العمليات الإرهابية تعود للجيزة بعد حكم مذبحة كرداسة.. الحقد الأسود يبدأ بهجومين يسفران عن استشهاد وإصابة ضابطين ومجندين ومدنى ومقتل عنصرين من حركة حسم.. حملات للأمن الوطنى على المزارع والشقق المفروشة

عادت العمليات الإرهابية لتظهر مرة أخرى على مسرح الأحداث بمحافظة الجيزة، بعد اختفائها فى الآونة الأخيرة، عقب إسدال محكمة جنايات القاهرة الستار على محاكمة المتهمين بارتكاب مذبحة مركز شرطة كرداسة، بإصدارها حكما بالإعدام بحق 20 من المتهمين، والسجن المؤبد لـ80، والسجن المشدد 15 عاما لـ 35 متهما آخرين، إذ صدر الحكم يوم الأحد 2 يوليو الجارى، لتشهد منطقة العياط بعد صدور الحكم بــ3 أيام هجوما إرهابيا استهدف محطة تحصيل رسوم خاصة بالسيارات، مما أسفر عن استشهاد ضابطين ومجند تابعين للقوات المسلحة.

ولم يمر سوى يوم واحد على الحادث الإرهابى، حتى شهدت منطقة كرداسة، هجوما من جانب مسلحين على ارتكاز أمنى أعلى محور 26 يوليو، مما أسفر عن إصابة مجند وقائد سيارة مدنى، وهو الأمر الذى وضعته قيادات مديرية أمن الجيزة فى دائرة الاهتمام، واعتبرت الهجومين الإرهابيين ردا انتقاميا من جانب العناصر الإرهابية نتيجة الحكم على المتهمين بارتكاب مذبحة كرداسة.

عقب وقوع الهجوم على كمين محور 26 يوليو، أعلنت حركة حسم الإرهابية مسئوليتها عن تنفيذ الهجوم عبر موقع "تويتر"، وذكرت فى البيان، أنه نفذت العملية الإرهابية بعد رصد تحركات أفراد الكمين، ولم يمر سوى يوم واحد على البيان، حتى أعلنت مصادر أمنية، أن تحريات ضباط قطاع الأمن الوطنى رصدت تردد طالبين صادر بحقهما قرار ضبط وإحضار من جانب نيابة أمن الدولة العليا، لانتمائهما لحركة حسم الإرهابية، على منطقة أكتوبر والواحات وبإعداد كمين لهما، وأثناء ضبطهما وقع تبادل لإطلاق الرصاص بين الجانبين، مما أسفر عن مقتل المتهمين، وضبط بحوزتهما أسلحة آلية وعدد من الطلقات ودراجة بخارية، بمنطقة دهشور دائرة قسم شرطة ثالث أكتوبر.

وقال مصدر أمنى أن حملات أمنية شارك فيها ضباط من قطاع الأمن الوطنى ورجال البحث الجنائى، استهدفت منطقة كرداسة، والقرى التى ينتمى إليها المتهمون الصادر بحقهم أحكام فى مذبحة كرداسة، وتم ضبط عدد من المشتبه بهم، لاستجوابهم والتوصل إلى حقيقة تورطهم فى ارتكاب الحادث، أو التخطيط له من عدمه وقال المصدر، أنه تم شن حملات على قرية البليدة التابعة لمركز العياط، المجاورة لمحطة تحصيل الرسوم التى شهدت الحادث الإرهابى، بالإضافة لعدة قرى مجاورة، وجارى جمع التحريات والمعلومات حول المنتمين لجماعة الإخوان من سكان تلك القرى، والتأكد من اختفاء تلك العناصر قبل وبعد وقوع الحادث.

كما استهدفت الحملات الأمنية عددا من المزارع الكائنة بالمناطق الصحراوية، والشقق المفروشة التى يلجأ إليها العناصر الإرهابية، للاختباء بها، والانطلاق منها لتنفيذ مخططات تخريبية، خاصة أن الآونة الأخيرة شهدت ضبط خلايا إرهابية اتخذت مزارع بالمناطق الصحراوية ملجأً لها فى عدد من المحافظات.

وشهدت مديرية أمن الجيزة اجتماعا للقيادات الأمنية لتطوير وتحديث الخطة الأمنية الخاصة بتأمين الأكمنة والارتكازات الأمنية، لإحباط أى محاولة لتنفيذ عمليات إرهابية والكشف عن الخلايا الإرهابية والقبض على عناصرها قبل تنفيذها أى أعمال تخريبية.

ومن جانبها تحفظت نيابة حوادث شمال الجيزة، على كاميرات المراقبة الخاصة بمحور 26 يوليو، لفحص محتواها، والتأكد من التقاطها مواصفات السيارة التى كان يستقلها منفذو الهجوم الإرهابى على الارتكاز الأمنى من عدمه، واستمعت لأقوال عدد من أفراد الكمين الذى تعرض للهجوم للتوصل لأوصاف مرتكبى الحادث.