أكرم القصاص - علا الشافعي

"المدنس" رواية لـ رضا سليمان عن دار غراب

الأحد، 07 أكتوبر 2018 02:00 ص
"المدنس" رواية لـ رضا سليمان عن دار غراب غلاف رواية المدنس
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صدر حديثا عن دار الغراب للنشر والتوزيع، رواية "المدنس" للكاتب والروائى رضا سليمان.

والمدنس إصدار أدبى جديد من لون أدب التشويق والرعب للكاتب والإعلامى رضا سليمان يلحق بأعماله الروائية "ماريونت. مطلب كفر الغلابة، وحى العشق، ظلال الموتى، شبه عارية، ما قبل اليوم الأخير"، وفى هذه الرواية الجديدة ينتقل بنا الكاتب إلى عالم نفسى غريب وتداخلات بين رغبات السيطرة اللانهائية حتى وإن تعامل راغبها مع الجان فتحل لعنة قاسية تحصد بلا رحمة من يلقى بنفسه إلى هذه الأرض المدنسة.

تحل اللعنة على أسرة الجندى شرموخ ويقتل عددا غير قليل بطريقة مثيرة وغامضة حتى الجيل الثالث جيل الشباب لتتزعم "كرمة" ومعها شباب العائلة التصدى لهذه اللعنة.. تقابلهم عقبات مثيرة ومرعبة عبر خطوات فى جو روائى من الإثارة والتشويق والغموض.

ومن أجواء الرواية : كانت هناك.. بين المقابر.. فى طرقاتها الموحشة والظلام كتلة صماء، يجرها من شعرها، زوجها مصطفى الجندى، بيد واحدة، رغم ألمها الرهيب تندهش، إنه بكامل قوته وعنفوانه وكأنه يجر دمية خلفه، بيده الأخرى سكين حاد يبرق فى الظلام مثل عينى ذئبٍ، تستعطفه وهى تحاول اللحاق به، قدماها لم تكونا قادرتين على الانتصاب وحملها، ثم أن قوته الرهيبة فى جرها بهذا الشكل قد ذهبت بأى قوة لديها فاستسلمت لما يحدث، لسانها فقط يلهج ببعض الحروف لتجتمع بين الفينة والأخرى بكلمات مثل "أرجوك.. أحبك.. لا تفعل.. إنها شائعات يا مصطفى"، لكن الرجل صاحب الوجه الصارم والعينين اللتين مثل قصعتى جمر ملتهب لم يكن يمتلك أذنا ليسمع بها، وأنه يتحرك مدفوعًا بقوى خفية، تمر الدقائق ثقيلة وهو ينتقل بها بين المقابر من شارع إلى شارع حتى يصل إلى مقبرة لها جدران مبطنة بالجرانيت الأسود، تتزايد سرعة الرياح لتضرب جدران المقابر فتصدر أصوات شبيهة بصرخاتٍ فزعة، يعوى ذئب، ينعق غراب، بوم ينعب.. يسقط شهب نارى من السماء بسرعة جنونية.

يقذف بها إلى تلك المساحة الضيقة أمام باب المقبرة، تتكور مكانها وعلامات الرعب الحقيقية قد طُبعت على وجهها، تلملم جسدها، تمزقت ثيابها إثر جرها على أرض صخرية، سالت الدماء من أماكن متفرقة، تشوَّهت تفاصيل جمالها بدماء مختلطة برمال الطريق ودموع تفيض مثل نهر، صدر نافر يعلو ويهبط بعنف ليفقد روعته ويلقى ذعرًا رهيبًا على صاحبته التى تختنق أنفاسها.

يتأمل مصطفى المكان لحظات، ينظر فى اتجاه باب المقبرة وشفتاه تتحركان ببطء، فجأة يرفع رأسه إلى السماء ثم يطلق عواء طويل مثل عواء ذئب مجنون قبل أن يرفع يديه إلى أعلى بذلك السكين الحاد ليهوى به فوق رقبتها ليفصل الرأس عن الجسد. مفزوعة تطلق صرختها التى تفر من قوتها خفافيش الليل وجنادب المقابر وزواحفها.

 

غلاف رواية المدنس
غلاف رواية المدنس

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة