أكرم القصاص - علا الشافعي

هل يأمر حامل أسرار سيد قطب أتباعه فى مصر بحمل السلاح؟ جماعة الصادعون بالحق أعلنت عن نفسها بعد عمل سرى دام 44 عاما..تتبنى أفكار "صاحب الظلال" وتعتبر المجتمع "جاهليا" ومؤسسها مصطفى كامل حسين التقى قطب فى السجن

السبت، 09 سبتمبر 2017 02:27 م
هل يأمر حامل أسرار سيد قطب أتباعه فى مصر بحمل السلاح؟ جماعة الصادعون بالحق أعلنت عن نفسها بعد عمل سرى دام 44 عاما..تتبنى أفكار "صاحب الظلال" وتعتبر المجتمع "جاهليا" ومؤسسها مصطفى كامل حسين التقى قطب فى السجن هل يأمر حامل أسرار سيد قطب أتباعه فى مصر بحمل السلاح
كتب - محمود حسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فجأة ودون أدنى مقدمات وقبل 4 أشهر، وتحديدا فى 11 إبريل 2017 ظهر هؤلاء إلى النور من المجهول التام، ليعلنوا عن جماعتهم التى عملت فى السر لمدة 44 عاما، التى انتقلت الآن من مرحلة «سرية الدعوة» إلى «علنيتها»، متخذين اسم «جماعة الصادعون بالحق»، حيث قدموا البيعة لأميرهم «مصطفى كامل محمد حسين»، معلنين وبشكل كامل لا مواربة فيه تأثرهم بمنهج «سيد قطب» وأفكاره التى رددوها فى بياناتهم ومقاطع فيديوهات التأييد التى نشروها على صفحاتهم وموقعهم الإلكترونى.
 
بيان «الصادعون بالحق» الأول ألقاه أميرهم الشيخ العجوز، الذى جاوز الثمانين عاما، وقد جلس قيادات الجماعة ومن حوله، معلنين أنهم خرجوا ليطالبوا بـ«الحاكمية» وتطبيق شرع الله، مؤكدين أنهم ليسوا حزبا سياسيا، ولا يسعون للسلطة، ولكنهم مطالبون بـ«حكم الإسلام»، معلنين الحرب على «الديمقراطية» ومصطلحاتها مثل «السيادة للشعب»، أو «الأمة مصدر السلطات»، قائلين على لسان أميرهم: «لا ديمقراطية تخضعنا لحكم البشر وتخرجنا من حكم الله، ولا سيادة للشعب، بل السيادة كلها لله، والأمة ليست مصدر السلطات بل القرآن والسنة هما مصدر السلطات، فإذا فعلنا ذلك صادقين ابتغاء وجه الله، فسوف يبدل الله حالنا إلى أحسن حال، كما بدل حال العرب قبل الإسلام، حيث كانوا لا ذكر لهم وكانوا تبعًا لكسرى وقيصر».
 
المفاجأة لا تتمثل فقط فى كون الجماعة موجودا على الساحة منذ 44 عاما، بل إنهم غير موجودين فى مصر وحدها، بل فى عدد من الدول الأخرى وعلى رأسها الصومال وليبيا والكويت.
 
وإذا أردنا أن نفهم قصة الجماعة وتفكيرها، فيمكننا العودة إلى الوراء كثيرا، لنعرف أكثر عن تاريخ الرجل الذى اعتبرته الجماعة أميرها، الذى بايعته على السمع والطاعة، وهو التلميذ المقرب من سيد قطب، حسب ما قاله هو، وحسب ما قاله سيد قطب شخصيا فى مذكراته التى نشرها الإخوان بعد وفاته تحت عنوان «لماذا أعدمونى».
ما نعرفه عنه أنه من مواليد القاهرة يناير 1936، والتحق بجماعة الإخوان عام 1952 وكان عمره 16 سنة، حكم عليه 10 سنوات سجن عام 1955، فى الفترة التى قضاها مصطفى كامل فى السجن بدأ مصطفى كامل يواجه مشكلات مع جماعة الإخوان المسلمين، إذ اكتشف أن الجماعة ليست بالمثالية التى ظهرت عليها والتى فهمها، بل إن بها العديد من العيوب والمشكلات الشخصية التى تجعلها جماعة معيبة.
 
بدأت خلافاته تنمو مع الجماعة إلى حد كبير، لكن اللحظة الفاصلة فى تاريخه كانت حين أرسل عدد من أفراد جماعة الإخوان وقياداتها برقيات تأييد للرئيس جمال عبدالناصر، يعتذرون فيها عن التحاقهم بجماعة الإخوان المسلمين، ويطالبونه بالصفح والإفراج عنهم.
 
كانت تلك اللحظات صادمة، خاصة أن أصحاب بيانات التأييد كان بعضهم من أعضاء مكتب الإرشاد، فبحسب حكايته المنشورة على الموقع فقد سأل نفسه، إذا كنا نؤيد عبد الناصر، وهو يحكم بغير «الإسلام»، حسب تعريفه، فلماذا كان الصدام معه منذ البداية، فالأمر بالنسبة له إما أن نكون ضده أو لا.
 
فى هذه الفترة اطلع على كتب رجل الدين أحمد شاكر، والمعروف باسم «أبو الأشبال»، الذى بدأ فى اتخاذ موقف عنيف من القوانين المطبقة فى مصر، وبالنظر إلى الكتب التى استهوت أمير «الصادعون بالحق»، فنجده مثلا يقول: «انظر إلى ما يفعل المسلمون- بل المنتسبون للإسلام- فى عصرنا من التشبه بالكفار فى كل شىء، حتى ليريد الوقحاء من الكتاب أن يدخلوا شعائرهم أوما يشبهها فى عباداتنا، وحتى ضربوا على أنفسهم الذلة والصغار باصطناع تشريع أوروبا الوثنية الملحدة فى قوانينهم الوضعية المجرمة الكافرة، أعاذنا الله من الفتن، وأعاد للمسلمين عقولهم ودينه».
 
فى عام 1962 كان اللقاء مع سيد قطب رغم صعوبته، لكون سيد قطب فى سجن القناطر، الذى يحظى بمستشفى مركزية بين مستشفيات السجون، فى حين كان مصطفى كامل حسين يقضى عقوبته الـ10 سنوات فى سجن مزرعة طرة، لكن سيد قطب الذى لم يكن معه فى سجنه وقتها سوى ذراعه الأيمن محمد يوسف هواش، بدأ فى التحايل لتكوين جماعته الجديدة.
كان الأمر بسيطا، إذ ادعى السجين الإخوانى المرض، فتم تحويله إلى سجن القناطر لحين الكشف عليه، كان حظ مصطفى كامل أفضل من زملائه الآخرين، إذ إنه ادعى إصابة فى قدمه استلزمت إجراء أشعة على عظامه، ولما كان جهاز الأشعة معطلا فى مستشفى سجن القناطر، فقد أقام مصطفى كامل 3 أشهر كاملة فى المستشفى، ليكون الأكثر إقامة ضمن جميع من التقوا سيد قطب واقتنعوا بأفكاره، ليشكلوا الخلية الأولى.
 
فى مذكرات سيد قطب عن الفترة من 1962 إلى 1965 وهى الفترة التى بدأ تكوين تنظيمه الخاص، والتى نشرها الإخوان، فيما بعد إعدامه تحت عنوان «لماذا أعدمونى»، وصف سيد قطب مصطفى كامل بأنه من أكثر الناس فهما له، حيث يقول: «كونت أسرا فى سجن القناطر للدراسة، وهناك كانت أول مجموعة تكلمت معها فى هذه المفهومات بتوسع مكونة من عدد من الإخوان، الذين فهمونى واقتنعوا بما أقول، وكان من بينهم مصطفى كامل».
 
ويبدو أن العلاقة توطدت بشدة بين «مصطفى كامل» وسيد قطب، ففى تلك المذكرات، ولأن قطب كان يعانى من نسيان أسماء الخلية التى كونها، طلب قطب مراجعة كل من «يوسف هواش»، و«مصطفى كامل» بخصوص الأسماء، لكن محمد يوسف هواش سيعدم عام 1966 فى قضية إعادة إحياء التنظيم الخاص، ليبقى مصطفى كامل حاملا لأسرار سيد قطب وتلميذا أمينا.
 
فى عدد من اللقاءات التى نشرتها الجماعة على فضاء الإنترنت على موقعها أو على «فيس بوك» أو «يوتيوب»، يحكى مصطفى كامل حكايته مع سيد قطب فى عدة أجزاء، حيث يصف لقاءه بسيد قطب بـ«اللقاء الرائع»، ويصفه بـ«مجدد الأمة» و«الرجل الذى تفرض أفكاره نفسها على الجميع» سواء الجماعات الإسلامية، أو من يحاربون الإسلام، بحسب لفظه.
 

أين الخطورة فى حركة «الصادعون بالحق»؟

فى أحد مقاطع الفيديو المنشورة على الإنترنت لأمير جماعة «الصادعون بالحق» يقول: «البشرية الآن فى حاجة إلى أن تدعى إلى الإسلام من جديد، وإلى أن تصحح تصوراتها ومفاهيمها عن حقيقة التوحيد، وحق الله على العبيد ألا يشركون به شيئا، الناس الآن يشركون مع الله الديمقراطية والدساتير ويلقون بكتاب الله وراء ظهورهم، ويؤمنون ببعض ويكفرون ببعض، يخدعون أنفسهم بأنهم يؤمنون بالله حقا، والله يقول: ومن الناس من يقول آمنا بالله واليوم الآخر وما هم بمؤمنين، وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون، فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا».
 
إنها أفكار سيد قطب بوضوح، الأفكار التى تدعى أن المجتمع الآن جاهلى، ويجب دعوته إلى الإسلام من جديد، المجتمع الآن مشرك بالله عبر «الديمقراطية» و«الدستور»، هى نفس الأفكار التى وصفها سيد قطب فى كتابه «معالم فى الطريق»، إذ يقول: «الحركة الإسلامية اليوم تواجه حالة شبيهة بالحالة التى كانت عليها المجتمعات البشرية يوم جاء الإسلام أول مرة من ناحية الجهل بحقيقة العقيدة الإسلامية، والبعد عن القيم والأخلاق الإسلامية، وليس فقط للبعد عن النظام الإسلامى والشريعة الإسلامية».
 
لكن الأخطر من الأفكار هو «التنظيم نفسه» ذلك التنظيم الذى بقى سريا لمدة 44 عاما كاملة، الخروج إلى العلنية يعيدنا مرة أخرى إلى أفكار سيد قطب التنظيمية. 
 

هل الإعلان عن الجماعة بعد 44 عاما من السرية إيذان بانطلاق العنف؟

فى الفيديوهات التى نشرها أفراد جماعة «الصادعون بالحق»، بدا واضحا حجم الإنفاق على التصوير الاحترافى، باستخدام كاميرات ذات جودة عالية، وكذلك وسائل إضاءة خاصة بالتلفاز، أما الأشخاص أنفسهم فقد بدو أنهم من أبناء الطبقة المتوسطة أو فوق المتوسطة، وهذا يظهر جليا فى ديكورات منازلهم، أو الأماكن التى يصورون فيها، مما يدفعنا للتساؤل عن مصدر تمويل هؤلاء.
 
الأكثر من هذا أن «اليوم السابع» توصلت إلى عدد من حسابات الجماعة على «الفيس بوك»، وبحسب البيانات التى دونوها فبعضهم درس فى الجامعة الأمريكية، كما يعمل عددهم فى مهن مرموقة مثل «الصيدلة» و«الهندسة» و«الطب» وفى شركات كبرى داخل مصر وبعدد من الدول الخليجية.
 
وأيا كانت الدلالات التى حملتها الفيديوهات، إلا أن ما أباحوا به على ألسنتهم من اعتناق كامل لمبادئ «سيد قطب»، فى نظرتهم لجاهلية المجتمع، واعتبارهم نظام الحكم «مشركا بالله» عبر اتخاذه آليات الديمقراطية، والقوانين الوضعية والدستور، وما ينطوى عليه هذا من كتابات سيد قطب، يدفعنا للتساؤل الكبير حول هؤلاء، هل تنتهى الأفكار عند كونها مجرد أفكار متطرفة، أم أنها تقودنا قريبا إلى جماعة مسلحة جديدة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى عربى اصيل

مصرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر

الجماعات التكفيريه وجماعات الخوارج لن تنتهى ابدا حتى قيام الساعه وتنتهى جماعه وتظهر اخرى ولا علاقه لهذه الجماعات بمستوى معيشى او بطاله او فقر لان من يتولو القياده فيها هم المتعلمين سواء مهندسين او اطباء ويسحبو معهم الاغبياء والمخدرون والتى من السهل اللعب فى عقولهم وعلى هذا لا جديد فقط على الدوله ان تكون مستعد لهذه العصابات وان تحاول مصر ان لا تجعل هذه الجماعه الارهابيه شان مصرى لانهم كما ذكرتم هم موجودون فى الخارج ايضا لذا يتم اعدامهم العافيه فى مصر وبعدها يفعلو ما يحلو لهم فى الخارج ويجب ان تكون الدوله قويه وحاسمه مع هذه الجماعات الارهابيه ولا يوجد شىء اسمه فكر ولا مراجعات لان هؤلاء الارهابيون علاجهم الوحيد هو القتل او السجن المؤبد مع العزل هؤلاء مصابو بشذوذ عقلى ونفسى ولذا يجب محاصرتهم والقضاء عليهم لانهم مرض معدى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة