أكرم القصاص - علا الشافعي

المشاهير ورمضان.. على جمعة أين يرى وجه أبيه وكيف أنقذته دعوة أمه من الاغتيال؟.. "أبو البنات" لا يقبل الفشل ولا تتوقف شهرته بترك المناصب.. استمع لبيتهوفن ويحب عبد المطلب.. وتناول فطيرًا ساخنًا فى نهار رمضان

الأحد، 28 مايو 2017 02:00 م
المشاهير ورمضان.. على جمعة أين يرى وجه أبيه وكيف أنقذته دعوة أمه من الاغتيال؟.. "أبو البنات" لا يقبل الفشل ولا تتوقف شهرته بترك المناصب.. استمع لبيتهوفن ويحب عبد المطلب.. وتناول فطيرًا ساخنًا فى نهار رمضان الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق
كتبت زينب عبد اللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
تسللت رائحة الفطير الساخن إلى أنف الصغير الجائع، فأسرع ليأكل منه حتى شبع. كان الأب يتابع ابنه الوحيد الذى لا يتجاوز الثامنة وهو يأكل متلذذا بطعم ورائحة الفطير، ثم ابتسم متسائلا: «شبعت»؟.
 
 
 
انتبه الصغير وتذكر أنه يخوض أول تجربة له فى صيام رمضان ونزل عليه سؤال والده كالصاعقة شعر وكأنه أخطأ خطأ فادحا، وأن تجربته الأولى فشلت، وهو الذى لم يذق طعم الفشل.
 
 
 
نظر إلى والده معاتبا غاضبا، فلماذا لم يذكره الأب وانتظر حتى انتهى من طعامه، وهل كان صمت الأب عدم ثقة فى قدرته على التحمل؟
 
شعر الصغير بالإهانة وعاتب والده، فشرح له الأب أول درس فى رحمة الخالق وسماحة الإسلام، مشيرًا إلى أنه إذا أكل ناسيا فقد أطعمه الله وسقاه، وأن صيامه صحيح وأن تجربته الأولى فى الصيام لم تفشل.
 
 
 
حكى لنا الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر هذا الموقف قائلا: اعتبرت أن صمت أبى وتركه لى حتى أكمل طعامى أمر يمس كرامتى وأنه يستصغرنى على الصيام ولا يثق بقدرتى على التحمل، وظللت أؤكد له أننى كبرت، وكان لابد أن ينبهنى لأتوقف عن الأكل، وغضبت من نفسى لأننى نسيت».
 
 
 
كان لهذا الموقف الذى لا ينساه الدكتور على جمعة أثر بالغ فى حياته، ينبئ بالكثير عن شخصيته، فهو لا يقبل الفشل حتى وإن كان ذلك فى تجارب يخوضها لأول مرة، ويحرص على حضور الذهن وعدم التورط فى النسيان، ولا يقبل أن يراه أحد فى صورة من لا يقدر على أداء مهامه، وفوق ذلك فهو متشبع منذ صغره بسماحة الإسلام، وحكمة التعامل مع الأخطاء والهفوات.
 
 
 
هكذا رباه والده المحامى الشرعى واسع الاطلاع، وهكذا تكونت شخصية الشيخ على جمعة القوية، التى مكنته من أن يكون ضمن أكثر الشخصيات تأثيرًا فى العالم الإسلامى.
 
 
 
يعرف متى يصمت ومتى يتحدث، تراه شديدا حازما فى بعض الفتاوى والآراء التى لا يجرؤ غيره على قولها، رغم ما تحمله من تهديدات لحياته، ومنها مواقفه وآرائه من جماعة الإخوان وعداؤها الشديد له، الذى كاد يفتك بحياته فى محاولة اغتيال فاشلة، بينما تراه أحيانا لا يملك دموعه وهو يتحدث عن أخلاق النبى وصفاته ورحمته.
 
 
 
كان لطفولة وذكريات المفتى السابق تأثير كبير على شخصيته، تربى تربية منفتحة ورغم أصوله التى ترجع لقرية طنسا بمركز ببا محافظة بنى سويف، فإنه نشأ وتربى فى القاهرة، حيث انتقل والده بأسرته المكونة من زوجته وابنه الوحيد وابنتيه للإقامة فيها، وحرص على أن ينشأ ابنه مطلعا قارئا ممارسا للرياضة، فمارس المفتى السابق رياضة التنس وكرة القدم، واستمع للموسيقى العالمية ومنها موسيقى بيتهوفن التى وصف المقطوعة الخامسة والتاسعة منها بأنها تدعو إلى الإيمان بالله والنظر فى الكائنات، ولم يحرم الغناء بل أكد أنه كان يحب الاستماع لعبدالمطلب وخاصة أغنية «ساكن فى حى السيدة» وتذكر منها عبارة «علشان أنول كل الرضا يوماتى أروحله مرتين».
 
 
 
«لم يأمرنى والدى يوما بالصلاة، ولكنه علمنى كيفية أدائها، وكان يصحبنى إلى المسجد وكنت أتابع حرصه على أداء الصلاة بمجرد انتهاء الأذان».. هكذا تحدث المفتى السابق معنا عن أسلوب والده فى تربيته بعيدًا عن أسلوب الأمر والنهى، وكان لهذا أثره البالغ فى ثقافة جمعة، الذى نهل من مكتبة والده، فنشأ محبا للعلم والقراءة وتعددت قراءاته وثقافته فى كل المجالات.
 
 
 
ينظر المفتى السابق إلى كتاب تفسير البيضاوى الذى يحتفظ به ويقلب فى أوراقه وكأنه يرى وجه أبيه، فهذه النسخة التى كان يقرأ فيها والده فى شهر رمضان، ويبتسم وهو يتناول إفطاره متذكرا كوب العصير الذى كان يشربه من يد والدته، ويقول: لم أتذوق مثل قمر الدين من يد والدتى فقد كانت تصنعه بطريقة مميزة، ولا تزال فى أذنى دعوتها: «اللهم اجعل فى وجهه جوهرة وفى حنكه سكرة» فهى سر قبولى بين الناس وما وصلت إليه.
 
 
 
يؤمن المفتى السابق بسر دعوة أخرى كانت تدعوها والدته «ربنا يكفيك شر الطريق»، تذكرها بعد محاولة الاغتيال، وأكد أنها سر من أسرار نجاته، مؤكدا أنه لم يتعرض لأى حادث طريق فى حياته بسبب هذه الدعوة.
 
 
 
وعن عاداته فى شهر رمضان يقول: «أحاول إحياء ليل رمضان بالقرآن والذكر، حيث ينزل الله إلى السماء الدنيا فى الثلث الأخير من الليل، أما نهار رمضان ففيه السبح الطويل، حيث نزاول أعمالنا وندرب أنفسنا على الصمت، لأنه لا يكب الناس على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم». يكتفى المفتى السابق بالنوم من 5 - 6 ساعات فقط يوميا وأحيانا أقل، فجدوله مشغول دائما، حيث لم تنته نشاطات المفتى السابق بعد تركه منصبه فى دار الإفتاء ولم تنحسر عنه الأضواء، وتعددت مشاركاته الدولية، ونشاطاته الخيرية فى مؤسسة مصر الخير التى أنشأها لتفرج كرب الملايين من الفقراء فى مصر، وتصدرت برامجه التى يقدم فيها فكرا واجتهادا يغوص فى أعماق الواقع ومشكلاته وقضاياه، فبضاعة على جمعة متجددة لا تبور أبدا.
 
 
 
تزوج المفتى السابق وعمره 22 عاما وأنجب ثلاث بنات، وعن علاقته بأسرته يقول ضاحكا: «رزقنى الله بثلاث بنات و6 أحفاد، أحب أن أداعبهم دائما وأتحدث معهم كثيرا، ولكن عندما تزداد شقاوتهم وتشغلنى عن بعض المهام أتمنى نومهم وأقول: نوم الظالم عبادة».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

واعظ العيد

شيخ الازهر القادم

نتمنى ان تكون شيخ الازهر القادم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة