أكرم القصاص - علا الشافعي

"ريكس تيلرسون المرشد الأمريكانى".. رئاسته لـ"إيكسون موبيل" فى التسعينيات مفتاح علاقاته مع الدوحة.. عرقل مساعى ترامب لتصنيف الإخوان "إرهابية".. ووصف الجماعة بـ"الرافضة للعنف".. ومراقبون: يسير على نهج أوباما

الثلاثاء، 08 أغسطس 2017 10:51 ص
"ريكس تيلرسون المرشد الأمريكانى".. رئاسته لـ"إيكسون موبيل" فى التسعينيات مفتاح علاقاته مع الدوحة.. عرقل مساعى ترامب لتصنيف الإخوان "إرهابية".. ووصف الجماعة بـ"الرافضة للعنف".. ومراقبون: يسير على نهج أوباما ريكس تيلرسون وتميم بن حمد
كتب محمود جاد ـ ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كانت التقديرات فى نهايات عام 2016 تسبق كل التوقعات.. ضرب زلزال فوز الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى الانتخابات الأمريكية الأخيرة عواصم عدة، وأربك حسابات العديد من الكيانات الإرهابية والوكلاء الحصريين للفوضى فى الشرق الأوسط، وفتح بورصة التكهنات مبكرا بشأن إدارج سريع وعاجل لجماعة الإخوان على قوائم الإرهاب الأمريكية، إلا أن الجميع اصطدم بواقع مخالف بعدما كشفت التقديرات بطلان الحسابات، وبعد أن تسلل إلى إدارة ترامب وزير خارجية يحمل بين أوراقه أجندة قطرية سرعان ما انكشفت ملامحها وتفاصيلها بعد دخول الدبلوماسية الأمريكية الجديدة أولى اختباراتها الفعلية ومحاولتها لعب دور الوسيط فى الأزمة بين قطر ودول الرباعى العربى.

 

ريكس تيلرسون الذى آثار الكثير من الجدل منذ ترشيحه لمنصب وزير الخارجية قبل تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة رسميا، لرئاسته السابقة لشركة "إيكسون موبيل" النفطية والتى ارتبط من خلالها بعلاقات واسعة بمسئولين ورجال أعمال قطريين، أثبت على مدار الأسابيع القليلة الماضية انحيازه السافر لإمارة قطر وتنظيم الإخوان الدولى الأمر الذى دفع العديد من المراقبين ومراكز الأبحاث الأمريكية للتحذير من تداعيات الدور الذى يؤديه داخل الإدارة الأمريكية على سياسة ترامب الخارجية والرغبة التى عبر عنها الرئيس الأمريكى فى مناسبات عدة لوضع نهاية حاسمة للحرب على الإرهاب.

 

وبخلاف انحيازه للرؤية القطرية فى الأزمة مع دول الرباعى العربى الذى يضم مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، تعمد تيلرسون فى مناسبات عديدة عرقلة تصنيف جماعة الإخوان كياناً إرهابياً برغم حملة الإدانات الواسعة عبر دوائر واشنطن الرسمية وشبه الرسمية لدور الإخوان التخريبى فى المنطقة ، ودعوة العديد من المسئولين وأعضاء الكونجرس الأمريكى لملاحقة نشاط الجماعة داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية.

 

وأكثر ما يكشف نفاق تيلرسون، ويؤكد أن علاقاته النفطية والمالية مع قطر هى التى تحكم سياسات الخارجية الأمريكية وتعارض نهج إدارة ترامب فى التعامل مع الأزمة الراهنة فى المنطقة، هو ما سبق أن قاله هو نفسه عن الإخوان، عندما كان يسعى للفوز بتصديق مجلس الشيوخ على ترشيحه لمنصبه الحالى. ففى يناير الماضى، وفى إحدى جلسات النظر فى تعيينه، قال تيلرسون: "القضاء على تنظيم داعش يمثل الخطوة الأولى لوضع نهاية لقدرات جماعات وأفراد آخرين قد يشنون هجمات ضدنا.. وتصفيته ستسمح لنا بتوجيه مزيد من الاهتمام للجماعات التى تتبنى الإسلام الأصولى مثل القاعدة والإخوان".

 

لكن فى منتصف يونيو وبعد إعلان الدول العربية موقفها الرافض لسياسات قطر، وبخلاف مواقف ترامب الواضحة من جماعة الإخوان ، عارض وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون صراحة إداراج الإخوان على قوائم الإرهاب، متحججا بأن للجماعة لديها أحزابا سياسية وممثلين فى حكومات بعض الدول مثل البحرين وتركيا.

 

وفى تقرير لها ، قالت منظمة كلاريون الأمريكية الأسبوع الماضى، إن إدارة ترامب لم تصنف الإخوان جماعة إرهابية كما كان متوقعا، مشيرة إلى أن هذا التصنيف يقع ضمن الاختصاص المباشر لوزير الخارجية ريكس تيلرسون الذى اختار الإخوان وأنصارها فى قطر وتركيا على الدول العربية الأخرى، مشيرة إلى أن حجج وزير الخارجية فى هذا الشأن غير مقنعة.

 

وسبق لوزير الخارجية الأمريكى الزعم بأن الإخوان جماعة "معتدلة وغير عنيفة"، وأدعى أن الأحزاب السياسية المنبثقة عن الجماعة وتلك التى تشارك فى حكومات بعض دول المنطقة تنبذ العنف والإرهاب فى تكرار للإدعاءات نفسها التى سبق أن روجتها إدارة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما.

 

مواقف تيلرسون المشبوهة من جماعة الإخوان أسندها مراقبون إلى علاقته الوثيقة بتنظيم الحمدين الإرهابى، مستشهدين بتقرير "كلاريون" الذى كشف جذور علاقة وزير الخارجية الأمريكى بمسئولى الدوحة ورجال أعمالها منذ تسعينيات القرن الماضى، حيث قال التقرير إن شركة إكسون موبيل التى تولى إدارتها تيلرسون كانت عضو مؤسس مجلس الأعمال القطرى الأمريكى عام 1996، وهى كيان تم تأسيسه من قبل النظام القطرى،  وأصبح عضوا فى الهيئة الاستشارية لمجلس الأعمال القطرى الأمريكى.

 

ووفقا لموقع المجلس، فأنه يلعب دورا رئيسا فى تشكيل مؤسسة قطر الدولية فى الولايات المتحدة، ويعد مقر تلك المنظمة فى الدوحة داعما للإخوان وللإسلاميين فى أمريكا.

 

وبخلاف علاقته بالدوحة، يرتبط تيلرسون بعلاقات وثيقة مع تركيا التى تضم فرعا لا يستهان به من التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية، حيث كشف تقرير منظمة كلاريون إن إكسون موبيل كانت كذلك عضو فى مجلس الأعمال الأمريكى ـ التركى الذى يترأسه إكين ألبيتكين، نفس رجل الأعمال التركى الذى كان فى قلب الجدل المحيط بمستشار الأمن القومى السابق مايكل فلين. وفى الوقت الذى لم يجد فيه أردوغان سوى قليل من المدافعين عنه، زار تيلرسون تركيا فى التاسع من يوليو للحصول على جائرة من مؤتمر البترول العالمى.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة