى الآونة الأخيرة داخل الساحة التونسية التى تموج بحالة من الحراك غير المشهود، مع اقتراب الانتخابات النيابية والرئاسية المقرر إجراؤها خلال الأشهر الأولى من عام 2019، والتى يرغب يحاول من خلالها أمير قطر، تميم بن حمد الدفع بجماعة الإخوان، ممثلة فى حركة النهضة إلى صدارة المشهد مجدداً بعدما خسرت الدوحة العديد من عملائها الإقليميين خلال السنوات القليلة الماضية.
وتتزامن التحركات القطرية، فى وقت يحقق فيه قطاع الحرس الوطنى التونسى فى ملف "الجهاز السرى" لحركة النهضة ـ الذراع التونسية لجماعة الإخوان ـ بعدما كشف تحريات سابقة وقوف الجهاز وراء سلسلة اغتيالات طالت سياسيين يساريين بينهم شكرى بلعيد ومحمد البراهمى وآخرين، بخلاف تخطيط الجهاز السرى لاغتيال الرئيس التونسى الباجى قايد السبسى، وهى التحقيقات التى سيكون لها آثر بالغ على شعبية حركة النهضة ومرشحيها فى الانتخابات النيابية والرئاسية المرتقبة.
وكانت النيابة العامة التونسية، قد أحالت منتصف الأسبوع الماضى، ملف "الجهاز السرى” لحركة النهضة إلى الوحدة المختصة بجرائم الإرهاب، لمواصلة الأبحاث والتحقيق فى مختلف الوثائق والأدلة التى قدمتها هيئة الدفاع عن ملف اغتيال المعارضين شكرى بلعيد ومحمد البراهمى، والتى تدين هذا التنظيم الإخوانى.
وقال الناطق الرسمى باسم القطب القضائى لمكافحة الإرهاب، سفيان السليطى، فى أن النيابة العمومية بالقطب القضائى لمكافحة الإرهاب قررت يوم 28 نوفمبر 2018 إحالة الدعوى القضائية التى تقدمت بها هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمى، حول ما عرف بـ"الجهاز السرى الخاص التابع لحركة النهضة" إلى الوحدة الوطنية للأبحاث فى جرائم الإرهاب، التابعة للحرس الوطنى.
وذكرت تقارير إعلامية تونسية أن أمير قطر تميم بن حمد يحاول التسلل إلى المشهد التونسى عبر بوابة "الوساطة" بين راشد الغنوشى، رئيس حركة النهضة، وحافظ قائد السبسى، المدير التنفيذى لحركة "نداء تونس" (الحزب الحاكم).
وقال الإعلامى التونسى، ناجى الزغيرى، رئيس تحرير إذاعة موزاييك التونسية، إن لقاء عقد قبل أيام جمع بين أمير قطر والغنوشى والسبسى الابن فى هذا الصدد، موضحا فى تصريحات نشرتها وسائل إعلام تونسية أن اللقاء تم التخطيط له على الأرجح خلال مقابلة "تميم" و"الغنوشى” أثناء زيارة كليهما إلى إيطاليا، مطلع الشهر الحالى؛ حيث حضر رئيس النهضة مؤتمرًا لوزارة الخارجية الإيطالية؛ استغله فى الترويج للحركة الإخوانية وعرض قضيته على شخصيات سياسية تميل إلى معسكر الإسلام السياسى الذى يمثله "الغنوشى”.
ويؤكد مراقبون أن أمير قطر يحاول الدفع بأحد أبرز حلفائه إلى صدارة المشهد فى دوائر السلطة التشريعية والرئاسة فى تونس، خاصة بعدما خسر قبل سنوات حليفه الإخوانى محمد مرسى، بعد ثورة 30 يونيو، بخلاف خسارة الدوحة العديد من مظاهر نفوذها الداعم للإرهاب بفضل المقاطعة العربية للإمارة التى تقودها كلاً من مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة