أكرم القصاص - علا الشافعي

هجرة كروية غير شرعية.."اليوم السابع" يكشف أسرار عروض الاحتراف الوهمية بالخارج.. وكلاء مزعمون يتلاعبون بأحلام الصغار..المقابل دفع مبالغ تتراوح بين 20 و50ألف جنيه.. ومصاريف السفر والتأشيرة والإقامة يتحملها اللاعب

الجمعة، 28 ديسمبر 2018 02:30 م
هجرة كروية غير شرعية.."اليوم السابع" يكشف أسرار عروض الاحتراف الوهمية بالخارج.. وكلاء مزعمون يتلاعبون بأحلام الصغار..المقابل دفع مبالغ تتراوح بين 20 و50ألف جنيه.. ومصاريف السفر والتأشيرة والإقامة يتحملها اللاعب مجدى عبد الغنى وعبد الظاهر السقا
تحقيق - محمد سالمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

-  تركيا تسرق أحلام الصغار.. وعمليات النصب تمر بأربع محطات رئيسية فى مقدمتها تايلاند وأذربيجان وجورجيا.. و«سأصبح مثل محمد صلاح» عبارة تغير رأى الآباء فى سفر الأبناء للخارج.. و

الترويج عبر السوشيال ميديا وسيلة الجذب الأبرز

- نصائح أصحاب التجارب غير الموفقة لزملائهم: تعاملوا مع وكلاء معتمدين والأجانب أفضل.. ولا تدفعوا قرشاً قبل التوقيع

- حكايات النصب تتنوع بين اختفاء الوسيط فى المطار مروراً بالقيد فى أكاديميات بدلاً من أندية وصولاً إلى «الرمى فى الشارع»

-  مجدى عبدالغنى: لم يلجأ لاعب واحد من المتعرضين للنصب لاتحاد الكرة.. ولا يوجد حصر بعدد المحترفين فى الخارج

-  «السقا»: قنصل مصر فى إسطنبول أبلغنى بانتشار الظاهرة.. واستقطابهم سياسياً بالخارج «وارد»

- خبير لوائح دولية: نحتاج لتكثيف برامج التوعية بثقافة الاحتراف والإلمام باللوائح والقوانين

 
يسير ميدو «16 عامًا» فى شوارع مدينةإسطنبول التركية تائهًا حائرًا، لا يعلم ماذا يخبئ له المستقبل. يركل حجارة الطريق بقدميه- تلك اللتين حلم بمداعبتهما لكرة القدم فى كبرى الملاعب العالمية–الآن لا يملك سوى السير فى تلك البلاد الغريبة، باحثًا عن طريق للعودة، بعدما تلاشت أحلام الشهرة والمجد على يد نصاب ادعى قدرته على مساعدته فى الاحتراف الخارجى.
 
يتذكر الناشئ الصغير لقاءً جمعه خلال لعبه فى قطاع الناشئين بأحد أندية الأقاليم الشهيرة، بشخص ادعى أنه وكيل لاعبين معتمد، ولديه مقدرة على إحضار عرض احتراف له من أكبر أندية تركيا، مقابل دفعه 50 ألف جنيه بدون تحمل مصاريف استخراج التأشيرة وتذاكر الطيران والإقامة، وبالفعل وافق الناشئ الحالم على العرض، وأقنع أسرته بتوفير المبلغ المطلوب، متعللًا بأن الاحتراف الخارجى فى سن صغيرة سيضمن له مستقبلًا مشرقًا، لكن ما حدث بعد ذلك أطاح بكل أحلامه!
 
«ميدو» كآلاف الناشئين فى مصر، يحلمون بسطوع نجمهم فى سماء الكرة العالمية، على غرار الأيقونة محمد صلاح، لذا فإنه بمجرد أن تطرق باب حلمهم فرصة «الهجرة الكروية» يسيرون وراءها نيامًا، دون التأكد من صواب خطواتهم، قبل أن يكتشفوا عقب فوات الأوان أنهم يعيشون كابوسًا، وأن الحكاية برمتها «هجرة كروية غير شرعية».
 
فى هذا التحقيق تكشف «اليوم السابع» تعرض ناشئين ولاعبين صغار لعمليات نصب من أشخاص يدعون أنهم وكلاء لاعبين، أقنعوهم بقدرتهم على جلب عروض احتراف خارجية لهم نظير مقابل مادى، مستخدمين صفحات مواقع التواصل الاجتماعى فى الترويج لمعلومات كاذبة، مثل مساهمتهم فى عقد صفقات كبرى لنجوم الكرة المصرية. كما أنهم يضعون أحيانًا عناصر تابعة لهم وسط اللاعبين، يدعون نجاح تجاربهم فى اللعب داخل أكبر قطاعات الناشئين بالأندية التركية، وينشرون صورًا بقمصان هذه الأندية، ليلتقط هؤلاء المتطلعون لحلم الاحتراف «الطُعم»، وتظهر الحقيقة لاحقًا باكتشاف أنهم لا يلعبون سوى فى أكاديميات تابعة للأندية، مثلما تكشف حكايات النصب المتكررة.
 
عملية بحث بسيطة عبر شبكة الإنترنت ستُظهر عشرات الحسابات عبر «السوشيال ميديا» تحت مسميات أكاديميات أو شركات تسويق لاعبين أو مدونات رياضية، يعلن أصحابها عن إتاحة فرص اللعب فى الدوريات الأوروبية والآسيوية أو على الأقل تنظيم معسكرات محلية تحت مسمى «التأهيل للاحتراف الخارجى» يدفع كل لاعب فيها 1500 جنيه على أمل اختياره لخوض التجربة.
 
يلعب الوكلاء المزعومون على عدة أوتار، لضمان نجاح عمليات النصب، أولها أن المعاملات معهم لا تتم بأوراق، ومن هنا لن يكون من حق اللاعبين شكوتهم أو اتخاذ أية إجراءات قانونية بحقهم، إضافة إلى ذلك يخشى من يقعون فى فخ النصب الإفصاح عما تعرضوا له، هروبًا من الوصف بـ«الفشل» أو انعدام الموهبة.
 
المؤسف أن حكايات النصب على اللاعبين المصريين متكررة، رغم تعدد بيانات وتحذيرات وزارة الخارجية من هذه العروض الوهمية، خصوصًا فى دولة مثل تايلاند، وفى كل مرة كان القطاع القنصلى يُشدّد على الشباب بضرورة التحلى بالحيطة والحذر، حرصًا على حقوقهم وعدم فقدان أموالهم.
 
إن كانت تحذيرات وزارة الخارجية قد تحدثت عن تايلاند، فإن حكايات أخرى استكشفتها «اليوم السابع» أوضحت وجود محطات عديدة غيرها تكثر فيها حالات النصب، مثل تركيا وأذربيجان وجورجيا، وذلك لعدة أسباب على رأسها سهولة استخراج تأشيرة السفر إليها، وتعدد المسابقات المحلية، وإمكانية قيد عدد كبير من اللاعبين الأجانب فى صفوف أنديتها.
 

تركيا.. الوهم فى صورة ملونة

ليست مبالغة القول إن تركيا تعتبر واحدة من أكبر محطات النصب على اللاعبين المصريين، خصوصًا أن الإغراءات بها كثيرة، كامتلاكها أندية عريقة مثل جالطة سراى وبشكتاش، ما يعطى مذاقًا خاصًا لمسابقاتها المحلية، ويجعلها محط أنظار الأندية الأوروبية الكبرى، وهذا ما يستغله الوكلاء الوهميون لإقناع اللاعبين الشباب بالسفر إليها، وفيما يلى إحدى حكايات النصب التى حدثت على أرضها مؤخرًا.
 
أحمد–اسم مستعار–من مواليد 2002، أحد ضحايا الوكلاء الوهميين، كان يلعب فى صفوف نادٍ ساحلى معروف، حتى قابل فى أحد الأيام شخصا أقنعه بتوفير عرض احتراف له فى «جالطة سراى» التركى، لكن عليه أولًا دفع 50 ألف جنيه وتحمل قيمة تذاكر السفر والإقامة هناك.. هذا ما رواه لنا اللاعب الناشئ، شريطة عدم الكشف عن هويته.
 
رغم صغر سن «أحمد»، إلا أنه نجح فى إقناع أسرته بتوفير المبلغ المطلوب، ودفعه للوكيل بعد تأكيده لوالده مساهمته فى صفقات احتراف نجوم الكرة المصرية السابقين، وبالتالى وضع الوالد كامل الثقة فيه، على أمل أن يُصبح نجله نجمًا عالميًا مثل محمد صلاح ومحمد الننى، وتم حجز تذاكر السفر، وانطلق المراهق فى رحلته نحو المجهول!
 
مرت الأيام على المراهق الصغير فى شوارع تركيا، لا يعلم ماذا يفعل، فقد أنفق تقريبًا 30 ألف جنيه على تلك الرحلة، وكل يوم يحاول التواصل مع الوكيل المزعوم، ويرد بأن كل شىء سيكون على ما يرام، فقط عليه التدرّب فى ملعب صغيرة مجاور لمكان سكنه، ثم بدأت أمواله فى النفاد، ولم يعد قادرًا على الاستمرار بعد تعرضه لمواقف صعبة عديدة، وصلت إلى حد الإهانة، كما لم يستطع التصرف لعدم إجادته أية لغة أجنبية!
 
فجأة غاب الوكيل المزعوم، أو النصاب فى حقيقة الأمر، عن الصورة تمامًا، لم يعد يرد على اتصالات «أحمد»، لينجح الناشئ الصغير بمساعدة بعض المصريين فى تركيا فى التواصل مع أهله بعد انقطاع الاتصال بهما لفترة وجيزة، وبالفعل أرسلوا له ثمن تذكرة العودة إلى مصر. لكن الفتى الصغير طلب من أهله عدم الحديث عن الموضوع، أو إثارته فى وسائل الإعلام، خوفًا من تأثر مستقبله الكروى بتلك الحادثة. ويفسر هذا الموقف بأنه نصيحة تلقاها من بعض أصدقائه، ومنهم من تعرض لهذه المشكلة من قبل.
 

أرجوكم.. تعلموا الدرس!

تجربة الناشئ الذى لا يتجاوز 16 سنة ليست إلا واحدة من عشرات القصص المتكررة فى النصب على اللاعبين المصريين على الأراضى التركية، وهذا ما يوضحه مصطفى قطب، ناشئ سموحة السابق، قائلاً: «منذ فترة صادفت شخصًا ادعى أنه وكيل لاعبين معتمد ولديه قدرة على مساعدتى أنا وزملائى فى تحقيق حلم الاحتراف، وأن الأندية ستتحمل كل التكاليف، بينما سيحصل هو على %20 من قيمة التعاقد، لذا وافق البعض من الناحية المبدئية».
 
ويضيف الشاب صاحب الـ19 عامًا: «رغم الحديث المبدئى عن تحمل الأندية للتكاليف، عاد هذا الشخص ليطلب من اللاعبين مبالغ مالية مقابل توفير العروض، وهنا أخبرته بعدم قدرتى على دفع أية أموال قبل السفر، ويمكننى أن أسدد له ما يريد بعد استقرار أمورى فى تركيا، ووافق على مطلبى بشرط تحملى تكلفة الطيران».
 
وتابع مصطفى قطب: «على حد علمى دفع باقى زملائى مبالغ تراوحت ما بين 20 و30 ألف جنيه». أما فيما يخصه يقول: «أنهيت الإجراءات وحجزت تذكرة الطيران، وأثناء وجودى بالمطار فى يوم السفر برفقة لاعبين آخرين، فوجئنا بإغلاق الوكيل المزعوم هاتفه، وبناءً عليه لم نسافر، ثم علمنا فيما بعد أن هذا الشخص سافر مع من دفعوا له المبالغ المطلوبة».
 
حديث ناشئ سموحة السابق يطرح تساؤلات عديدة، أبرزها مصير مجموعة اللاعبين الذين اصطحبهم الوكيل المذكور لتركيا، وهنا أجاب قطب ساخرًا: «إذا كان تركنا إحنا فى المطار فهيعمل فيهم هما إيه؟! لم يجدوا أندية يوقعون لها، كل القصة أكاديمية تدربوا فى ملعبها عدة أيام، كما أنه كان يأخذ منهم أموالا مقابل توفير الإقامة والمستلزمات الأخرى، ثم لا يصرف إلا ربعها تقريبًا، ويضع الباقى فى جيبه، واستمر الوضع على هذا النحو حتى عاد معظم اللاعبين، بينما تبقى واحد أو اثنان ممن يضحكون على أنفسهم ويشترون سمك فى ميه».
 
الشاب صاحب الـ19 عامًا اعترف بأنه تعلم كثيرًا من تجربته السيئة مع محاولة الاحتراف الخارجى، خصوصًا أنه حصل على الاستغناء من النادى السكندرى، والآن يبحث عن وجهة جديدة، بينما هذه المرة سيحاول الاختيار بشكل صائب، مُعتمدًا على ما اكتسبه من خبرات.
 
مما تعلمه ناشئ سموحة ألا ينخدع ببريق «السوشيال ميديا» أو أى نوع من البروباجندا، وإنما ينبغى التحقق من كل خطوة قبل الإقدام عليها، وهذا ما رآه يتجسد أمامه فى محاولة الاحتراف الخارجى، إذ يُروج هؤلاء الوكلاء المزعومون لأنفسهم عبر نشر صور لصفقات وهمية، بمعنى التقاط صور لناشئ على أنه انضم إلى نادٍ أوروبى، ونشر هذا الكلام على نطاق واسع فى أوساط المهتمين بكرة القدم، وفى النهاية يتضح أن ما حدث سراب ومجرد صور داخل أكاديمية!
 
درس آخره تعلمه لاعب سموحة السابق، وهو أن الهروب من الحقيقة يكلف صاحبه الكثير، وهذا ما تأكد منه عندما شاهد محاولات زملائه ممن تعرضوا للنصب لنفى تجاربهم السيئة، وخشيتهم من الحديث لوسائل الإعلام أو أى جهة عما عايشوه ويمكن وصفه بأنه «بهدلة» وإهانة خارج البلاد، خشية من وصفهم بـ«الفشلة»، رغم أنهم صغار السن ولا يملكون أية خبرات، وليس عيبًا أن يخطئوا ويتعلموا من أخطائهم.
 
هنا تجدر الإشارة إلى أنه عندما حاولنا التواصل مع أكثر من لاعب ممن تعرضوا لعمليات خداع من الشخص السابق الإشارة إليه فى قصة مصطفى قطب أو غيره، كان الجميع يرفضون الحديث، أو ينفون حدوث الواقعة من الأساس، رغم تأكيدات مقربين منهم للواقعة وحجم ما لاقوه من معاناة خلالها!
 

تايلاند.. ليس كل ما يلمع ذهبًا

من تركيا إلى تايلاند، رغم أنها ليست دولة ذات باع طويل فى عالم كرة القدم، إلا أنها باتت محطة تجذب اللاعبين من كل حدب وصوب، خاصة من دول القارة السمراء، ومؤخرًا بدأ عدد من اللاعبين المصريين تجربة حظوظهم فى الاحتراف بأنديتها، على أمل حصد فرص أفضل مستقبلًا.
 
محمد حسن، لاعب الشرقية السابق، مواليد العام 1997، عايش تجربة نصب فى البلد الآسيوى من شخصين مصريين، ادعيا قدرتهما على جلب عرض احتراف له.
 
«أنصح أى لاعب يريد الاحتراف الخارجى بعدم التعامل مع وكيل لاعبين مصرى».. جملة صادمة بدأ بها محمد حديثه عن تجربة تايلاند، راويا تفاصيلها على النحو التالى: «كنت لاعبا فى صفوف الشرقية، ونجحت فى الصعود معهم للدورى الممتاز موسم 2016، أثناء تولى عماد النحاس تدريب الفريق، لكن لم يتم تصعيدى للعب فى الممتاز، فأُصبت بالإحباط، وبعد فترة من الزمن علمت عن طريق أحد أصدقائى بوجود أشخاص يقيمون فى ميت غمر يمكنهم إحضار عقد احتراف لى من أحد أندية تايلاند».
 
بالفعل سافر اللاعب الشاب مع وكيل ميت غمر المزعوم فى فبراير الماضى، ولم يكن يعلم وقتها أن باب القيد فى تايلاند يُغلق فى 31 يناير! موضحًا تفاصيل رحلته بالقول: «سافرت إلى الدولة الآسيوية، وانتظرت العرض، لكن بعد فترة زمنية قصيرة أدركت حقيقة الأمر، وأنه لن يكون هناك نادٍ ألعب فى صفوفه، لكننى كنت قد دفعت لهذا الشخص 13 ألف جنيه، إضافة إلى تحملى أسعار تذاكر السفر والتأشيرة».
 
لم يستسلم محمد حسن لما حدث معه، وظل يتدرب فى حديقة بجوار غرفته، للحفاظ على لياقته البدنية، لكن لسوء الحظ كان هناك مطب آخر فى طريقه، وهذا ما يحكى عنه، قائلًا: «بعد خداعى من قبل الوكيل المصرى الأول، تواصلت مع شخص آخر، وطلب منى 300 دولار مقابل توثيق عقد كوكيل لى، وكان له ما أراد، ثم طلبت منه توثيق العقود فى السفارة لكنه رفض، وظل يماطل معى، وفوق كل هذا سرق من غرفتى 200 دولار، وعندما حاولت إبلاغ الشرطة عنه قالوا لى إن الغرفة محجوزة باسمه، والكاميرات موجودة فى الخارج وليس فى الداخل».
 

لعنة الحى العربى

ويتابع صاحب الـ22 عامًا حديثه: «علمت فيما بعد أن الوكيل الثانى من أشهر النصابين فى تايلاند، ليس فى كرة القدم فقط، وإنما فى أمور أخرى أيضًا، ويحدث هذا عبر استقدام أشخاص من مصر على أساس أنه سيوفر لهم فرص عمل، ويحصل منهم على أموال، وليس هذا فحسب، وإنما يسرقهم عبر عدة حيل منها استئجار سكن لهم مقابل 300 دولار، قائلا إن التكلفة 500 دولار، ويضع الفرق فى جيبه، وهذا ما يحدث غالبًا فى الحى العربى الذى تحدث داخله أغلب المشكلات، لهذا فضلت الابتعاد عن هذا المكان».
 
ويستكمل لاعب الشرقية السابق حديثه بالقول: «أدركت أننى تعرضت لعملية نصب متكاملة من هذين الشخصين، وأننى أصبحت فى الشارع، لكن أنقذنى وكيل لاعبين تايلاندى تعرفت عليه بواسطة أحد أصدقائى، فقد كان شخصًا محترمًا، صحح أوضاعى، ودبر لى سكنا، واصطحبنى لاستخراج التأشيرة من دولة لاوس، خصوصًا أن المصريين لا يمكنهم استخراج تأشيرات من داخل تايلاند بشكل رسمى».
 
ويضيف اللاعب الشاب: «الوكيل التايلاندى أحضر لى عرضا من نادٍ يلعب فى دورى الدرجة الثانية، ثم حجز تذاكر عودتى لمصر لإنهاء متعلقاتى الشخصية وبعض الأوراق، مثل شهادة المعهد الذى أدرس فيه»، لافتًا إلى أنه سيسافر مجددًا بعد الانتهاء من استخراج التصاريح اللازمة.
 
لم يُخف لاعب الشرقية شعوره بالندم على تلك التجربة، خاصة أنه كان متاحا له عديد من العروض المحلية فى هذا التوقيت، إلا أنه فى الوقت ذاته يؤكد أن المناخ الكروى فى مصر سيئ ويدفع كثيرين للهجرة بحثًا عن فرص أفضل، مدللاً على هذه الرؤية برفض إدارة ناديه منحه الاستغناء الخاص به إلا بعد دفع 150 ألف جنيه، رغم أنه لم يتبق فى عقده إلا 4 أشهر يصبح من حقه بعدها الرحيل مجانًا، وفى ظل هذا التعنت ضاعت عليه فرص جيدة.
 
ومن خلال تجربته، ينصح محمد حسن أى ناشئ أو لاعب يرغب فى خوض تجربة الاحتراف الخارجى بألا يدفع أموالًا لأى وكيل لاعبين من أجل إحضار عرض له، مشددًا على أنه يجب توقيع العقد أولًا ثم التفاوض بعد ذلك على النسبة التى يحصل عليها الوكيل من التعاقد، مثلما فعل مع وكيله التايلاندى الذى سيحصل على نسبة %40 من تعاقده مع ناديه الجديد، مستطردًا: أى حاجة غير كده خداع».
 

هؤلاء ضحية أوهامهم

القصة المشار إليها سابقًا تثير كثيرًا من علامات الاستفهام حول قصة الاحتراف فى تايلاند، والأسباب الكامنة وراء محاولات البعض الالتحاق بأنديتها، والمميزات المتوفرة لهم، وأيضًا العيوب، والعوامل المؤدية لانتشار ظاهر العروض الوهمية بها، وهنا يتحدث أحمد الصفتى، المعروف بـ«عُمدة اللاعبين المصريين فى تايلاند» نظرًا لامتلاكه خبرة اللعب لمدة 3 مواسم لأندية متعددة.
 
أحمد الصفتى عمدة اللاعبين المصريين فى تايلاند
أحمد الصفتى عمدة اللاعبين المصريين فى تايلاند
 
يوضح الصفتى الميزة فى تايلاند بأن «هناك أربع أو خمس درجات للعب، بين ممتاز ودرجات أدنى، ما يعنى أن هناك فرصة للعب، كما أنه مسموح بوجود 5 محترفين فى الفريق، وفى وقت سابق كانت إجراءات استخراج التأشيرات سهلة، بينما تم تشديدها فى الوقت الراهن».
 
وعن سبل الاحتراف فى تايلاند، يقول الصفتى: «كل الأندية فى تايلاند حاليًا تعتمد على مشاهدة اللاعبين على أرض الواقع، حتى لو شاهد القائمون على الأندية مقاطع فيديو لهم من خلال وكيل، يصرون على خوض اللاعب للتدريبات أمامهم، والمشاركة فى مباريات ودية، وإذا أعجبهم مستواه يتعاقدون معه فورًا».
 
وبشكل أكثر تفصيلًا، أوضح «الصفتى» أن اللاعبين الراغبين فى السفر لتايلاند يعتمدون على عدة طرق، أبرزها تصوير اللاعب مقطع فيديو لنفسه، ومحاولة عرضه على الأندية عبر وكيل معتمد أو غير معتمد، وعندما يوافقون تبدأ المفاوضات على جزئية تحملهم ثمن تذاكر استقدام اللاعب إلى تايلاند من عدمه»، متابعًا: «الطريقة الأسوأ هى سفر اللاعبين من تلقاء أنفسهم، من أجل البحث، أو برفقة أشخاص لا علاقة لهم بكرة القدم أحيانًا، ومن ثم يقعون فى المشاكل، أو يتبهدلوا، وبيخسروا فلوسهم ويرجعوا مصر».
 
وعن تحذيرات وزارة الخارجية المتعددة من العروض الوهمية فى هذا البلد الآسيوى، يقول الصفتى: «الوزارة تؤدى دورها، خاصة أنها تستقبل بلاغات عديدة، لكنى لى وجهة نظر فى هذا الموضوع، فأحيانًا يدفع الوهم والاقتناع بامتلاك درجة عالية من الكفاءة بعض اللاعبين للتواصل مع وكلاء فى تايلاند، وبدورهم يستقبلونهم ويحصلون منهم على أموال نظير تلك الخدمات، ويعرضونهم على أندية، وعندما يفشلون يتهمون هؤلاء الوكلاء بالنصب عليهم».
 
واستطرد «الصفتى» بأنه خلال فترة تواجده فى تايلاند عاصر عديدا من حالات اللاعبين الذين اتفقوا مع وكلاء وحولوا لهم مبالغ، وعندما وصلوا إلى تايلاند لم يجدوا أى شخص فى استقبالهم، وهناك آخرون تركهم الشخص الذى أحضرهم فى المطار، وبسبب ذلك عاشوا أياما صعبة، حتى تمكنوا من العودة إلى مصر، مشيرًا إلى أن المشكلة الأبرز هى أن أغلب القائمين من صغار السن.
 
ولفت عمدة المحترفين المصريين فى تايلاند إلى نقطة مهمة، تتمثل فى أن المشكلة الأكبر من وجهة نظره ليست فى انجراف اللاعبين الصغار وراء حلم الاحتراف الخارجى، وإنما فى أهلهم الذين يدفعون لهم مبالغ طائلة، دون التأكد من قدرات أبنائهم الفنية، أو حتى قدرتهم على تعلم لغة جديدة والتعامل مع عادات وتقاليد مجتمعات أخرى، فيما يعتقد البعض أنهم عندما يرسلون أبناءهم للخارج سيصبحون على الفور نسخة ثانية من محمد صلاح!
 

أذربيجان وجورجيا.. نصب برائحة أوروبا

بساطة الإجراءات، واستخراج كل الأوراق من التأشيرة وخلافه، جعل اسمى أذربيجان وجورجيا يبرزان كاثنتين من أهم محطات النصب باسم الاحتراف الخارجى، إضافة إلى ذلك فإنهما بلدان أوروبيان، وهو ما يساعد الوكلاء الوهميين على إذابة جليد الشك والتلاعب بعقول المراهقين وأحلامهم.
 
عبدالرحمن وجدى، لاعب شاب عمره 20 عامًا، سبق له اللعب فى ناديى النصر للتعدين والإنتاج الحربى، والآن يخوض تجربة احتراف فى نادى سابيل بالدورى الأذربيجانى، يكشف تفاصيلها بالقول: «عندما خرجت من مصر متوجهًا إلى تلك الدولة الأوروبية، باحثًا عن الاحتراف فى أحد أنديتها، كدت أتعرض لعملية نصب، لكننى تداركت الموقف سريعًا بعد الاستماع لمشورة أحد أصدقائى»، مضيفًا: «أحمد الله، لم أخسر سوى 400 دولار أنفقتهم أثناء سيرى فى الطريق الخاطئ للاحتراف، بالتواصل مع شخص غير موثوق فيه».
 
تدارك اللاعب الشاب لعملية النصب عليه مبكرًا، سمح له بالبحث والتنقيب عن الوسائل الآمنة للاحتراف فى تلك الدولة، عبر التعاقد مع أحد الوكلاء المحليين، الذى أحضر له عرضا حقيقيا يناسب إمكانياته الفنية الجيدة.
 

الانكسار والرضاء بالنصب

وعن كواليس النصب على اللاعبين المصريين فى أذربيجان، يكشف صاحب الـ20 عامًا جانبًا من الأمر، بالقول: «يتفق الوكلاء فى الغالب مع اللاعبين على إحضار عروض لهم مقابل مبالغ تتراوح ما بين 1000 و1500 دولار.، وسائل النصب على اللاعبين تتنوع بين استقدام غير الموهوبين وبالتالى ترفضهم الأندية ولا تكون أمامهم خيارات سوى العودة أو الاستماع لأحاديث الوكلاء بالبقاء والانضمام لأكاديميات حتى تتحسن مستوياتهم، وفى المقابل يدفعون 100 دولار شهريًا، رغم أن هذا المبلغ مرتفع فى ظل الأسعار الرخيصة للمعيشة فى هذا البلد، أى أنهم يرتضون النصب عليهم حتى لا يقال عنهم إنهم فاشلون!».
 
ولفت اللاعب الشاب إلى نقطة فى غاية الأهمية، تتمثل فى وجود حيلة يستخدمها بعض الوكلاء، عبر الاتفاق مع مدربى بعض الأندية على جلب لاعبين للاختبار، ثم رفضهم بحجة ضعف مستوياتهم، حتى لو كانوا جيدين، وذلك من أجل وضعهم أمام خيارين، إما البقاء فى الأكاديميات الخاصة بهم ودفع تكلفة شهرية ثابتة، أو العودة خائبين إلى مصر.
ويضيف اللاعب: «خلال فترة تواجدى فى أذربيجان سمعت عن حالات نصب كثيرة على لاعبين مصريين، وصلت إلى حد رميهم فى الشارع من الوكلاء الذين استقدموهم، وأحيانًا الاستيلاء على جوازات سفرهم»، لافتًا إلى أنه ينصح بالتعاقد مع وكلاء اللاعبين من أبناء البلد، وعدم دفع أية أموال قبل توقيع العقود، إضافة إلى الاهتمام بإجادة اللغة الإنجليزية حتى يتمكنوا من التعامل فى تلك البلاد الغريبة.
 

صديقى خدعنى!

قصة نصب أخرى وجدناها فى أذربيجان، بطلها لاعب عمره 20 عامًا، فضل الإشارة إليه باسم مستعار «محمد»، موضحًا أنه تعرض للنصب برفقة صديق له، خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، وذلك بعدما أوهمهما وكيل عراقى الجنسية بقدرته على جلب عرض احتراف لهما فى الدورى الأذربيجانى الممتاز.
ما شجع الشابين المصريين على المضى قدمًا باتجاه هذه الخطوة، تأكيدات صديق مصرى لهما يعيش فى تركيا أن هذا الوكيل سليم، ثم بعد السفر إلى الدولة الأوروبية اكتشف الثنائى أنه لا يوجد نادٍ فى انتظارهما، وعندما حاولا التواصل مع الوكيل العراقى أغلق كل النوافذ فى وجهيهما، وتوارى عن الأنظار بعد حصوله على 6 آلاف دولار منهما!
اللاعب الشاب ظل فى حيرة وتيه طوال 3 أشهر قضاها فى أذربيجان، لا يعلم كيف يتصرف أو إلى أين يذهب، حتى نجح فى الانتقال إلى الدورى الجورجى، عقب التواصل مع مدرب محلى هناك كان موضع ثقة بالنسبة له، خصوصًا بعد اكتشافه أن وكلاء اللاعبين يتفقون مع مدربين فى أندية بجورجيا وأذربيجان على استقدام لاعبين وإشراكهم فى التدريبات كأنهم يخضعون للاختبار، حتى لو كان باب القيد مغلقا أو لم يكن النادى فى حاجة للاعبين جدد من الأساس، ثم بعد ذلك يقتسمون الأموال المدفوعة من اللاعبين.
 

الـ«فيس بوك» فى دائرة الاتهام

ومن أذربيجان إلى جارتها جورجيا تتشابه الحكايات، وقدرة الوكلاء الوهميين على استغلال «غياب المعرفة» عن بعض اللاعبين، وهذا ما يتضح فى الرواية التالية للاعب شاب، فضل عدم الكشف عن هويته، تعرض للخداع فى جورجيا منذ فترة زمنية، وعاد إلى مصر خائب الرجاء.
 
قصة اللاعب لا تختلف كثيرًا عن سابقيه، إنما النقطة الأبرز فيها أن عملية التواصل كلها تمت عبر السوشيال ميديا، وبدأت بسقوط اللاعب فى فخ إعلان نشرته إحدى صفحات الـ«فيس بوك» عن قدرتها على توفير عروض احتراف خارجى مقابل ألف دولار فقط.
 
كالعادة سقط اللاعب الشاب فى الدوامة نفسها، السفر ثم الانتظار ثم المماطلة، وبعدها يظهر العرض المتكرر بالعودة خائبًا لمصر أو الانضمام لأكاديمية ودفع أموال شهريًا، بينما كانت النقطة البارزة هى دفعه ثمن الثورة على هذا الوكيل المزعوم بالرمى فى الشارع، وعدم التمكن من العودة لأرض الوطن إلا بمساعدة بعض المصريين فى الدولة الأوروبية.
 

الطريق الصحيح إلى المرمى

فى ظل هذا الكم من الضباب وتشويش الرؤية، يحتاج اللاعبون الصغار فى ساحة الكرة المصرية للاستماع إلى من يصحح مسارهم، وبناء عليه كان واجبًا التحدث إلى أصحاب التجارب والخبرات فى هذا المجال.
 
عبدالظاهر السقا، قائد المنتخب الوطنى الأسبق، وصاحب تجربة احتراف مميزة امتدت عدة سنوات لعب خلالها لفرق بارزة فى الدورى التركى مثل «كونيا سبور»، وحصل على جائزة أفضل قائد فى تاريخه، نظرًا لتمثيله لقميصه لمدة 7 مواسم متتالية، يقول عن ظاهرة الهجرة الكروية غير الشرعية: «العروض الاحترافية الوهمية مشكلة فى غاية الخطورة، وتبرز بوضوح فى تركيا، فقد تحدث معى القنصل المصرى فى إسطنبول عنها، وكيفية إيجاد حلول لها، نظرًا لتكرارها على نطاق واسع»، متابعًا: «من وقت لآخر استقبل اتصالات من لاعبى مواليد 2001 و2002 يسألون عن كيفية التصرف بعد اكتشاف النصب عليهم، وبناءً عليه نحاول التصرف، سواء بإرسال نقود أو المعاونة باكتشاف وضع اللاعب، وفى النهاية أقول لهم: «يجب أن تعودوا إلى بلدكم».
 
عبد الظاهر السقا مدرب الانتاج الحربي
عبد الظاهر السقا مدرب الانتاج الحربي
 
ويضيف قائد كونيا سبور التركى الأسبق: «المشكلة أن البعض يصدقون سهولة موضوع الاحتراف الخارجى، وهذا أمر غير صحيح تماما، حتى السفر عبر القنوات الشرعية يحتاج مجهودا كبيرا للتأقلم، فما بالك بالسفر عبر وكلاء غير معتمدين أو غير موثوق فيهم»، ويستطرد السقا: «أعطنى أى نموذج ذهب بمفرده ونجح فى الخارج! لابد من سلك الطرق الشرعية، وبالنسبة لى أفضل اللعب فى مصر وإثبات الذات أولا، ثم السفر للخارج».
 
وشدد قائد المنتخب الوطنى الأسبق على أهمية تدشين حملات لتوعية اللاعبين الصغار بالطرق والسبل الصحيحة للاحتراف الخارجى، قائلًا: «المشكلة إن كلها مجرد أكاديميات فى تركيا مش أندية، منذ فترة اتصل بىّ لاعب ناشئ، وقال لى إنه تم قيده فى فريق فناربخشه التركى، فسألته عن بعض التفاصيل، واتضح أنها أكاديمية وليس النادى»، لافتًا إلى نقطة فى غاية الأهمية، تتمثل فى مخاوفه من استغلال هؤلاء الشباب فى أمور سياسية خارج نطاق كرة القدم، خاصة أنه بعد تعرضهم للإحباط وشعورهم بعدم القدرة على تحقيق أحلامهم، قد يكونون فريسة سهلة لأى شخص أو جهة تريد استغلالهم بشكل سيئ، فى ظل خبراتهم الحياتية المحدودة.
 
إلى جانب الخبرة الرياضية هناك كثير من التساؤلات فى الشق القانونى، أهمها ما الذى تنص عليه اللوائح فى تلك الحالات، وهنا يقول الدكتور محمد فضل الله، الخبير الرياضى الدولى: إنه يجب تدريب لاعبى كرة القدم فى مصر على ثقافة الاحتراف، وتزويدهم بكل ما يتعلق بلوائح وشؤون اللاعبين الدولية، لضمان عدم وقوعهم فى هذا الفخ.
 
وتابع خبير اللوائح الدولية للاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» حديثه قائلًا: «يجب نشر قائمة بأسماء وكلاء اللاعبين المعتمدين فيما يخص انتقال اللاعبين المحترفين بشكل قانونى من قبل الاتحاد المصرى لكرة القدم»، لافتًا إلى أن ضعف ثقافة اللاعبين المحترفين أو الهواة، وعدم درايتهم بكل المعلومات التى ذكرها، تعتبر الركيزة الأساسية الداعمة لانتشار حالات العروض الوهمية، إضافة إلى عدم الإلمام باللغة الإنجليزية فى كثير من الأوقات، وهو ما يزيد من فداحة المشكلات التى يواجهونها.
 
وحول التصرف القانونى المفترض فى حالات النصب، يقول فضل الله: «الشكوى تكون لاتحاد الكرة المصرى، شريطة أن يكون الوكيل معتمدًا فى قوائم الاتحاد، وحال تعرض اللاعبين للنصب من خلال وكلاء غير معتمدين، يجوز للاتحاد المصرى تقديم شكاوى ضدهم فى الاتحاد الدولى، فيفا، إذا كانت تلك الحالات كثيرة وملحوظة».
 
البعض يتساءلون عن دور اتحاد كرة القدم المصرى، باعتباره الجهة الرئيسية المسؤولة عن رعاية اللاعبين فى مصر، وفى هذا الإطار يقول مجدى عبدالغنى، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة ورئيس جمعية اللاعبين المحترفين، إن السبب من وجهة نظره وراء حدوث مثل هذه الحالات يعود إلى الولع بالاحتراف الخارجى، والاعتقاد بأنه أمر هيّن، وهو ما يغذى الطمع فى نفوس كثيرين سعيًا إلى تحقيق مكاسب من الاحتراف الخارجى بسهولة، وهذا الأمر يفتح الباب للنصب ويمنح النصابين فرصة ذهبية للعب على هذا الوتر والحصول على أموالهم.
 
مجدى-عبد-الغنى
مجدى عبد الغنى
 
 
ويوضح رئيس جمعية اللاعبين المحترفين: «من غير المقنع أن يدفع اللاعب أموالًا نظير الحصول على عرض احتراف، المفترض إذا كنت لاعبًا جيدًا أن تحصل على أموال نظير سفرك للخارج»، معلقًا على جزئية دفع الأسر أموال للحصول على فرص احتراف لأبنائهم صغار السن فى الخارج بالقول: «فى أوقات كثيرة يضغط الأبناء على آبائهم من أجل مساعدتهم على شق مستقبلهم، اعتقادًا منهم أن هذا فى صالحهم، ثم يُفاجأون بالمشكلات بعدها».
 
وتابع عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة حديثه قائلاً: «كل حالات النصب من وكلاء غير معتمدين، ويجب على الأهالى واللاعبين تحرير محاضر ضدهم، ثم اللجوء إلى اتحاد الكرة، وبالتالى سنصدر تعميما بعدم التعامل مع هذا الشخص نهائيًا».
 
وردًا على تخوفات بعض اللاعبين من الإفصاح عن حكاياتهم هروبا من الاتهام بالفشل، يقول قائد منتخب مصر الأسبق: «أى فشل يتحدثون عنه؟ يجب عليهم الكشف عن تلك الوقائع لاتحاد الكرة، حتى يمكنه التحرك لمساعدتهم، لكن ماذا سيفعل اتحاد الكرة أو جمعية اللاعبين المحترفين التى أترأسها دون علمهما بالأمر بشكل رسمى».
 
وبسؤاله عن وجود إحصاء بعدد اللاعبين المصريين المحترفين فى الخارج لدى اتحاد الكرة أو جمعية اللاعبين المحترفين، أشار «عبدالغنى» إلى أنه لا تتوفر أية إحصاءات بالأعداد الحقيقية، وفيما يخص نصائحه للراغبين فى الاحتراف الخارجى، قال: «أول وأهم شىء أن تكون العروض عبر وكيل معتمد، وألا يتعامل اللاعب مع أى شخص قادم من الشارع». مختتمًا بالقول: «لازم يلعب فى بلده الأول، خصوصًا أن اللعب المميز عملة نادرة، ومصر كلها بتدور على مواهب».
 
مباراة
مباراة

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة