تعيش اليمن، أزمة معقدة جراء الحرب بين الجيش الوطنى اليمنى، وميليشيات الحوثى، فاليد التى تقدم المساعدات للمدنيين فى اليمن، هى ذات اليد التى قدمت دعمًا للإرهابيين لقتل الأبرياء، حتى وإن كان ذلك دون قصد لسوء نية، حيث تنفق الأمم المتحدة، ظاهريًا أموالًا طائلة على إزالة الألغام المزروعة فى الأراضى اليمنية، إلا أن الواقع يؤكد أن المنظمة الدولية تمتد أموالها إلى أيدى سافكى الدماء من إرهابيى ميليشيا الحوثى.
وتعتبر أموال الأمم المتحدة المهداة إلى الحوثيين بمثابة مكافأة لهم – وإن لم يكن هذا هو هدف المنظمة الدولية - على قتل المدنيين وتشجيعهم على حصد أرواح الأبرياء، فيما يعيثوا فى الأرض قتلًا ونهبًا ودمارًا، دون النظر إلى المستقبل المعتم للوطن، أو حال ملايين الأشخاص ومن بينهم الأطفال المشردين بلا مأوى آمن، أو علاج وغذاء بكرامة.
صراع بين قيادات الحوثى على أموال قدمتها الأمم المتحدة لنزع الألغام باليمن
وافتضح أمر الحوثيين، بعد تلقيهم أموالًا من الأمم المتحدة لإزالة الألغام فى صنعاء، عندما صدرت تقارير يمنية، يوم 23 يناير الجارى، أكدت تصاعدت حدة الخلافات بين قيادات ميليشيا الحوثى المدعومة من إيران، على خلفية اتهامات باختلاس 14 مليون دولار تقدمها الأمم المتحدة للميليشيا تحت غطاء برامج مكافحة زراعة الألغام فى اليمن.
ووجهت الميليشيا اتهامات بالفساد لأحد قادتها، ويدعى يحيى حسن الحوثى، مدير مركز نزع الألغام، ووجهت باعتقاله من مكتبه بصنعاء، إلا أن المصادر المحلية فى اليمن، تؤكد أن الاتهامات ما هى إلا ذريعة يستخدمها بعض قادة الميليشيات فى سبيل نهب هذه الأموال.
وأشارت مصادر يمنية، إلى أنه فى أكتوبر 2017، دفعت الأمم المتحدة نحو 14 مليون دولار لمركز نزع الألغام فى صنعاء، الذى يديره أحد قادة الحوثيين، بهدف نزع تلك الألغام، وبدورها انتقدت الحكومة الشرعية فى اليمن، خطوة الأمم المتحدة، مؤكدة أن الميليشيا عملت على توظيف المبلغ فى صناعة وتطوير الألغام وتمويل الأعمال الحربية، معتبره أموال الأمم المتحدة، مكافأة للانقلابيين على قتلهم للمدنيين وتشجيعًا لهم فى زراعة الألغام، التى حصدت أرواح العديد من المدنيين.
الأمم المتحدة تمنح الحوثيين 14 مليون دولار لنزع الألغام
وفى الوقت الذى قدمت فيه الأمم المتحدة، 14 مليون دولار لمركز نزع الألغام فى صنعاء، الذى يديره الحوثيين، أظهرت تقارير حقوقية محلية ودولية، أن الميليشيات زرعت أكثر من 500 ألف لغم فى المحافظات اليمنية المحررة، بينها ألغام محرمة دوليًا، أودت بحياة المئات من المدنيين وتسببت بآلاف الإعاقات الدائمة لآخرين، بينما استطاعت القوات الشرعية، بدعم من التحالف العربى، فى مطلع يناير الجارى، تفكيك 3 حقول ألغام زرعتها الميليشيات فى محافظة الخوجة التى جرى تحريرها فى ديسمبر الماضى.
وأفادت مصادر يمنية، مطلع الشهر الجارى، أن مليشيات الحوثى كثفت عمليات زراعة الألغام البرية والبحرية فى جبهة الساحل الغربى لليمن، موضحة أن "عملية زراعة الألغام تمت بمساعدة خبراء من تنظيم حزب الله اللبنانى" - على حد قول المصادر – حيث جاءت عمليات زرع الألغام والعبوات الناسفة بشكل متعمد وعشوائى فى الطرقات والمنازل والمزارع من المناطق التى يتم طردها منها.
قوات الشرعية اليمنية تزيل 5800 لغم فى حجة
وفى إطار مجهودات قوات الشرعية اليمنية، لحماية أرواح الأبرياء من الأسلحة الغادرة للحوثيين، تمكنت الفرقة الهندسية للجيش الوطنى اليمنى، اليوم الأربعاء، من إزالة نحو 5800 لغم فى المناطق المحررة من ميليشيات الحوثى الإيرانية، بمنطقة ميدى، بمحافظة حجه الحدودية مع السعودية.
وأوضحت شبكة "سكاى نيوز" الإخبارية، أن الألغام التى زرعتها الميليشيات الإيرانية تتوزع بين الألغام الأرضية والبحرية والمضادة للأفراد والعربات، حيث تتعمد مليشيات الحوثى الإنقلابية زرع آلاف الألغام وتفخيخ الزوارق لاستهداف السفن وتهديد خط الملاحة البحرية الدولى فى البحر الأحمر الذى تطل عليه محافظة حجة.
وقال نائب شعبة الهندسة فى المنطقة العسكرية الخامسة، المقدم ضيف الله أحمد صالح، فى بيان، إنه تم نزع 2616 لغما مضادا للعربات، و2268 لغما مضادا للأفراد، و232 عبوة ناسفة، و654 لغمًا دواسات، و32 لغمًا مظليا، و40 لغمًا بحريًا فى جبهة ميدى، بمحافظة حجة.
كما أحبطت قوات الجيش الوطنى، خلال الأيام الماضية، عمليات زرع عشرات الألغام والمتفجرات من قبل ميليشيات الحوثى الإيرانية على سواحل ميدى، ولقى 10 خبراء ألغام يتبعون الميليشيات الانقلابية مصرعهم، فيما تم أسر عنصر آخر خلال العملية النوعية التى نفذها الجيش الوطنى الأيام الماضية.
الجيش اليمنى ينتزع 70 لغما أرضيا وعبوة ناسفة بصعدة من مخلفات الحوثيين
ولم تكن تلك عملية نزع الألغام الوحيدة التى تقوم بها الفرق الهندسية فى الجيش اليمنى، بل سبق ونزعت، فى 21 يناير الجارى، عشرات الألغام الأرضية والعبوات الناسفة التى زرعتها ميليشيات الحوثى الانقلابية، قبل طردها من المناطق المحررة فى محور "البقع"، بمحافظة صعدة، معقلهم الرئيس أقصى شمال البلاد.
وذكر الجيش اليمنى – حينها - أن وحدة نزع الألغام والمتفجرات التابعة للواء 84 مشاة فى البقع، تمكنت خلال اليومين الماضيين من نزع وتفكيك أكثر من 70 لغما أرضيا وعبوة ناسفة، وطهرت مساحات واسعة من "التباب" والمواقع والمرتفعات الجبلية فى جبال أم العضب وعليب وعمود السعراء، وكذا سوق البقع والخط الدولى، من جميع الألغام المزروعة والمتفجرات التى خلفتها الميليشيات الانقلابية.
وأوضح مصدر ميدانى، أن الألغام والمتفجرات المنزوعة تنوعت بين الألغام المضادة للأفراد والألغام المضادة للدروع والعربات والعبوات الناسفة محلية الصنع وبأحجام مختلفة، مشيرا إلى أن الفرق الهندسية تمكنت من تفكيك صواريخ تحكم عن بعد كانت موجهة لضرب أفراد وتجمعات الجيش الوطنى فى البقع، علاوة على ضرب الحدود السعودية، لافتًا إلى أن وحدة نزع الألغام بمساندة كاسحات الألغام التابعة للتحالف العربى تواصل مهامها فى تأمين المناطق المحررة، يشار إلى أن الجيش اليمنى، بإسناد من التحالف العربى سيطر على مواقع استراتيجية واسعة فى البقع بصعدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة