فى خمسينيات القرن الماضى جلس دوايت أيزنهاور على مقعد رئاسة أمريكا، وبدأ يبحث عن طريقة جديدة يتعامل بها مع التمدد السوفييتى، وقضايا الشرق الأوسط، فوجد ضالته فى وزير خارجيته الجديد جون فوستر دالاس الذى أشار إليه بنظريته السياسية "حافة الهاوية" والتى تعتمد الحصول على أكبر مكاسب ممكنة من خلال تصعيد الأزمة الدولية إلى أقصى نقطة صدام مع إيهام الخصم أنك تأبى التنازل أو الرضوخ ولو أدّى بك ذلك إلى اجتياز هذه الحافة الخطرة.
واستخدمت أمريكا وقتها تلك النظرية فى التعامل مع التمدد السوفييتى، ومع قضايا الشرق الأوسط فى فلسطين ومصر وإسرائيل، وانتشرت تلك النظرية التى أوصلت الكثير من الأزمات الدولية إلى نقاط ملتهبة أملا فى تحقيق مكاسب كبيرة، إلا أنها سقطت فى كثير من المعارك ولم تكن ذات جدوى أو نفع، حتى اختفت تماما، ولم يعد أحد يستخدمها إلا فى أماكن الصراعات الملتهبة مثل كوريا الشمالية، وبعض الصراعات المسلحة فى إفريقيا.
تميم المراهق يعيد إحياء نظرية "حافة الهاوية"
ورغم تراجع استخدام تلك النظرية دوليا، وقصرها على مناطق الصراعات المسلحة، فإن هناك حاكما عربيا قرر فجأة أن يعيد إحيائها وأن يتقمص دور "فوستر دالاس" الجديد، وهو الأمير تميم بن حمد حاكم دولة قطر، والذى لم يجد من كل نظريات الحكم والسياسية وإدارة الأزمات والتفاوض ما يشفى غروره وكبره وعناده سوى نظرية "حافة الهاوية"، فقرر أن يضرب بكل ثوابت القومية العربية والإسلامية عرض الحائط ويرفض كافة المطالب التى عرضتها عليه دول الخليج ومصر لإنهاء حالة المقاطعة التى تسبب فيها بسبب سياسته الداعمة للإرهاب والتى تدعم التمدد الإيرانى وتهدد أمن المنطقة العربية.
تميم يلعب لإيران الدور الذى لعبته إسرائيل لصالح أمريكا
وعلى طريقة أمريكا فى مواجهتها للتمدد السوفيتى ودعم توسعاتها باستخدام إسرائيل فى منطقة الشرق الأوسط، رسم تميم لنفسه دور العراب، ووافق على أن يصل بأزمته مع الدول العربية إلى حافة الهاوية، محاولا من ناحية أن يضغط بشدة ليخلق مساحة أخرى من التفاوض غير التى يفرضها الواقع، ومن ناحية أخرى يدعم إيران وتركيا فى توسعاتهم ونفوذهم بالمنطقة على حساب أمن الخليج والمنطقة العربية، ليلعب تميم دور إسرائيل، التى دعمت تواجد أمريكا فى الشرق الأوسط فى مواجهة الاتحاد السوفيتى.
الأمير الطائش يضع رقبته على "حافة الهاوية"
الخطير فيما اختاره تميم لنفسه، هو أنه يهدد بمراهقته السياسة أمن دولته وشعبه ووحدة المنطقة العربية كلها، التى لم تشهد طوال تاريخها شطط وانحراف أحد الحكام مثلما يفعل تميم، الذى يدعم بيد الإرهاب فى ليبيا وسوريا والعراق واليمن، ويدعم باليد الأخرى نفوذ تركيا وإيران، ناسيا أى انتماء لعروبته التى خسرها بعد أن قرر أن يصل بنفسه وبدولته إلى حافة الهاوية.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
حكاية إبن موزة فى مثل
يقول المثل الفرنسى " إذا أعطيت شاكوشاً لأهبل فلا تعجب إن أصبحت كل الناس مساميره ".
عدد الردود 0
بواسطة:
حازم توفيق
حق ربنا ازالة الحكم القطري الموجود والموالين له وضم القطرين لمجلس التعاون الخليجي
.