صور.. السرير النحاس لأصحاب الذوق الرفيع فى أقدم محل بالإسكندرية منذ عام 1918

سوق الأنتيكة.. منطقة يطلق عليها هذا المسمى بحى العطارين وسط الإسكندرية لاشتهاره ببيع الأثاث المنزلى القديم والأنتيكات واللوحات وكل ما هو قديم، ويمثل قيمة كبيرة لدى أصحاب الذوق الرفيع يأتون إليه خصيصاً من كافة المحافظات لشراء لوحة أو أنتيكة يضعها كديكور فى منزله أو من يبحث عن شىء مميز لا يستطيع أن يجده فى الوقت الحالى رغم تطور الزمن والتكنولوجيا، ووسط هذه المحلات تجد محلاً صغيراً لبيع الأنتيكات والسرائر النحاس، وهو يكاد الوحيد بمحافظة الإسكندرية الذى يبيعه وهو من أكثر الأثاث المميز فى فترة العشرينيات وحتى الستينيات.

"السرير النحاس ليه شنة ورنة فى سوق الأنتيكة وليه زبونه بيجوا مخصوص بيشتروا".. بلهجة صعيدية ممزوجة بطبع الإسكندرانية يتحدث جمعة قرنة، صاحب أقدم محل لبيع السرائر النحاس، وهو الوحيد الذى يعمل فيه حتى الآن، ويقول إن والده جاء من محافظة سوهاج فى صعيد مصر واشترى المحل من صديقه اليونانى الذى كان يعيش فى منطقة العطارين، وتخصص فى بيع المقتنيات وشراء الأثاث.

وأضاف، أنه ورث مهنته من والده ولكن أصبح الأثاث الذى يشتريه هو أنتيكة فتخصص فى الأنتيكة والمقتنيات النادرة منها السرير النحاس الذى كان يستخدمه المواطنون فى مصر قديماً، وكان له طراز مميز والأنواع المختلفة المصنوعة من النحاس الخالص والتى تعيش لسنوات طوال، ومنها نوع عمره أكثر من 150 عامًا.

وروى "قرنة"، أنه من ضمن طراز السرائر النادرة الموجودة لديه هو الطراز العثمانى وهو طراز مميز وعليه إقبال كبير، وهو يتميز بوجود نقوش على الأعمدة الخاصة به ومميز بالأعمدة المرتفعة، ونقوش إسلامية مع بعض الكلمات العثمانية القديمة.

وأضاف أن هناك عددًا من الأنواع الأخرى مثل الطراز الإنجليزى، وهو يتميز بأنه طراز بسيط لا يوجد فيه نقوش عديدة، فقط أعمدة نحاسية مطعمة ببعض النقوشات البسيطة، بينما الطراز الإيطالى لا يختلف كثيراً عن الإيطالى، ولكن توجد بها أختام مدون عليها تاريخ تصنيعه وبعض الكلمات الإيطالية بختم موثق.

وأوضح أن هناك إقبالاً على شراء السرائر النحاس القديمة من قبل بعض المواطنين وأصحاب الذوق الرفيع، الذين يأتون خصيصاً لشرائه ويدركون قيمته التراثية القديمة.

 وأضاف أنهم يشتروا ويقوموا بطليه من جديد ويدخل مرحلة إعادة تأهيل ثم تغليفه، وهو لا يحتاج إلى مجهود كبير لأنه تحفة نادرة وقيمة تراثية كبيرة وبه نحاس خالص، لذلك فهو يسهل على العمال إعادة تأهيله من جديد وطليه بمادة بحيث لا يتغير لونه للأبد.

كما أوضح أن كافة أنواع السرائر كان يستخدمها الأجانب أثناء إقامتهم فى مصر ثم توارثتها الأجيال، ومنهم من اضطر لبيعها لعدم تواجدهم فى مصر حالياً، وهو من يقوم بشرائها وإعادة تأهيلها من جديدة وبيعها لأصاب الذوق الرفيع.

وأشار إلى أن هناك عددًا من الفنانين محبى الأنتيكات والطراز القديم يأتون إليه خصيصاً مثل الفنان فاروق حسنى ابن الإسكندرية، وشقيقته التى تتوافد على منطقة العطارين باستمرار ويأتون خصيصًا إلى محله الخاص لشراء الأنتيكات والبحث عن كل ما هو نادر فى سوق الأنتيكات.

وأضاف أنه من الممكن أن يقوموا بتعديل فى بعض الأنواع من خلال العمال المخصصين، لذلك فى الورش لديه على حسب ذوق الزبون مع طليه وتجديده من جديد، كما أنهم يصنعون أنواعًا مماثلة من الحديد لاستخدامها المطلى بالذهب وصناعة الكراسى المذهبة والتى تستخدم كوشة فى قاعات الأفراح والديكورات ولكن أسعارها تختلف كثيراً عن الأنواع القديمة المستخدم فيها النحاس أو الأنواع التى كانت تأتى من الخارج ويستخدمها الأجانب أثناء إقامتهم فى مصر.