وحذر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قوات الإطفاء فى ولاية كاليفورنيا من التقاعس فى مواجهة الحرائق، مهدداً بسحب المخصصات المالية الفيدرالية الخاصة بها.
وقال ترامب فى تدوينة على حسابه الشخصى مساء السبت: "ليس هناك أى سبب لسقوط مثل هذا العدد الكبير من القتلى فى حرائق الغابات بكاليفورنيا سوى أن طريقة التعامل معها متواضعة بل وسيئة". وتابع : "نخصص مليارات الدولارات سنويا ، ومع ذلك ، تفقد أعداد كبيرة من الضحايا أرواحهم ، وهذا يرجع إلى سوء التعامل مع حرائق الغابات..يجب معالجة مثل هذا الوضع على الفور وإلا فلن ندفع أموالا فيدرالية مستقبلًا ".
وفى تقرير لها، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن حرائق الغابات التى تلتهم كاليفورنيا فى الوقت الراهن كانت شاسعة وأحدثت دمارا وكانت قاتلة لعدد كبير من السكان فى مناطق كثيرة بالولاية منها لوس أنجلوس وغيرها من المناطق على طول الجبال الشمالية.
وأوضحت الصحيفة أن حريق "كامب فاير" فى منطقة جبال سييرا نيفادا شمال ساكرامنتو من بين الحرائق الأكثر تدميرا فى تاريخ الولاية. فحتى أمس السبت دمر حوالى 7 آلاف مبنى فى ودمر مدينة براديس وكان السبب فى مصرع 23 شخص من إجمالى عدد الضحايا 25 والمرشح أن تزداد أعدادهم فى الفترة القادمة.
وذكرت وكالة أسوشيتدبرس، أنه تم العثور على 14 جثة إضافية، مما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا فى شمال كاليفورنيا إلى 23، ولم يتم تحديد هويات الضحايا بعد، وهناك تقارير تتحدث عن 10 أشخاص مفقودين.
وبالوصول إلى هذا العدد من الضحايا، فإن حريق كامب فاير قد تجاوز حريق العام الماضى تابس فاير الذى أدى إلى مصرع 22 شخصا، كان الحريق الثالث الأكثر دموية فى تاريخ الولاية حتى الآن، بينما يعد حريق جريفيث بارك عام 1933 هو الأكثر دموية حيث خلف 29 قتيلا.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز إنه لم يتم إحصاء عدد كثير من الناس فى المناطق المتضررة من الحريق، بينما قال مسئولون فى مقاطعة بوت إنهم يوسعون فريق البحث عن الجثث.
وتوضح الصحيفة أن مسئولى مكافحة الحرائق عادة ما يحفزون السكان على اتخاذ إجراءات وقائية تتمثل فى شذب الأشجار وإبقاء الأشياء القابلة للاحتراق بعيدة عن المنزل لينخفض خطر الحرائق، لكن ما زاد فى صعوبة الأوضاع هو الرياح إلى جانب أن الولاية لم تشهد سقوط أمطار منذ شهر تقريبا.
وبدأ الحريق فى وقت مبكر يوم الخميس الماضى وهو الأشد تدميرا بين عدة حرائق أججتها الرياح فى أنحاء كاليفورنيا خلال عام يعد من أسوأ أعوام حرائق الغابات فى الولاية.
وقد دفعت الحرائق عدد من مشاهير هوليود الذين يسكنون فى الولاية إلى مغادرة منازلهم من بينهم نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان ونجمة البوب ليدى جاجا، حيث أخلت كارداشيان منزلها هى وزوجها كانى وست يوم الخميس وكتبت على تويتر يوم الجمعة تقول "علمت أن النيران وصلت إلى منزلنا.. ولكن تم احتوائها بشكل أفضل الآن وتوقفت".
وصدرت يوم الجمعة تعليمات إلزامية بإخلاء ماليبو، التى يقطنها 12 ألف شخص وتمتد على مساحة 43.5 كيلومتر على ساحل المحيط الهادى فى جنوب كاليفورنيا وحتى جبال سانتا مونيكا، بالكامل مع اندلاع حريق وولزى أثناء الليل، وقال حساب مدينة ماليبو على تويتر إن الحريق خرج عن السيطرة.
أما النجمة شير، التى قالت إنها تعيش فى ماليبو منذ عام 1972، فكتبت على تويتر إن حريق الغابات اقترب من منزلها ولكنها لم تكن فيه. وأضافت "منازل الأصدقاء احترقت. لا أحتمل فكرة ألا تكون هناك ماليبو".
وبثت ليدى جاجا تسجيلا مصورا على حسابها على إنستجرام يفيد بأنها أخلت منزلها فى ماليبو يوم الجمعة ويعرض لقطات لدخان أسود متصاعد. وقال المخرج السينمائى جييرمو ديل تورو على تويتر إنه هجر منزله (بليك هاوس) الذى يضم مجموعة تذكارية من مقتنيات أفلام الرعب والخيال.
وكتب ديل تورو مخرج فيلم (ذا شيب أوف ووتر) الفائز بجائزة أوسكار أفضل فيلم هذا العام "ربما يكون بليك هاوس والمجموعة فى خطر لكن نعمة الحياة هى الباقية".
وتضم منطقة ماليبو أيضا العشرات من مواقع تصوير الأفلام ومن بينها وسترن تاون فى باراماونت رانش حيث تم تصوير مسلسل الخيال العلمى "العالم الغربى" (وست وورلد) حيث قالت السلطات عبر تويتر إن الحريق دمر الموقع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة