فصل جديد من التصريحات المثيرة للجدل التى طالما عُرِفَ بها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، منذ أن ظهر على الساحة السياسية كمرشح للانتخابات الرئاسية فى 2015، ليواصل إثارة غضب دعاة الحقوق المدنية والمدافعين عن حقوق الإنسان.
وأبدى "ترامب" خلال حملته الانتخابية توجه صارم نحو التنظيمات الإرهابية التى تهدد أمن الولايات المتحدة، وتعهد بسحق "داعش" وأعرب عن دعمه لاستخدام أداة محاكاة الغرق فى استجواب الإرهابيين المشتبه بهم، ولم يخف رغبته فى استخدام القوة ضد مرتكبى الجرائم على الصعيد الداخلى، إذ حث رجال الشرطة على عدم التعامل بلطف مع مرتكبى العنف عند القبض عليهم.
وتحول "ترامب"، خلال خطاب ألقاه فى لونج آيلاند الجمعة الماضية، من الحديث عن مناقشة عنف العصابات والهجرة غير الشرعية، ليقدم بعض النصائح لمسئولى إنفاذ القانون عن كيفية التعامل مع المجرمين المشتبه بهم وعدم التعامل معهم بلطف.
وقال: "عندما تدخلون شخصًا ما يا رفاق فى السيارة وتحمون رؤوسهم حتى لا تصطدم.. كما تعلمون.. الطريقة التى تضعون أيديكم بها؟"، محاكيا الحركة الجسدية التى يقوم بها ضباط الشرطة لحماية رأس المشتبه به من الاصطدام بالعتبة العليا لباب السيارة عند إدخالهم، وأشار إلى أن رجال الشرطة يحرصون ألا يصدموا رأس المشتبه به بينما يكون هو قد قتل شخص ما.
وعلى الرغم من أن هذا التصريح أثار تصفيق بعض ضباط الشرطة الذين تجمعوا خلال خطابه فى كلية مجتمع مقاطعة سوفولك فى نيويورك، لكنه تسبب فى موجة من الانتقادات الحادة والاتهامات للرئيس الأمريكى بأنه يشجع على استخدام الشرطة القوة بشكل غير لائق ضد المشتبه بهم.
ونبعت الانتقادات بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" من قِبَل سلطات إنفاذ القانون من نيويورك إلى لوس أنجلوس، كما أعرب خبراء عن قلقهم من أن تلك التصريحات قد تشجع الاستخدام غير اللائق للقوة، فيما أعلن محام أنه قد يستخدم فيديو الخطاب الذى تضمن تلك التصريحات فى تحريك دعوى قضائية ضد الرئيس الأمريكى.
وكان يهدف "ترامب" فى كلمته إلى دعم الشرطة فى مواجهة عصابة "لا مارا سالفاتروتشا" أو "إم إس– 13"، وهى عصابة إجرامية متهمة بالوقوف خلف العديد من جرائم القتل، إذ دعا ترامب إلى تخصيص المزيد من ضباط شرطة الهجرة للمساعدة فى القبض على أفراد العصابات، مضيفًا: "من فضلكم لا تكونوا لطفاء للغاية".
ووفقًا للصحيفة؛ فقد بدأ الهجوم على دعوة "ترامب" للشرطة بعدها بوقت قصير على مواقع التواصل الاجتماعى، قبل أن تتبعه إدانات من جانب مسئولى الشرطة ومنظماتها، بما فيها الاتحاد الدولى لرؤساء الشرطة، ومؤسسة الشرطة، وستيف سوبوروف أحد المفوضين المدنيين الذين يراقبون عمل قسم شرطة لوس أنجلوس.
وقال "سوبوروف" لصحيفة "لوس أنحلوس تايمز": "ما أوصى به الرئيس سيكون خارج السياسة فى قسم شرطة لوس أنجلوس.. ليس هذا هو ما يعنيه صنع السياسة اليوم".
ورد قسم شرطة مقاطعة سوفولك فى نيويورك على تصريحات ترامب بعد ساعتين، قائلاً فى سلسلة من التدوينات على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر": "كقسم شرطة، لا ولن نتسامح مع التعامل بخشونة مع السجناء.. القسم لديه قواعد وإجراءات صارمة تتعلق بالتعامل مع السجناء.. ونتعامل مع انتهاك هذه القوانين بجدية قصوى".
فى المقابل؛ دافع بعض مؤيدى ترامب عن تصريحاته، ومن بينهم جماعة "حياة الزرق مهمة"، فى إشارة إلى رجال الشرطة بزيهم الرسمى المتميز باللون الأزرق، والذين أوضحوا أن تصريحات الرئيس الأمريكى كانت محض مزحة، فيما لم يرد البيت الأبيض على طلبات الرد على الانتقادات، بحسب "نيويورك تايمز".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة