د. ماريان جرجس تكتب : ولما كانت ليلة عيد الميلاد المجيد

الأربعاء، 10 يناير 2018 12:00 م
د. ماريان جرجس تكتب : ولما كانت ليلة عيد الميلاد المجيد  دكتورة ماريان جرجس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن طبيعة المواطن الشرقى غيورة بشدة فى كل ما يمس الدين والعقيدة ، ولكن طبيعة الإنسان الفطرية وأصالة المواطن المصرى تحديدًا  تجعل من العلاقات الإنسانية ودودة أكثر فيتناسى الفرق أو الاختلاف ولا يعبأ به إلا عندما تأتى له بالعزف على ذلك الوتر الحساس الذى يمس عقيدته.
 
 
إن تجنب التعرض للاختلاف فى العقيدة أو تجنب الحديث فى تلك المناطق الشائكة ليس بحل أساسى لتلك المشكلة.
 
 
فنرى ذلك المشهد يحكى عن نفسه عندما يحدث حدث طائفى  وتجد أشخاصًا حولك كانت العلاقة بينكم وطيدة وقوية وحميمة وفجأة يحتد الحوار والغضب ويبدأ كل فرد وطرف فى الحوار بأن يلقى بالحجارة اللفظية على معتقدات الأخر لمجرد أنه غاضب اثر الحادث .
 
 
ومن الحجارة اللفظية التى نتراشق بها نخلق بأيدينا بؤر تطرف جديدة فبعد ذلك يتحول كل فرد الى محارب لأجل دينه وكأنه مرسل من السماء لحماية دين سماوى لايحتاج لاى دفاع من بشر ويستبدل طبيعته البشرية الحسنة والغريزة الودودة الى مجموعة من الكلام الطائفى العنصرى كرد فعل دفاعى  للطرف الاخر الذى تصور أن بفعلته الأولى واستثارة العواطف الدينية  أنه يحارب ضد الفتنة .
 
 
أحيانا من جهل الانسان يحارب ضد شئ وبحربه تلك  يفعل العكس تمامًا بل ويحيى ذلك الشئ أكثر وأكثر .
 
لكن اليوم وبرامج المواطنة والمقالات عنها والمناداة بها لم نستطع أن نصل لنقطة احترام بعضنا البعض واحتواء اختلافنا 
فجاءت ليلة الميلاد هذا العام لتكون شاهدًا على أقوى درس للمواطنة واحترام بعضنا البعض فى عشر دقائق من عمر الزمن.
 
صرح البابا تواضروس التانى ليلتها أن تكتب فى السنكسار لعظمتها لا تملقًا  ..والسنكسار هى كلمة قبطية –لغة مصر القديمة- والتى تعنى حكايات التاريخ والتأريخ لأحداث الكنيسة .
 
فى عشر دقائق استطاع الرئيس والقيادة العظيمة أن توأد بؤر طائفية جديدة..فالطائفية تولد طائفية والحب يولد الحب والبهجة تولد البهجة.
 
فعندما أشاع ذلك الحب والفخر والبهجة فى حدث عظيم  وضع البذرة الأولى لوأد تلك البؤر الفردية الغير ناضجة من الطرفين  ليرى ذلك المشهد واحترام الرئيس –رأس الدولة-لبابا الأقباط وتهنئته بالعيد بمنتهى التلقائية والحب والاحترام  ليضرب أقوى وأكبر مثل للطريقة الصحيحة الصحية لكيفية تعامل المواطنين مع بعضهما البعض واحترام الاخر لاخيه 
وعدم استثارة النقاط التى تخلق بؤرا جديدة  بل تخلق من الشخص العادى الوسطى متطرفًا ! .
 
 
تعطى مثالا يحتذى به  كيف لمواطن مصرى مسيحي أو مسلم  أن يقبل الاختلاف ولا يتجنب الحوار فى المناطق الشائكة بل يتحاور بكل حيادية  واضعين كلاهما فى خلفية الادراك.
 
 
أننا مختلفين فى بعض الاشياء لابد أن نتقبلها ولكننا متفقين فى غرض واحد هو حب الوطن والتقدم بحياتنا المصرية .. واضعين أيضًا أن المحبة تولد محبة وأن بداية الحروب الأهلية كلمة كراهية واحدة.
 
 
والى ليلة عيد الميلاد 2019  ننتظر ذلك المشهد العظيم مرة أخرى بل وكل عام ..
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة