أعلنت وزارة العدل الإسرائيلية، اليوم الاثنين، أنها قامت بتغريم شركة "تيفاع" العملاقة فى مجال صناعة الأدوية مبلغ 22 مليون دولار أمريكى، لرشوتها مسؤولين أجانب فى إطار تسوية قد تجنب الشركة محاكمة جنائية محتملة.
ويأتى الاتفاق الذى تم توقيعه الاحد بعد شهر من اعلان الشركة اعتزامها إلغاء 14 ألف وظيفة فى العامين المقبلين، بعدما كشفت خطة كبيرة لاعادة الهيكلة فى مواجهة انخفاض اسعار الأدوية النوعية المنتجة بدون براءة اختراع.
وتم تغريم "تيفاع" بسبب دفعها لرشاوى لمسؤولين اجانب لتحقيق مصالح اقتصادية فى روسيا واوكرانيا والمكسيك، بحسب وزارة العدل.
وكانت الشركة الاسرائيلية قامت فى ديسمبر 2016 بدفع مبلغ 519 مليون دولار أمريكى فى الولايات المتحدة، فى تهم مماثلة فى صفقة منفصلة لتجنب مقاضاتها، وأطلقت السلطات الإسرائيلية تحقيقا خاصا بها "لدراسة تداعيات القضية فى إسرائيل".
وبدلا من تقديم اتهامات امام القضاء، قررت وزارة العدل الإسرائيلية تغريم الشركة العملاقة التى اعترفت بدورها، بمبلغ 75 مليون شيكل - 22 مليون دولار أمريكى.
وأكدت الوزارة ان التسوية اخذت بالاعتبار الغرامة الأمريكية وتعاون تيفاع مع السلطات بالاضافة الى التغييرات التنظيمية التى تم إتخاذها لتجنب تكرار مثل هذه الوقائع.
وأشارت وزارة العدل ان الصعوبات المالية التى تعانى منها الشركة مؤخرا إضافة الى تسريحها الاف العمال على الصعيد الدولى، أسهمت فى قرارها عدم محاكمة الشركة وفرض غرامة منخفضة نسبيا، وقالت "كشركة عالمية، فأن الادانة الجنائية الآن من شأنها ان تتسبب باضرار كبيرة".
من جانبها، ذكرت "تيفاع" انه منذ معرفتها بشأن التحقيقات الاميركية، قامت "بتطبيق برنامج فاعل للامتثال وتنفيذ معايير عالية للغاية مصممة لحمايتها وشركاتها الفرعية من خروقات مستقبلية"، وأوضحت الشركة ان "كافة الموظفين الذين تورطوا عمدا فى هذه المخالفات لا يعملون بعد الآن لدى الشركة".
وأشارت السلطات الاميركية ان الشركة الاسرائيلية قامت بدفع رشوة لمسؤول حكومى روسى لتعزيز مبيعات دواء كوباكسون، الذى تصنعه لعلاج مرض التصلب المتعدد، ما ادى الى ارباح تزيد عن 200 مليون دولار أمريكى لصالح تيفاع، و65 مليون دولار لصالح المسؤول الروسى فى الفترة التى تتراوح ما بين 2010 و 2012.
واعترفت الشركة أيضا انها قامت بدفع رشاوى منذ عام 2001 وحتى عام 2011 لمسؤول حكومى كبير فى أوكرانيا، وافق على الترويج للأدوية التى تصنعها تيفاع.
وفى المكسيك، قامت الشركة الفرعية لتيفاع بدفع رشاوى لاطباء يعملون لصالح الحكومة المكسيكية منذ عام 2005 على الاقل، بحسب السلطات الأمريكية وغرقت "تيفاع" فى الديون بعد استحواذها العام الماضى على قسم الادوية النوعية لدى منافستها اليرغان مقابل 40 مليار دولار.
وترافق هذا الاستحواذ مع انخفاض فى أسعار الأدوية العادية، وتتوقع "تيفاع" ان توفر 3 مليارات دولار مع نهاية عام 2019، مع خطة اعادة الهيكلة التى تستغرق عامين. والتى تتضمن تسريح 14 ألف عامل لديها، بينهم 1750 وظيفة فى الدولة العبرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة