فيديو وصور.. موهبة عم سيد رسام بنى سويف: "كنت ببيع اللوحة بـ25 قرشا"

هناك الكثير من الفنانين التشكيليين بمعظم محافظات مصر اللذين سلكوا هذا الطريق بتلقائية دون دراسة اكاديمية ونظموا العديد من المعارض التى ضمت "بورتريهات" مختلفة.

"اليوم السابع" التقى سيد بدوى الخولى للحديث عن مشواره مع الفن التشكيلى، مضيفًا: "ولدت فى قرية اشمنت بمركز ناصر شمال بنى سويف وتأثرت فى طفولتى بالحدائق ومناظر أشجار الموالح داخلها، كما تعرفت على فن الرسومات من خلال معلم تربية فنية صديق أبى عندما رسم صورة لى بجوار إحدى الشجيرات، وكانت أول محاولتى مع الفن فى المرحلة الابتدائية نحت "صورة أبى الهول" على الحجر واحتفظت المدرسة بالتمثال ثم بدأت رسم وتقليد صور الأشخاص المنشورة فى الصحف والمجلات.

وأضاف الخولى: "انتقلت إلى الإعدادية الصناعية وخلال فترة الدراسة رسمت بورتاريهات وصلت دقة تقليدى لملامح الوجه إلى 90%، ثم طلب منى أحد المدرسين تصميم ورسم عدة وسائل إيضاح لشقيقته المعلمة، وذلك مقابل إهدائى كمية من الورق الخام "فبريانو، كانسون" لاستخدمه فى رسومات البورتريه وكان ذلك سببا فى استخدامى للألوان، والتحقت بالثانوى الصناعى وتميزت فى مادة الرسم الصناعى التى منحتنى خبرة ودقة فى استخدام القلم الرصاص فى تحديد رسومات البورتريه.

وأضاف: "خلال هذه الفترة انتقلت إلى مرحلة جديدة فى طريق هوايتى للفن التشكيلى إذ استخدمت ألوان الزيت فى رسم اللوحات المختلفة، ثم اتخذت من هوايتى عملا للتكسب ومصدرا للرزق من خلال تكبير حجم الصور الصغيرة (أطفال، عرائس، متوفين) إلى مقاسات كبيرة وبيعها بأسعار تراوحت وقتها ما بين 15 إلى 25 قرشًا".

واستطرد: "سافرت إلى القاهرة وعرضت أعمالى على أصحاب الاتيليهات التى تبيع "لوحات الزيت، الفازات، تماثيل"، فلاقت إعجابا ملحوظا لديهم وأقبل رواد تلك الأماكن على شرائها وكنت أحصل على ثلاثة أو أربع جنيهات مقابلاً للوحة واحدة وذاع صيتى وأبلغنى أصحاب "الاتيليهات" أن هناك الكثيرين من المتهمين باقتناء اللوحات يرددون اسمى ويسألون عن أعمالى الجديدة وارتفع ثمن اللوحة إلى 5 جنيهات وأبرز رسوماتى خلال تلك الفترة "بورتاريهات" الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وعبدالحكيم عامر، وأشهر كبارى القاهرة، والأشجار بأنواعها المختلفة".

وتابع "عملت فى المصانع الحربية وفور علمهم بأننى فنان تشكيلى اختارونى للعمل على ماكينة تحتاج تصميم وتشكيل بدقة متناهية، كما رسمت صورة لأحد الخبراء الأجانب العاملين معنا أعجب بها واشتراها بجنيه واحد ثم قدمت استقالتى من المصنع لأتفرغ للفن التشكيلى، ولم تمر فترة طويلة ألا والتحقت بالقوات المسلحة لقضاء فترة التجنيد سنة 1968، وحضرت حرب الاستنزاف وعبرت قناة السويس فى 73 مع جنود مصر البواسل، وعقب انتهاء فترة تجنيدى عينت بمديرية إسكان بنى سويف ثم انتدبت للعمل فى الوحدة المحلية لمركز ومدينة ناصر".

وواصل حديثه قائلا: "سافرت إلى القاهرة لشهور قلائل لعرض لوحات جديدة فى بعض الاتيليهات التى عرضت لوحاتى من قبل، ثم سافرت إلى السعودية للعمل كمراقب فنى للإنشاءات لمدة 14 سنة كنت خلالها ارسم صورا التقطتها الكاميرا بالأبيض والأسود لمواقع التنقيب عن البترول والميناء والجمارك وشوارع المدن وغيرها، بالألوان وأسلمها لمسؤولى المؤسسى التى أعمل بها، كما رسمت صورا لأشخاص منهم "خالد بن الملك فهد" وبعت الكثير من اللوح للراغبين، فضلا عن مشاركتى بمجسمات للمدارس والطرق وشوارع المدن فى معارض اقامتها المملكة".

واستطرد الخولى "ورث ابنى الفن التشكيلى منى ولكنه أصقل الموهبة بالدراسة والتحق بكلية الفنون الجميلة قسم الجرافيك والرسوم المتحركة ويعمل حاليا فى تصميم وتنفيذ الديكورات، وأحضر لى صورة لفتاة رومانية مستلقاة على الأرض طلبت زوجة الراحل الكابتن صالح سليم تجسيدها فى لوحة فنية، وقمت بتنفيذها، كما أقمت 6 معارض بقاعة قصر ثقافة بنى سويف نالت إعجاب رواد القصر ومحبى الفنون التشكيلية وآخرها منذ أيام وضم لوحات مختلفة".