أصدقاء عبد الناصر يكتبون عنه.. السادات: انهارت على يديه أكبر إمبراطوريتين عرفهما العصر الحديث.. سامى شرف: اختار الانحياز الكامل للشعب العامل.. حسنين هيكل: كان حياة إنسانية زاخرة عاشت بين الناس

الإثنين، 15 يناير 2018 10:30 م
أصدقاء عبد الناصر يكتبون عنه.. السادات: انهارت على يديه أكبر إمبراطوريتين عرفهما العصر الحديث.. سامى شرف: اختار الانحياز الكامل للشعب العامل.. حسنين هيكل: كان حياة إنسانية زاخرة عاشت بين الناس
كتب - محمود حسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

3 أشخاص كانوا الأقرب إلى ناصر خلال فترة توليه السلطة، وهم سامى شرف الرجل الذى أدار مكتبه منذ بدء عمله كرئيس للجمهورية، وهيكل الصحفى المقرب منه وكاتب الكثير من خطاباته، وأنور السادات عضو مجلس قيادة الثورة وخليفته بعد وفاته، هؤلاء الثلاثة كتبوا عنه فى حياته وبعد موته، فى مئوية عبد الناصر اخترنا 3 كتابات لأصدقاء عبد الناصر الأقرب يتكلمون عنه.

 

- أنور السادات: على يد عبد الناصر انهارت أكبر أمبراطوريتين عرفهما العصر الحديث

السادات وناصر
السادات وناصر

فى يوم 27 يوليو، بعد أن تنازل الملك فاروق عن العرش وغادر البلاد، اجتمعت الهيئة التأسيسية لتشكيل الضباط الأحرار لأول مرة بعد قيام الثورة، وكان عددنا تسعة، وكان جمال هو الرئيس المنتخب للهيئة من قبل قيام الثورة، وفوجئنا عند بدء هذا الاجتماع بجمال يقدم استقالته من رئاسة الهيئة التأسيسية طالبا انتخابات جديدًا للرئاسة بعد أن انتقلت الثورة من مرحلة إلى مرحلة، وحققت أول نجاح بتنازل الملك وانتقالها من مرحلة السرية إلى مرحلة العلنية.

لقد كان الرد المفاجئ منا جميعًا هو رفض إجراء هذا الانتخاب، لأن آخر انتخابات لم يكن مضى عليها إلا بضعة أشهر، لكن جمال أصر على أن يستقيل، فأجرى الانتخاب على الفور، وفى لحظات معدودة جمع كمال الدين حسين أوراق الانتخاب وأخذ يفضها وكانت كلها جمال عبدالناصر، لقد كنا جميعًا فى هذه اللحظات لا نحس إلا بما تعودنا أن نحس به تجاه جمال من صداقة عميقة واحترام متبادل، لو أن أحدًا قرأ أفكارنا فى تلك اللحظات لوجدها كلها بخاطر واحد، هو الثقة فى هذا الصديق، الذى حرص فى ساعة النصر على أن ينتصر للمبادئ والقيم.

لقد خاض جمال معركة مريرة، ولا يزال يخوضها باسم مصر فقط، وغنمها باسم كل ما أراده الله للبشرية من قيم وخلق وعدالة، برغم ما كان يبدو من عدم تكافؤ القوى فى هذه المعركة، أن جمال استطاع أن ينتصر فى معركة السياسة على دهاقين السياسة، الذين أفنوا عمرهم فى الخبرة والدهاء، وسقط أمامه رئيس وزراء أكبر امبراطورية يعرفها العصر الحديث صريعا موصوما بالتآمر والعار.

لقد كان جلوس جمال عبدالناصر على كرسى الرئاسة إيذانًا ببدء تطور تاريخى خطير، ليس فى مصر وحدها، وإنما فى تاريخ البشرية بأجمعها، إذ أراد الله سبحانه وتعالى أن تنهار على يديه أكبر امبراطوريتين عرفهما العصر الحديث، وهما بريطانيا العظمى والاتحاد الفرنسى، انهارتا على يديه وهما تملكان من أسلحة الدمار والفتك أحدثها، فى حين لم يكن جمال يملك إلا إيمانا راسخا بربه وبوطنه، هذا الإيمان الذى تجلى فى أروع صوره يوم أن كانت الطائرات تقذف مدن مصر بالقنابل، كان جمال يقول، الله أكبر من كل سلاح، وأقوى من كل من يصور له الغرور، إنه أقوى الأقوياء.

 

- سامى شرف: ستعيش أمة عبد الناصر

سامى شرف وناصر
سامى شرف وناصر

 

إن جمال عبدالناصر بقدر ما كان ثائرًا وقائدًا وزعيمًا ومعلمًا، وتخيل البعض أن قدراته فوق مستوى البشر، إلا أنه كان بشرًا وإنسانًا يخطئ ويصيب، كما كانت الأوضاع والظروف والمتغيرات، التى عاشها وعايشته، والتى تختلف تمامًا عمّا نعيشه اليوم ونحكم به اليوم على أعماله وقراراته، وفى الوقت نفسه فقد كانت وما زالت الثوابت، التى تحكم تصرفاته وقراراته صامدة وثابتة حتى يومنا هذا، بل نستطيع أن نقول إنها دليل العمل الصحيح لقضايانا الداخلية والخارجية من أجل تأمين مستقبل لمصر وللأمة العربية على حد سواء.

لقد اختار عبدالناصر منذ البداية.. اختار الحرية.. واختار الاستقلال.. واختار الانحياز الكامل للشعب العامل.. للفقراء، وظلت هذه الاختيارات مستمرة، متدفقة حتى يوم 18 سبتمبر 1970، لقد كان عبدالناصر يجرب ولكنه لم يفرط، كان يخطئ ولكنه كان يتعلم ويصحح.. كان يثق ولكنه لم يكن يُخدع.

هذا هو جمال عبد الناصر، الإنسان والثائر، والقائد والزعيم والمعلم، إن الملايين التى ناصرته حيًا هى التى حفظت عهده ذكرى وإيمانًا ووفاء، فإذا بهذه المبادئ، التى تركها تصبح دستورًا يظلل كل خطوٍ من بعده، ويفسح أمامه الطريق، وإذا بكل ما شيّده عبد الناصر ونظّم وأقام، هو الحارس يصون المجد الذى أوصل أمته إليه، وستعيش أمة عبد الناصر من بعده، وستمضى فى طريقها إلى أكثر من هذا المجد ومن هذه الروعة والعظمة لأنها ستمضى على هدى مبادئه.

 

- محمد حسنين هيكل: لا تحولوا جمال عبدالناصر إلى أسطورة

هيكل وناصر
هيكل وناصر

اليوم يوافق ذكرى الأربعين بعد رحيل ناصر، يخطر ببالى أن هناك أشياء يجب أن تقال فى هذه المناسبة، بعضها موصول بذكراه نفسها، وجلالها، وكمالها، والبعض الآخر موصول بما بعد الذكرى من ضرورات وضمانات، وأبدأ الآن بالنصف الأول مما يجب أن يقال، وما هو موصول بالذكرى نفسها، وجلالتها، وكمالها، على أن يجىء فى حديث آخر، ما هو موصول بما بعد الذكرى من ضرورات وضمانات.

وأريد أن أقول الآن ما يلى:

- أولًا: إنه ليس من حق أحد بيننا، أن تراوده - على نحو أو آخر، بقصد أو بغير قصد - فكرة تحويل جمال عبدالناصر إلى أسطورة، إن الحب الزائد له، والحزن الزائد عليه - وكلاهما فى موضعه - يمكن لهما أن يدفعا بالذكرى دون أن نشعر إلى صلب الأساطير.

كما أن بعضنا قد يتصور لأسباب شتى أن ذلك متطلب أو مطلوب، والحقيقة أن هذا كله مهما كانت دوافعه يضع جمال عبدالناصر فى غير مكانه الصحيح، إن الأسطورة تشتمل على إيحاء غيبى، كما أنها تحمل لمسة مما وراء الطبيعة، وليس من ذلك كله أثر فى جمال عبدالناصر.

ولقد كان أعظم شىء فى جمال عبد الناصر، أنه كان حياة إنسانية زاخرة، عاشت على الأرض، وبين الناس، وتحت أشعة شمس مصر الباهرة.

ولو أردت أن أستعمل أسلوب المجاز، لقلت:

«لا يجب أن تصبح ذكرى جمال عبد الناصر جدارًا نقف أمامه فى خشوع ورهبة، وإنما يجب أن تصبح ذكرى جمال عبدالناصر أجمل المروج الخضراء فى حياتنا، نذهب إليها بالحنين والمحبة، ونحس فيها بالصفاء الروحى والذهنى، شاعرين أننا فى جوها النظيف والطاهر على صلة وجدانية بالضمير الوطنى والقومى لشعبنا وأمتنا».

أقصد أن ذكرى جمال عبد الناصر لا يجب أن تتحول إلى تراث - أو إرث - نعيش عليه، ولكنها يجب أن تبقى قيمة نعيش معها، قيمة لا نقف أمامها بالصمت ولكن ندخل معها فى حوار مستمر، لا نصلى لها، ولكن نفكر فيها.

وأعتقد مخلصًا أن جمال عبد الناصر كان يقول بذلك، لو كان قد أتيح له أن يبدى رأيه فيه، كان - كما قلت - ينفر من عبادة الفرد، أو على الأقل لا يستسيغ المنطق الذى تستند إليه، مهما كانت مبرراته، وأذكر فى ذلك وقائع كثيرة، تشير كلها إلى ذلك اليقين لديه.

أنه ليس من حق أحد بيننا، أن تراوده على نحو أو آخر، بقصد أو بغير قصد، فكرة تحويل جمال عبدالناصر إلى أسطورة».

إساءة إليه أن يتحول إلى أسطورة صماء ملساء، ليس عليها تعبير، وليست لها تقاطيع وملامح.

والتكريم الحقيقى له، أن يظل بيننا، إنسانًا قبل كل شىء، وبعد أى شىء.







مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الدكتور ماهر حسن

ماذا ننتظر من أصدقاء رجل ألغى الحريات و التعددية و أنتكس الجيش المصرى فى عهده !!

كلامهم لا علاقة له بالواقع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة