أكرم القصاص - علا الشافعي

"الكيلانى أول مصرى يلغى المستحيل بطرف صناعى".. القطار أفقده قدمه. فحقق 10 كم جرى فى ساعة و54 دقيقة وقطع 100 كيلو من القاهرة للسخنة.. أخفى إعاقته بالبنطلون رفضا للتعاطف وأظهرها بـ"الشورت" فى ماراثون القاهرة

السبت، 20 أكتوبر 2018 01:00 ص
"الكيلانى أول مصرى يلغى المستحيل بطرف صناعى".. القطار أفقده قدمه. فحقق 10 كم جرى فى ساعة و54 دقيقة وقطع 100 كيلو من القاهرة للسخنة.. أخفى إعاقته بالبنطلون رفضا للتعاطف وأظهرها بـ"الشورت" فى ماراثون القاهرة محمد الكيلانى الذى تغلب على الإصابة
كتبت آية دعبس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا تحاول اللحاق به، فلا فائدة من محاولتك، فهو كالفهد فى سرعته، ويفوقه فى قدرته على الجرى لمسافات طويلة، يتفوق الفهد على فريسته بسرعة قفزه على 4 أطراف، بينما محمد تفوق على منافسيه بساق واحدة، وتمكن من الجرى لمسافة 10  كيلو متر فى ساعة و54 دقيقة، وقطع 100 كيلو سيرا من القاهرة للعين السخنة فى3 أيام، حتى نجح فى تغيير شعور والده ناحيته، من كونه آسفا على حال ابنه الذى أصبح معاقا فى عمر الشباب، إلى شعورا بالفخر بما تميز به الآن بين أصحابه.

WhatsApp Image 2018-10-16 at 10.38.19 AM

القطار دهس قدمه من القدم لفوق الركبة

محمد الكيلانى، من مواليد 6 أغسطس 1992، مركز أشمون محافظة المنوفية، ولد طفلا طبيعيا، واستمر بهيئته تلك حتى انتهاء دراسته فى الثانوية الأزهرية، جاء التنسيق الخاص بكليته، فى إحدى كليات جامعة الأزهر بالقاهرة، كان ذلك بالتزامن مع أحداث ثورة يناير، والتى جعلت والده يخشى تركه وحيدا فى القاهرة، وطالبه بالبقاء بالقرب منهم، والالتحاق بكلية الشريعة بجامعة طنطا، لم يتقبل محمد وقتها الأمر، لكن مع إصرار والده اضطر إلى ذلك.

فى الأول من ديسمبر 2011، خلال اتجاه محمد إلى كليته بطنطا وسط زحام شديد فى محطة القطار، حاول اللحاق بآخر مكان يمكن لشخص أن يستقله فى القطار، لكن القدر لم يساعده، فانزلقت إحدى قدميه، لكنه تمسك بأحد قطع الحديد المجاورة للباب، وظل القطار يسحبه، وهو معلق خارجه، حتى وصل إلى منطقة التحويلة، ومع انتقال القطر فى التحويلة، سقط من القطر على وجهه وفقد وعيه، وعند إفاقته وجد أن القطار قد دهس قدمه بداية من الكعب وحتى أعلى الركبة، وقتها حدثته نفسه بأن مصير قدمه هو البتر.

WhatsApp Image 2018-10-16 at 10.38.21 AM

روى محمد الكيلانى، قصته لـ"اليوم السابع"، قائلا: "بعد إصابتى ونقلى للمستشفى، خاطبت والدى وأخبرته أننى تعرضت لحادث سير وتم نقلى للمستشفى، وعندما أعلم الأطباء والدى، بضرورة البتر، رفض وقرر نقلى للقاهرة، حتى أن والدتى كانت تخبرنى خلال طريقنا للقاهرة، أننى سأركب مسامير وشرائح وسأعود كما كنت، لكن مع تأكيد المستشفى بالقاهرة أيضا ضرورة البتر، ظلت والدتى تصرخ حتى فقدت وعيها، ووالدى أيضا، وأجريت العملية وظللت فى البيت لمدة 6 أشهر، كنت أتصور أنهم من أصعب أيامى، لكننى بعد ذلك وعند مرورى بما هو أصعب علمت أنهم كانوا أقل صعوبة، خاصة بعدما أصيب والدى بحالة من الاكتئاب حزنا على، وأننى سأكمل حياتى على كرسى متحرك".

رفض التعيين ضمن نسبة الـ5% بعد اشتراط شركات إقامته فى المنزل بمرتب شهرى

وأضاف: "نظرا لأننا نعيش فى الأرياف، لم تكن ثقافة تركيب طرف صناعى منتشرة بحد كبير، لكننى قررت الاستعانة بطرف صناعى، وبالفعل ركبته بعد 6 أشهر من الإصابة، وانطلقت بشكل لم أكن أتخيله، لأثبت لوالدى أننى شخص سليم، وأخرجه من حالته، وقررت العودة إلى كليتى التى كنت أرغب فى الالتحاق بها من البداية، وهى كلية نظم المعلومات فى القاهرة، وكنت أخدم نفسى منفراد، وانتهيت من الدراسة وحصلت على شهادتى بتقدير جيد جدا، وقتها وجدت نفسى أمام ما كان يشعر به والدى مبكرا، وهو كيفية مواجهة المجتمع بالإعاقة، حين بدأت التقديم للعمل فى العديد من الوظائف ويتم رفضى دائما، هذا بالإضافة إلى عرض شركات العمل ضمن نسبة الـ5%، بشرط أن أجلس فى المنزل وأحصل على مرتب، لكننى رفضت ذلك، خاصة أن ذلك لن يكسبنى خبرة".

WhatsApp Image 2018-10-16 at 10.38.22 AM

عمل محمد "كول سنتر" لمدة أسبوعين، ثم بأحد مكاتب المحاسبة لمدة 10 أشهر، وبعد ذلك ظل لفترة دون عمل، حتى أصيب من جديد فى ساقه المبتورة، إصابة هددته ببتر الجزء المتبقى من الفخذ، إلا أن أحد الأطباء أكد أنه مع التحمل يمكنه أن يحول الأمر إلى طبيعى، وهو ما حدث، لم يكن محمد يفضل البقاء لفترات طويلة بالمنزل، حتى تعرف على واحدة من المجموعات التى تنظم فعاليات للجرى، يوم الجمعة، وتحدث مع أحد المنظمين وأخبره بحالته، والذى أكد بدوره إمكانية مشاركته بالسير، وفى أول مشاركة له بالفعالية فوجئ أنه يقفز  ويجرى دون أى تعب، عندما اضطر إلى التعامل مع الطريق ومنحنياته، ومن هنا بدأ محمد انطلاقه، وجرى لمسافة 4 كيلو ونصف، الأمر الذى جعل المنظمين لتلك الفعالية طلب مشاركته بماراثون الجونة الدولى، وحقق فيه جرى 7 كيلو مترات، فى 99 دقيقة، وحصل على الترتيب رقم 188 من 240، وكان الوحيد الذى يجرى بطرف صناعى.

التحق بالعمل كموظف IT فى إحدى الشركات

وتابع:" قررت حينها الاستمرار فى المشاركة فى تلك الفعاليات، خاصة أن ذلك يساعدنى على إيجاد أمل وطاقة لنفسى والمحيطين بى، وبالتزامن مع ذلك التحقت للعمل “IT” فى إحدى الشركات، وفى خلال 6 أشهر تم تكريمى كموظف مثالى بالشركة، ثم بدأت الشركة نفسها تدعمنى فى المسابقات، حتى جاء ماراثون القاهرة "الباراليمبك" الخاص بذوى الإعاقة، فى فبراير الماضى، شاركت به وحصلت على المركز الأول، وكنت لأول مرة وقتها أقرر إظهار إعاقتى وارتديت "شورت"، فقد كنت فى السابق أحرص على ارتداء بنطلون، لعدم إظهار الطرف الصناعى، وعندما يسألنى أحد، أقول أنها إصابة، لكن عندما ارتديت الشورت ندمت أننى لم أتخذ ذلك القرار منذ فترة، عندما وجدت أن الأمر فرق بشكل كبير معنويا مع المحيطين بى، فقد كان أغلب المشاركين بالسباق عندما يجدوننى بطرف وأسابق يستعيدون طاقتهم ويواصلون السباق".

WhatsApp Image 2018-10-16 at 10.38.24 AM

واستطرد: "بعدها علمت بوجود مركز لتمرين لذوى الإعاقة مجانا، والتحقت معهم ومارست قفز الحبل، وعددا من الرياضات الأخرى، حتى عرضوا على المشاركة بحملة "المشى بهدف التأكيد على عدم وجود إعاقة"، بمشاركة عددا من أصحاب الإعاقات فكنت أنا بطرف صناعى، وآخر بكرسى متحرك، وشلل أطفال، وشلل دماغى، وكفيفة"، وخوضنا التجربة للسير من القاهرة حتى العين السخنة، بمسافة 100 كيلومتر، فى 3 أيام، وبالطبع أهلى رفضوا لكننى تمسكت بالأمر، فكان يكفينى شرف المحاولة، وبالفعل شاركت، وبعدما قطعت 90 كيلو متر، أصيب فى أخر 10 كيلومتر إصابة كبيرة بقدمى، طالبونى بركوب سيارة الإسعاف والاكتفاء بما تم إنجازه لكننى رفضت، لأشعر بأننى حققت الهدف كاملا".

WhatsApp Image 2018-10-16 at 10.38.27 AM

بعدها وخلال أسبوعين، تلقى محمد عرض من أحد البنوك للعمل به، واستلم العمل به بالفعل كمهندس "IT"، وشارك للمرة الثانية فى ماراثون الجونة الدولى، لكسر  أكبر مسافة حققها 7 كيلو جرى، ليحقق فى تلك المرة 10 كيلو جرى فى ساعة و54 دقيقة، وحصل على المركز 106 من 120، وكان الوحيد المشارك بطرف صناعى.

السفير البريطانى كرمه وفوجئ بوضع صورته فى مقر السفارة بجانب "محمد صلاح"

وقال محمد: "أصنف حاليا كأول مصرى يجرى بطرف صناعى، وأول مصرى وعربى يمشى 100 كيلو متر بطرف صناعى، وتم تكريمى من السفير البريطانى، والذى أرسل لى دعوة رسمية للمشاركة بحفل عيد ميلاد الملكة اليزابيث بالسفارة البريطانية، وكانت المفاجئة وقتها أننى وجدت صورتى معلقة بالسفارة بجانب محمد صلاح، ونور الشربينى أبطال الرياضة المصرية، والآن عندما أنظر لحالى منذ عام،كنت لا اتحدث لأحد، ودائما فى اكتئاب، وأقضى وقتى فى النوم، وأتواصل مع الجميع للحصول على عمل، وأغلبهم أكد صعوبة المساعدة لوجود إصابة لدى، وإذا كان أحد أكد أننى سأصل لما أنا فيه الآن، كنت لن أصدقه".
WhatsApp Image 2018-10-16 at 10.38.29 AM

ويضيف: فقد تمكنت فى عام واحد أن أكمل دراسات عليا بالأكاديمية البحرية، وحصلت على موظف مثالى، وشاركت بالماراثون وبدأت فى التدريب بالسباحة وركوب العجل، وجميعها أمور لم أكن أتوقعها، ولم أصل لها بسهولة، فقد كان من الممكن أن يكون هناك ضغط 3 أيام للتدريب و3 أيام محاضرات، وأشعر كثيرا بالإحباط، وأسأل نفسى ما الفائدة من كل ذلك، حتى أننى كنت كثيرا أنام من التعب دون تناول أى طعام، لكن الآن عندما تواجهنى أى صعوبات أخرى، يظل لدى يقين بأن الله سيعوضنى، والأهم من كل ذلك أن والدى أصبح فخورا بى، واعتقد أننى إذا كنت سليما لما وصلت لما أنا فيه الآن.

 

 
WhatsApp Image 2018-10-16 at 10.38.30 AM
 

 

WhatsApp Image 2018-10-16 at 10.38.31 AM
 

 

WhatsApp Image 2018-10-16 at 10.38.32 AM
 

 

WhatsApp Image 2018-10-16 at 10.38.33 AM
 

 

WhatsApp Image 2018-10-16 at 10.38.34 AM
 

 

WhatsApp Image 2018-10-16 at 10.38.37 AM (1)
 

 

WhatsApp Image 2018-10-16 at 10.38.39 AM
 

 

WhatsApp Image 2018-10-16 at 10.38.45 AM
 

 

WhatsApp Image 2018-10-16 at 10.38.47 AM
 

 

WhatsApp Image 2018-10-16 at 10.38.48 AM
 

 

WhatsApp Image 2018-10-16 at 10.39.02 AM (1)
 

 

WhatsApp Image 2018-10-16 at 10.39.05 AM
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة