التبغ بين الزراعة وتحديات الصناعة "1".. نصر عبدالعزيز العضو المتفرغ للشؤون الفنية بالشركة الشرقية:مصر تستورد 70 ألف طن تبغ سنويا.. وانخفاض زراعة الدخان %30 عالميا.. نستورد من 50 بلداً

الثلاثاء، 20 نوفمبر 2018 11:46 ص
التبغ بين الزراعة وتحديات الصناعة "1".. نصر عبدالعزيز العضو المتفرغ للشؤون الفنية بالشركة الشرقية:مصر تستورد 70 ألف طن تبغ سنويا.. وانخفاض زراعة الدخان %30 عالميا.. نستورد من 50 بلداً جانب من الحوار
كتب - عبدالحليم سالم تصوير - عمرو مصطفى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 

- «البرلى والفرجينى والشرقى» أشهر أنواع التبغ والأخير أكثرها حساسية.. والعالم ينفق 800 مليار دولار سنوياً على منتجات التبغ

 

- منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة، تؤكد أن العالم يستهلك نحو 7 ملايين طن من التبغ، وذلك فى 120 بلدًا

 
أكدت منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة، أن العالم يستهلك نحو 7 ملايين طن من التبغ، وذلك فى 120 بلدًا، حيث تبلغ قيمة المحصول نحو ما يتراوح من 24.5 مليار دولار إلى 28 مليار دولار.
 
«اليوم السابع» تلقى الضوء على قصة التبغ من خلال عدة حلقات يتم خلالها إلقاء الضوء على التبغ منذ بداية ظهوره حتى الآن، وعلى التحديات التى تواجه زراعته وصناعته من منظمة الصحة العالمية، وتأثير السجائر الإلكترونية على الصناعة.
 
ولاسيما أن العديد من المؤتمرات الدولية، كشفت مؤخرًا عن مجموعة من الحقائق المثيرة للاهتمام، منها أن صناعة التبغ فى العالم تحظى بأهمية قصوى، حيث يوجد ما لا يقل عن مليار مدخن على مستوى العالم، ينفقون سنويًا أكثر من 800 مليار دولار على شراء منتجات التبغ.
 
قال المهندس نصر عبدالعزيز، العضو المتفرغ للشؤون الفنية بالشركة الشرقية إيسترن كومبانى، إن مساحات زراعة التبغ فى العالم تقلصت نتيجة اهتمام الحكومات النابع من ضغوط منظمة الصحة العالمية عليها، وهو عرف عن طريق كريستوفر كولومبوس مكتشف الأمريكتين.
 
حوار نصر عبد العزيز (1)
 
ويشير «نصر» فى حوار لـ«اليوم السابع» إلى أن الحكومات كانت تمنح دولارًا دعمًا لكل كيلو تبغ يتم تصديره، وحتى الآن دولة مثل مقدونيا تدفع لمزارعى التبغ باعتبار أنه ثقافة وتراث شعوب منذ مئات السنين، وتستورد مصر التبغ من دول مثل إسبانيا واليونان وبلغاريا وتركيا وبولندا ومقدونيا وغيرها ومن الصين والهند أيضًا.
 
ويضيف عبدالعزيز، تعد الصين أكبر منتج للدخان الفرجينى وأكبر مستهلك أيضًا، ويبلغ إنتاجها من 45 إلى %50 من دخان «الفيلر» الخاص بتصنيع السجائر، وبالتالى ونتيجة ارتفاع المعيشة هناك تم تقليص الزراعات حيث انخفضت %30 فى آخر 3 سنوات.
 
وأوضح «نصر» أنه بلا شك أن التبغ لعب دورًا مهمًا فى اقتصاديات العديد من دول العالم، وإلى الآن يلعب نفس الدور فى اقتصاديات الشركة الشرقية وغيرها من شركات التبغ العربية.
 
وأضاف المهندس نصر عبدالعزيز، أن التبغ الخامة الرئيسية للإنتاج والتى يتم من خلالها تصنيع العديد من توليفات الأدخنة، سواء لأدخنة السجائر أو المعسلات.
 
وأشار «نصر» إلى أن التبغ يزرع فى مناطق واسعة جغرافيًا من العالم، تمتد من الشرق إلى الغرب، مثل الصين والهند وتايلاند ولبنان وفيتنام وفى أفريقيا يزرع فى كينيا، مالاوى، أوغندا، موزمبيق، وزيمبابوى، إضافة إلى منطقة البلقان فى بلغاريا، مقدونيا، تركيا، واليونان وإيطاليا، كما يزرع فى أمريكا الشمالية والبرازيل فى أمريكا الجنوبية والأرجنتين وجوبا وهندوراس وجواتيمالا.
 
ويضيف أنه تقلصت مساحات التبغ على مستوى العالم نتيجة الجهود القوية لمنظمة الصحة العالمية فى مكافحة ومنع انتشار التبغ، بالإضافة لتوقيع مصر على اتفاقية للحد من انتشار التبغ وزراعة الدخان، وبالتالى نتيجة التوقيع العالمى عليها انخفض الإنتاج العالمى من الأجهزة والمحصول عام2017 بمعدل %17، كما انخفض إنتاج أهم الدول المنتجة التبغ، على سبيل المثال انخفض إنتاج الصين تدريجيا بنسب من 3 إلى 8 إلى 18 إلى %24.
 
حوار نصر عبد العزيز (2)
 
وأشار إلى أنه يقدر إنتاج الصين من 45 إلى %50 من الإنتاج العالمى فيما تعد البرازيل ثانى أكبر منتج للدخان الفرجينى فى العالم، حيث انخفض إنتاج محصول 2018 عن السنوات السابقة بمعدلات 8، 27، 2، %10.
 
وأوضح أن الهند ثالث أكبر منتج للتبغ انخفض الإنتاج بالتدريج بنسب 10 ؛31، 31، 22، كما انخفض الإنتاج فى أمريكا بنسب 21 و23 و20 و%23 بالترتيب.
 
ويؤكد العضو للشؤون الفنية، أنه فى مالاوى أكبر منتج للدخان البرلى حصل انخفاض %46 ثم %16 عامى 2017 و2018 بالترتيب.
 
وأوضح نصر عبدالعزيز تكمن أهمية تأمين الشركة الشرقية لمخزونها لمدة 3 سنوات، لحماية إنتاجها من التقلبات العالمية، خاصة أن معظم دول العالم تقوم بزراعة التبغ، ويتأثر الدخان بالتقلبات الجوية من حيث الفيضانات والأمطار وظاهرة النينو.
 
وأضاف «نصر» أن وزير المالية الدكتور محمد معيط، تفهم وجهة نظر الشركة فى هذا الصدد، ووافق على زيادة المخزون لمدة عامين قابلة المد لثلاثة أعوام عند الحاجة وهو أمر إيجابى لصالح الشركة.
 
ويقول عضو الشؤون الفنية بالشركة من هذا المنطلق تلعب قطاعات الدخان دورًا مهمًا فى تأمين احتياجات الشركة من الأجهزة من جميع أسواق العالم، والتى تقترب من 50 بلدًا، حيث يتم متابعة إنتاجية دول العالم من الدخان بداية من مرحلة الشتل والزراعة والحصاد والتسوية والإنتاج، لافتًا إلى أنه تقوم قطاعات الدخان فى الشركات بتصميم توليفات خاصة بها تختلف من شركة لأخرى.
 
وكشف نصر عبدالعزيز أنه تستغرق عملية صناعة خبير الأدخنة عشرات السنين، وهو الشخص الذى يقيم مدى قوة التوليفة والنكهة وبالتالى يحتاج لتدريب فى مناطق زراعة الدخان واكتساب الخبرات لفحص الأدخنة.
 
وأوضح أن انتقال الصفات الوراثية فى أى نبات يتم من خلال ثمرة النبات، أما فى الدخان الجزء الاقتصادى فى الورقة نفسها هى نفسها الثمرة وهى تتأثر بالعوامل الجوية، مثل الرياح والأمطار والتسميد والتسوية مما يتطلب الحفاظ على رقة الورقة وعدم كبر سمكها.
 
حوار نصر عبد العزيز (3)
 
وقال «نصر» على سبيل المثال فإن زيادة معدلات التسميد الأزوتى لنبات الدخان يؤدى لوجود ورقة سميكة يصعب عملية تسويتها داخل الأفران المخصصة، لذا فإن عملية زراعة الدخان فى مصر عملية صعبة جدًا وفى غاية الصعوبة لعدة أسباب، أبرزها عدم وجود خبرات كافية فى زراعة التبغ بجانب محدودية المساحة الزراعية المناسبة وندرة المياه، فى وقت ترشد الحكومة استهلاك المياه، وتوجيهها لمحاصيل مثل القمح والخضراوات.
 
وكشف «نصر» أنه منذ 7 سنوات تم عمل دراسة مصرية لزراعة التبغ فى أثيوبيا لكن لم تتم لعدم ملائمة المناخ واعتبارات أخرى رغم توفر المياه هناك.
وأضاف أنه تم عمل بحث من أساتذة كلية الزراعة فى جامعة المنوفية حول زراعة التبغ فى مصر، وتم تحديد نحو 35 ألف فدان غرب النوبارية كان يمكن زراعتها وتصلح لكن التكلفة كانت عالية، وتم التراجع عن المشروع.
 
وكشف «نصر» أن إجمالى ما تستورده مصر يتراوح من 65 إلى 75 ألف طن بمتوسط 70 ألف طن تبغ سنويا، لافتا إلى أن الشركة الشرقية تستورد سنويًا من 50 إلى 55 ألف طن من كل الدول حسب المخزونات، والطن يباع من 3500 إلى 4 آلاف دولار، ويمثل من %30 إلى %40 من قيمة تصنيع السجائر، ويتم تحديد السعر بحسب المنشأ وحالة التبغ نفسه، ونحن كشركة نعمل دراسات قوية قبل الشراء ونتابع حالة التبغ نفسه لأنه يتم زراعته عن طريق الشتل ونتابعه ونتابع الظروف الجوية وتأثر الدول بها حتى نضع خطة للاستيراد.
 
وقال «نصر» إن زيادة المخزون الاستراتيجى يضع الشركة فى موقف جيد فى التعامل مع تغير الأسعار العالمية ويمكنها من إلغاء أى مناقصات مرتفعة الثمن لعام قادم، ولا سيما أن التبغ نبات غير نمطى يتأثر بالأوضاع الجوية وأيضًا السياسية لأن هناك دولًا تحدد سعره للمزارعين قبل الحصاد.
 
وأضاف أن تبغ الشركات الأجنبية الذى يصنع فى الشركة الشرقية يأتى جاهزًا على عمل السيجارة مباشرة وفق خلطتهم والكميات سنويًا تتراوح من 15 إلى 20 ألف طن تبغ تنتج من 20 إلى 22 مليار سيجارة. ويتم شحن التبع فى كراتين سعة 200 كيلو عدا الدخان الشرقى حوالى من 140 إلى 160 كيلو لأنه ضعيف.
 
وأشار «نصر» إلى أن مصانع القطاع الخاص تستورد تبغها لإنتاج المعسل فقط ويمثل %80 من السوق المحلى يتراوح من 10 إلى 12 ألف طن سنويًا ونحن %20 فقط، ونسعى لزيادة حصتنا من المعسل، مرجعًا أسباب ضعف حصة الشركة إلى وجود مصانع غير مرخصة وطالبنا وزير المالية بتدخل الجهات المعنية مثل التموين والصحة والضرائب للتعامل مع المصانع بخلاف مصانع تقلد باكو السلوم الخاص بنا، ويباع بأقل من سعره وهذا يضعف منافستنا.
 
حوار نصر عبد العزيز (4)
 
وفى إطار السعى لزيادة الحصة السوقية، قال «نصر» لقد طورنا من أنواع الدخان فى المعسلات طورنا النكهات بالتعاون مع شركات فرنسية وأمريكية وألمانية مما فتح باب التصدير لدول مثل الكويت وليبيا والسعودية.
 
وأضاف أننا نسعى لمضاعفة الصادرات 3 مرات وجار فتح أسواق جديدة مع توجه الإدارة الجديدة بقيادة العضو المنتدب هانى أمان، وهو متخصص فى التسويق.
 
وأوضح «نصر» أن الشركة تعتبر قرارات منظمة الصحة العالمية حول فرض ضرائب على الشركات المحلية لصالحها وكذلك شركات تصنيع التبغ فى لبنان وتونس والعراق وسوريا والصين قرارًا سلبيًا باعتبار اعتماد تلك الدول على الضرائب الواردة من الشركات فى دعم الحكومات والتزامها بوضع تحذيرات على ثلثى علب السجائر أيضًا، فى حين تتجاهل دول كثيرة وضع علامات تحذيرية.
 
وأضاف حتى لو أوقفنا تصنيع السجائر والأدخنة سيتم تهريبها وبالفعل هناك عمليات تهريب قائمة، وتدخل سجائر غير مطابقة للمواصفات بل وبدون علامات تحذيرية، ولو تم إيقاف زراعة التبغ مثلًا فى لبنان، وهى متركزة فى الجنوب على حدود إسرائيل من سيعيش هناك؟
 
وقال «نصر» إن الحكومة تحصل على نسبة تتراوح من 78 إلى %80 ضرائب والباقى يؤدى إلى أرباح للشركة نفسها وهو ما يدعم الصناعة ويؤكد استمرارها.
 
وأشار نصر عبدالعزيز لذلك لجأت دول العالم لتأمين احتياجاتها من الأدخنة بإنشاء مصانع لإنتاج الدخان فى مناطق زراعته فى البرازيل، حيث توجد مصانع لأكبر شركات إنتاج السجائر مثل فيليب موريس واليابانية وبريتش أمريكان، والشركة الصينية الوطنية رغم أن الصين أكبر منتج للدخان الفيلر أنشأت مصنعًا لها فى البرازيل.
 
وأضاف أنه فى زيمبابوى رابع منتج للتبغ الفرجينى فى العام يوجد مصانع أيضًا للشركات السابقة كتواجد فى مناطق الزراعة.
 
وأضاف «نصر» أنه فى مالاوى يوجد مصنع لإنتاج الدخان البرلى للشركة اليابانية، وتفكر الشركة الشرقية حاليًا فى عمل شراكات أو شراء شركة أو مصنع فى إحدى دول إنتاج التبغ وتجرى دراسات حاليًا بهذا الشأن، موضحًا أنه توجد معاهد متخصصة فى كل دول العالم المنتجة للتبغ لتطوير عمليات الزراعة وزيادة الإنتاج على سبيل المثال فى أمريكا واليونان وبلغاريا زيمبابوى، وهذا يؤكد أن زراعة وصناعة الدخان عالميًا تخضع لبحوث وليست عشوائية لحماية النبات.
 
حوار نصر عبد العزيز (5)
 
وحول توليفات الدخان، قال نصر عبدالعزيز، إنه توجد 3 توليفات أساسية فى الصناعة، الأولى توليفة شرقية تتكون من الأدخنة الشرقية فقط ويتم إنتاج الدخان الشرقى فى دول لبنان، بلغاريا، مقدونيا.
 
الثانية توليفة فرجينيى من الأدخنة الأربعينيات، تتميز باللون الأصفر الذهبى وبها نسبة سكريات، الاستعمال ببعض المواد الحافظة الرطوبة، مثل الدارسين والبطولة بروبلين وتقطع على32 شريحة فى البوصة.
 
الثالثة التوليفة الأمريكية تحتوى على أدخنة البر لى، يتميز بمحتوى عالى من النيكوتين بجانب أدخنة فرجينية وشرقية، مع إضافة مواد على الخلطة تختلف من شركة لأخرى حسب نوعية السجائر.
 
وأشار نصر عبدالعزيز إلى أن العديد من المؤتمرات الدولية المتعلقة بالتبغ، كشفت مؤخرًا عن مجموعة من الحقائق المثيرة للاهتمام، منها أن صناعة التبغ فى العالم تحظى بأهمية قصوى، حيث يوجد ما لا يقل عن مليار مدخن على مستوى العالم، ينفقون سنويًا أكثر من 800 مليار دولار على شراء منتجات التبغ، وأن العديد من دول العالم تعتمد ميزانيتها السنوية على عوائد الضرائب المستقطعة من صناعة التبغ.
 
وحول بداية زراعة وصناعة التبغ، قال نصر عبدالعزيز تاريخيا يعود إلى القارة الأمريكية، حيث استخدمها السكان الأصليون فى طقوسهم الدينية باعتبارها مسكنًا للأوجاع، فبعد اكتشاف كريستوفر كولومبوس للقارة الأمريكية أحضر البحارة التبغ معهم عند العودة إلى أوروبا.
 
ويضيف «نصر» وفق المعلومات المتاحة، ففى القرن التاسع عشر صمّم الفرنسيون أول ورق للتبغ، صانعين أول سيجارة، لافتًا إلى أنه مع اختراع السجائر بدأت الشركات تروّج للسجائر وتبيعها للعامة، ويوجد 20 نوعًا من التبغ وهو نبات يزرع للحصول على أوراقه التى يصنع منها السجائر والسيجار والنشوق «سعوط» والمضغة.
 
ويشير العضو المتفرغ للشؤون الفنية بالشركة الشرقية إلى أنه عربيًا دخل التبغ مع المستعمرين للبلاد العربية، وانتشر بين العرب، وكان أول ما عرف نحو عام 1000 للهجرة، ففى عام 1964 ظهر تقرير عن السجائر والصحة، هذا التقرير ساعد الحكومة على تقليل إعلانات السجائر، موضحًا أنه فى العموم فى فترة الستينيات شهدت ظهور العديد من التحذيرات الصحية من السجائر.
 
مما يذكر تاريخيا أنه فى عام 1965 توقفت إعلانات السجائر التليفزيونية فى إنجلترا. وفى عام 1966 وضعت التحذيرات الصحية على علب السجائر.
ثم فى 1968 ظهر نوع من السجائر يدعى برافو بدون تبغ ولكنها فشلت تمامًا.
 
وفى مصر دخل نبات التبغ مصر أول مرة سنة 1601 وكانت أوراق النبات تستعمل عن طريق المضغ قبل اختراع السجائر.
 
حوار نصر عبد العزيز (6)
 

 

حوار نصر عبد العزيز (7)
 
p.7
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة