قال موقع أوبسيرف الجيرى الفرنسى والمعنى بشئون الجزائر، إن إحصائيات رسمية فرنسية ذكرت حصول 400 ألف جزائرى على الجنسية الفرنسية ما بين 1998 و2016، أى خلال حوالى 18 سنة، لتتصدر الجزائر، مستعمرة الأمس، بذلك قائمة الدول المصدرة للمهاجرين نحو فرنسا، البلد المستعمر.
وتأتى هذه الإحصائيات الرسمية لتؤكد أن الكثير من الجزائريين، وخاصة على مستوى النخب، مازالوا يفضلون الهجرة على البقاء فى الوطن، رغم تحسن الأوضاع فى الجزائر مقارنة بحقبة التسعينيات، التى كانت خلالها الهجرة شبه إجبارية، بالنسبة للكثير من الجزائريين، خاصة أولئك الذين كانوا مهددين مباشرة فى حياتهم، وفضلوا الهروب حفاظا عليها، وأولئك الذين فروا من الأزمة الأمنية التى كانت تمر بها البلاد، لكن العدد الأكبر هاجر خلال السنوات الـ18 الأخيرة، أى السنوات التى عاد فيها الأمن إلى الجزائر، ولو بصفة تدريجية، وفى الفترة التى عرفت فيها الجزائر بحبوحة مالية غير مسبوقة.
وتشير الأرقام نفسها إلى أن 28 ألف جزائرى حصلوا على شهادة إقامة خلال سنة 2016، ليحتل الجزائريون بذلك المركز الأول أمام الصينيين، من دون احتساب الجزائريين المقيمين فوق التراب الفرنسى بطريقة غير شرعية، لتبقى بذلك الجالية الجزائرية فى فرنسا هى الأكبر.
وتثير هذه الأرقام الكثير من التساؤلات حول الأسباب التى مازالت تجعل الجزائرى يحلم بالهجرة والحصول على جنسية أخرى، غالبا ما تكون أوروبية تفتح أمامه أبواب العالم، والغريب أن حلم الهجرة يراود الأغنياء والفقراء، فأصحاب الدخل الميسور غالبا يرسلون أبناءهم للدراسة فى الخارج، ويحثونهم غالبا على الزواج من أجنبيات لضمان الحصول على جنسية، أو يشترون عقارات فى بعض الدول بغرض الحصول على إقامة فى وقت أول، وأصحاب الدخل المحدود يبحثون عن فرصة للسفر إلى أوروبا سواء عن طريق الحصول على تأشيرة أو عن طريق قوارب الموت، وبمجرد أن تطأ أقدامهم الأراضى الأوروبية يبقون هناك، ولو بطريقة غير شرعية، حتى يقومون بتسوية وضعيتهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة