كشفت إسرائيل لأول مرة تفاصيل عمل وحدة الحراسات الخاصة التابعة لجهاز الأمن العام الداخلى "الشاباك" منذ إنشائها عام 1957، وهى منظومة حراسة ضخمة ومدربة على الانتقال من الحالة صفر إلى الحالة 100 خلال عدة ساعات فى حال استدعائها لتنفيذ مهمة.
ونشرت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، تقريرا أعده محررها زائيف كورن، حول تلك الوحدة الخاصة لحماية الشخصيات الرسمية، قائلا إن طلبه بتوثيق هذه الوحدة قوبل بالرفض طوال سنوات، حتى جاء الرد بالإيجاب هذه المرة بسبب رغبة الوحدة بإتاحة المجال للتعرف عليها تمهيدا لتجنيد مرشحين نوعيين لدورة الحراس التى ستبدأ قريبا.
منظومة حراسة ضخمة
واضاف محرر الصحيفة العبرية أنه خلال الفترة التى رافق خلالها الوحدة فوجئ باكتشاف منظومة حراسة ضخمة وأعطى مثالا على ذلك، بحملة الحراسة التى نظمتها الوحدة خلال أقل من 48 ساعة لحماية أكثر من 70 شخصية دولية وصلت للمشاركة فى جنازة الرئيس الإسرائيلى السابق شيمون بيريز، أو حماية الفنادق فى افريقيا التى تعتبر نقاط خطر كبيرة خلال زيارة مسئولين إسرائيليين إليها.
وقال كورن، إننا نشاهد الحراس الذين يتواجدون حول رئيس الحكومة الإسرائيلية، أو بقية رموز السلطة، ولكن وراء الدائرة الأولى المكشوفة، هناك منظومة واسعة تشمل فروع مختلفة داخل الوحدة التنفيذية التى تعمل فى الاستخبارات والتكنولوجيا العسكرية والفحص والمنع وتمشيط المنطقة والامدادات.
وأجرى محرر الصحيفة العبرية لقاء مع شلومو هار نوى، رئيس وحدة حراسة الشخصيات الرسمية فى "الشاباك"، والذى تحدث عن الدائرة السرية وكل تفاصيل عمل الوحدة.
التغييرات فى الوحدة منذ قتل رابين
وحول سئاله عن التغييرات التى مرت بها الوحدة منذ قتل رئيس وزراء إسرائيل الاسبق، يتسحاق رابين وحتى اليوم؟، أجاب هار نوى، قائلا: "الوحدة اقيمت فى 1957، ومنذ قتل رابين غيرت، عمليا، المفهوم بشكل كبير، فى مفهوم الحراسة العادى الذى يركز غالبية الجهود على المنع".
وأضاف المسئول الإسرائيلى أنه تم إقامة وحدة التمشيط بحثا عن مواد تخريبية، والتى تعمل فى مجال المنع من تمشيط المنطقة، والفحص، والتنظيم، والاستخبارات، وهذه وحدات اخرى لم تكن قائمة قبل قتل رابين.
وأوضح مدير الوحدة أن حراسة الشخصيات تشمل الاستخبارات والمنع والإحباط، وأن عملية الإحباط تتم من الحراس المرافقين، ومنذ قتل رابين تم إيلاء أهمية أكبر للمنع والإحباط.
وقال هار نوى: "من الواضح أن الوحدة اتسعت أيضا بشكل أكبر منذ قتل رابين، وهى تدار بشكل أكثر تخطيطا وتنفيذا، فهناك الكثير من التغييرات، لكنه تم تغيير مفهوم حراسة رئيس الحكومة، وفى السنوات الأخيرة طورت الوحدة تكنولوجيا الحماية والاستخبارات التى لا مثيل لها فى العالم أو فى وحدات الحراسة الأخرى".
التحديات التى تواجه الوحدة
وفيما يتعلق أهم التحديات التى تواجه الوحدة اليوم، خلافا للماضى، قال مدير وحدة الشاباك، "إنها تواجه ذات التحديات، لكن الخصم اليوم، خاصة الخصم المرتبط بالجماعات الإرهابية أصبح أكثر تطورا من الماضى، بالكميات والوسائل، والقدرات والفهم، والانتشار، كما أن الخصم الآخر هو الخصم الأيديولوجى اليهودى، من اليمين المتطرف ومن اليسار المتطرف، والذى كان قائما، خاصة من جهة اليمين المتطرف والمسلح، لكنه اليوم أوسع اكثر من حيث الحجم والعدد والقدرات، رغم أننا لا نرى تماما نشاطا فاعلا أمام الشخصيات، لكن هذا الخطر وارد".
القدرات التكنولوجية
وحول القدرات التكنولوجية الخاصة بوحدة الشاباك الخاصة، قال هار نوى: "عشية قتل رابين، لم تكن التكنولوجيات، خاصة الاستخبارية قائمة، الا بشكل هامشى، لكن اليوم لدينا وحدة قائمة بذاتها، كل ما يتبع لديسك الاستخبارات العملياتية، هو اليوم جزء مهيمن فى القوة، لا يمكننى التفصيل بسبب السرية، لكن الوسائل تعمل، وهذا لا يشبه تماما ما كان فى الماضى، وهناك أمر آخر هو انه يجرى اليوم تحليل كل سيناريو تهديد ويتم التخطيط وايجاد الحلول الخلاقة لتقديم الرد".
معايير القبول فى الوحدة
وردا على سؤال محرر الصحيفة العبرية حول معايير القبول فى الوحدة، قال رئيس وحدة الشاباك الخاصة، : "إن الوحدة مكونة من نخبة فى مجال الحراسة وهى تضم قوى بشرية نوعية، يجب أن تكون لديه خلفية عسكرية ملائمة، وخريج وحدة قتالية، ومنصب قيادي، ومعطيات بدنية، وقدرة على العمل فى ظروف الضغط، وقدرة على الحكم، وذكاء يسمح له باتخاذ القرارات، ويجب الفهم بأن الحارس يواجه شخصيات، وللشخصيات المحمية لا يمكن ان تقدم اجوبة غير منطقة وغير حكيمة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة