محمد سلماوى: الإنسان ضعيف وسورة "المؤمنون" حددت مسار مذكراتى

الخميس، 04 أكتوبر 2018 05:20 م
محمد سلماوى: الإنسان ضعيف وسورة "المؤمنون" حددت مسار مذكراتى جانب من الندوة
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على هامش فعاليات معرض عمان الدولى للكتاب فى دورته الـ18، وتحت عنوان "معضلات أدب السيرة العربى"، استعرض الكاتب الكبير محمد سلماوى، والروائى الأردنى سعود قبيلات، والقاصة هدى فاخورى، مشكلات أدب السيرة الذاتية فى الوطن العربى "يوما أو بعض يوم" نموذجا.

 

وقال الكاتب والروائى محمد سلماوى، إن هناك عدة مبادئ ومعايير التزم بها أثناء كتابته لسيرته الذاتية "يوما أو بعض يوم"، والصادرة عن دار الكرمة للنشر والتوزيع، مشيرا إلى أن أكبر معضلة فى أدب السيرة العربى تكون "الصراحة والصدق"، فكل سيرة قرأتها كان كاتبها يروى عن نفسه بأنه الأفضل فى كل شيء فى الحياة، فقررت أن أكون صريحا، وأقتنى بعضا من النماذج النادرة فى أدب السيرة العربية، أذكر منها مذكرات القائد سعد زغلول، وكتب عن نفسه فيها بأنه كان مدمن لعب الميسر، ومذكرات الدكتور لويس عوض الذى تحدث عن عائلته بصراحة متناهية، ما دعا شقيقه رمسيس عوض، أن يمنع نشر مذكرات أخيه بعد وفاته.

الكاتب محمد سلماوى يوقع مذكراته
الكاتب محمد سلماوى يوقع يوما أو بعض يوم

 

وأضاف أنه تحدث عن أول تجربة جنسية فى حياته فى مذكراته، كما أن "يوما أو بعض يوم" لم تكتب للحديث عن عهدى الرئيسين عبد الناصر والسادات، ولكنها تؤرخ لشخصية إنسانية كانت تلك الأحداث جزءا من حياتها.

 

وأوضح سلماوى أنه بسبب صدقه مع نفسه أولا ثم مع القارئ، كتب في مذكراته أنه كان ملحدا فى سنوات المراهقة، وذلك بسبب قراءاته الكثيرة فى فلسفة أرتور شوبنهاور ونيتشه وغيرهما آنذاك، مضيفا أنه خرج من هذه المرحلة إلى أخرى عندما اكتشف أنه مؤمن من داخل نفسه، وبين هذا فى المذكرات، وكتب هذه الكلمات عن قناعة تامة، فإذا لم يكن الإنسان صادقا فى مذكراته فلا داعى لكتابتها، فليس الهدف منها تجميل الذات، وإنما سرد تجربة شخصية قد تكون مفيدة.

 

ونوه إلى أن المعيار الثانى "التواضع"، قائلا: إن الإنسان مهما تبوأ من مناصب إلا أنه فى النهاية لا يساوى شيئا، مضيفا بأنه وجد فى الآية 111 سورة المؤمنون " قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ (113) قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ"، مؤكدا أنه وجد فى تلك الآيات الكريمة مساره بعيدا عن الانسياق وراء المفاخرات فى بعض السير العربية.

 

أما المعيار الثالث والأخير "التوثيق"، فكل حدث فى المذكرات موثق، سواء من خلال خطابات أو قصاصات من صحف تثبت ما أقول أو صورة فوتوغرافية، حيث ورد فى كتاب "يوما أو بعض يوم " 150 صورة لم تنشر من قبل.

خلال الندوة بمعرض عمان للكتاب (1)
خلال الندوة بمعرض عمان للكتاب 

 

من جانبها قالت الكاتبة الدكتورة هدى فاخوريا، إن كتاب يوماً أو بعض يوم، قد يشكل يوماً فى حياة إنسان محطة مهمة فى حياته على الرغم من قسوة الحدث الذى حصل فى ذلك اليوم، فكيف إذا كان الزمن قد اختلط لدى الكاتب، وأصبح هذا اليوم عنواناً لمذكرات الكاتب لمرحلة مهمة من حياته بين مولده، وهى الجزء الأول من مذكرات الصديق محمد سلماوى.

وتابعت قائلة : ما لفت نظرى أن سلماوى وأنا وُلدنا فى نفس العام!، أنا ولدت في السلط بمحافظة البلقاء، وولد الكاتب محمد سلماوى في دسوق بمحافظة كفر الشيخ. احتفل الأهل "الارستقراطيون"  في دسوق لمولد الإبن محمد، وكنت الرقم الخامس لأسرة من عشيرة كبيرة العدد في محافظة البلقاء. كانت مفاجأة لي أننا من نفس العمر، وهكذا كشفتُ لكم سراً لم أخفهِ يوماً.

واستكملت حديثها، درستُ طب الأسنان فى جامعة القاهرة فى مصر فى منتصف ستينيات القرن الماضى، حيث كانت القاهرة مركز إشعاع حضارى لنا، قرأت الكتب وزرتى المعالم الحضارية وحصلت على شهادتى فى عهد عبد الناصر.

خلال الندوة بمعرض عمان للكتاب (2)
خلال الندوة بمعرض عمان للكتاب 

 

وهذا ما حصل أيضاً مع الكاتب المسرحى المناضل الصحفى  محمد سلماوى، عشنا نفس الظروف، لكن سلماوى اختار أيضاً أن يكتب إحدى أهم مسرحياته، عن شخصية شبه أسطورية إشكالية عاشت هنا قبل أكثر من ألفي عام وهو" يوحنا المعمدان "، إذ جاء إلى الأردن، إلى جبل مكاور ليكتب مسرحيته المهمة " سالومي "، التي قُدمت على المسرح الجنوبي في مهرجان جرش، والقصة كما هو معروف عن يوحنا المعمدان الذي قُطع رأسه بأمر من سالومي قريبة الحاكم الروماني، على رأس جبل مكاور في جنوب مادبا.

وقالت عشت فى مصر حيث تشكل وعيي، وهى بالنسبة لى أهم خمس سنوات فى حياتى، وقد كتبت الفصل الأول فى كتابى ما يشبه النضال، وهو ما يشبه المذكرات، عن حياتى فى مصر، وللمصادفة أيضاً كتبنا أنا والأستاذ سلماوى مذكراتنا في نفس العام تقريباً. وهنا أقول رب صديق لك تلتقيه صدفة، وتكتشف أن عدد الأحداث التي تجمعك به في هذه الحياة كبير، وتشكل الصدفة أهم محطاتها. أقول لصديق الصدفة المباركة أهلاً بكَ في الأردن، أهلا بك في معرض الكتاب في عمان، أهلا بكَ صديقاً وفياً مخلصاً معطاءً مناضلاً وكاتباً مسرحياً وروائياً وصحفياً وسياسياً لم يساوم ولم يتنازل، عنيداً وقوياً، وفى هذا أيضاً قد نكون متشابهين.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة