أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 25 ديسمبر 1969.. عبدالناصر يزور ليبيا.. وموتور سيارته يحترق فى طريقه لقصر الضيافة.. ويشهد على عقد قران معمر القذافى

الثلاثاء، 25 ديسمبر 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 25 ديسمبر 1969.. عبدالناصر يزور ليبيا.. وموتور سيارته يحترق فى طريقه لقصر الضيافة.. ويشهد على عقد قران معمر القذافى عبد الناصر والقذافى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تزينت شوارع مدينتى طرابلس وبنغازى فى ليبيا، ورفعت أعلام مصر وليبيا تغطى كل الواجهات وتكسو الشوارع لاستقبال الرئيس جمال عبدالناصر، وفقا لفتحى الديب أمين الشؤون العربية فى رئاسة الجمهورية فى كتابه «عبدالناصر وثورة ليبيا»، مضيفا: «توافد على المدينتين أعداد غفيرة من أبناء الشعب الليبى نزحوا إليهما بكل أسرهم من أنحاء ليبيا، الأمر الذى شكل ضغوطا كبيرة على عملية الإعاشة اليومية، وشكل صورة من الازدحام الذى لم تتعود عليه المدينتان من قبل».. كان «الديب فى ليبيا منذ يوم 3 سبتمبر 1969 لمساعدة الثورة بعد يومين من تفجرها» 1 سبتمبر 1969». 
 
كانت العاصمة المغربية الرباط، تشهد انعقاد مؤتمر القمة العربية من يوم 21 ديسمبر 1969، وشارك فيه عبدالناصر، والقذافى، ووفقا للديب: «عاد القذافى من المؤتمر ليكون فى استقبال الرئيس جمال حين وصوله إلى مطار طرابلس».. يكشف: «وصلتنى برقية القاهرة لتخطرنى بالموعد التقريبى لوصول طائرة الرئيس حوالى منتصف الخامس والعشرين من ديسمبر، مثل هذا اليوم، 1969، وبادرت بإخطار العقيد بالموعد فاصطحب أعضاء مجلس الثورة إلى المطار ليشرف بنفسه على مراسم الاستقبال، حيث اصطفت كتيبة من قوات الجيش كحرس شرف، ترافقها الموسيقى العسكرية ومدافع التشريفة التى وضعت على جانبى المطار، واصطفت بعض قوات الجيش حول المطار للسيطرة على الموقف أمام تزاحم الجماهير، التى تجمعت منذ الصباح محيطة بمبنى المطار».
 
يتذكر «الديب»: «ما إن ظهرت طائرة الرئيس حتى تعالت أصوات الجماهير ليرتفع هديرها معبرة عن فرحتها، ووصلت الطائرة إلى موقعها وسط تصفيق وهتافات غطت على أزير الطائرة نفسها، وما إن أطل الرئيس من باب الطائرة حتى دوى صوت المدافع للتحية، وانطلقت حناجر الجماهير الهادرة بالتكبير ومندفعة كموج البحر، مخترقة كل صفوف الجنود التى انفعلت بانفعال الجماهير لتندفع هى الأخرى مع الموجات صوب الطائرة، رغم محاولات أجهزة الأمن المستميتة فى السيطرة على الموقف، وهبط الرئيس من الطائرة ليستقبله العقيد وإخوانه بالترحيب، وليعانقوه ودموعهم تنهمر فرحا.. وفى لحظات معدودة وجدنا أنفسنا وقد أحاطت الجماهير بالرئيس عبدالناصر، الكل يحاول عناقه وتقبيله، وفقدنا السيطرة على الموقف المذهل».
 
يؤكد الديب: «أسرعت بمطالبة أعضاء مجلس الثورة الليبية بأن تتشابك أيدينا صانعين كردونا من أجسادنا محيطين بالرئيس، محاولين بكل ما أوتينا من قوة أن نفتح الطريق أمامه ليصافح مستقبليه، وفشلت جهودنا، وفقدت فى ذلك نظارتى، وأسرع العقيد يطلب كتيبة كاملة من الجيش لإفساح الطريق للتوجه إلى منصة الاستقبال لتعزف الموسيقى السلام الوطنى، وتوجهنا مباشرة إلى استراحة المطار ليلتقط الرئيس أنفاسه بعد ذلك المجهود المضنى، وانتهزنا الفرصة لنهيئ الوضع، ليستقل الرئيس والعقيد السيارة، وأعضاء مجلس الثورة ووفد مصر سيارات أخرى، وبدأ الموكب سيره إلى قصر «ولى العهد» بطرابلس الذى أعد لإقامة الرئيس».
 
اصطفت الجماهير على جانبى الطريق لتحية الموكب، وحسب الديب، فإن الموكب حين وصل إلى مدخل طرابلس كانت المفاجأة فى أن الجماهير المحتشدة أغلقت الطريق أمام السيارة التى يستقلها الرئيسان فاحترق موتورها، نتيجة حمولة الجماهير التى حاولت الصعود عليها، وانتقل الرئيسان للسيارة الاحتياطية، ولم تتقدم خمسين مترا أخرى حتى احترق موتورها، فاستقل الرئيسان سيارة «لاندروفر»، واحترقت سيارتنا هى الأخرى لنركب سيارة غيرها.
 
يتذكر «الديب»: «واصل الموكب طريقه بجهد وعناء شديدين ليصل إلى قصر الضيافة، بعد أن استغرق ثلاث ساعات مضنية، وكان مقدرا له ثلاثة أرباع الساعة فقط، وزحفت الجماهير فى أعقاب الموكب لتحتشد أمام قصر الضيافة فى تجمعات خيالية أوحت لى كأنما كل شعب ليبيا قد ترك منازله ليتجمع فى هذا الحشد العظيم، وتعالت أصوات الجماهير الهادرة تطالب الرئيس جمال بأن يطل عليهم، ولم يكن قصر الضيافة معدا بالشرفات، وأمر العقيد بهدم جانب من واجهة الدور الأعلى ليطل الرئيس منه، واستغرق الهدم بعض الوقت، وما إن رأت الجماهير الرئيس جمال يطل عليها من فتحة الجدار حتى التهبت الأكف بالتصفيق، واشتعلت الحناجر بالتكبير، وكلما حاول الرئيس إنهاء إطلالته على الحشود تعال صياح الجماهير، وظللنا على هذا الحال لأكثر من نصف ساعة».
 
يؤكد «الديب»: «اعتزم العقيد معمر أن يستكمل نصف دينه بعد قيام الثورة، واختار شقيقة الرائد خيرى نورى لتكون رفيقة حياته، وانتهز أعضاء مجلس الثورة فرصة الزيارة، ليتم عقد القران فى أول أيامها ويكون الرئيس جمال الشاهد الأول على العقد، وفى الساعة الثامنة مساء حضر معمر ووالد العروس وبعض الأقارب، ومعظم أعضاء مجلس قيادة الثورة، وشارك الرئيس جمال وبارك عقد القران الذى أتمه مفتى ليبيا، ووقع على العقد بإمضائه وسط سعادة وحماس الحاضرين، وبالذات العقيد معمر الذى كان يبدو على وجهه الخجل بشكل واضح».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة